بريقع
أحيت مديرية بريقع التابعة لمنفذية النبطية في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد مولد باعث النهضة أنطون سعاده، فأقامت لقاء حوارياً مع نائب رئيس الحزب توفيق مهنا تحت عنوان «الصراع في المشرق العربي.. تضارب في المصالح أم حرب كونية ثالثة؟» وذلك في دارة مدير مديرية بريقع رضا كجك، حضرها أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية عضو المجلس الأعلى في الحزب قاسم صالح، وعدد من المسؤولين وأعضاء المجلس القومي، وممثلون عن حزب الله وحركة أمل وحزب البعث العربي الاشتراكي وشخصيات وفاعليات وقوميون ومواطنون.
وبعد كلمة ترحيب ألقاها حسن حاوي، تحدّث مهنا، مستهلاً كلامه بالحديث عن معاني المناسبة، ثمّ تطرق إلى ما تعرّض له لبنان طيلة الحرب الأهلية من العام 1975 الى 1990 وما هدّده من صيغ تقسيمية كادت أن تتحقق، لافتاً إلى أنّ لبنان تجاوز قطوع التقسيم، لكنه بقي مهدّداً بالطائفية والمذهبية بسبب نظامه الطائفي المتخلّف.
وانتقل مهنا للحديث عن العراق الذي خضع لدستور فيدرالي في ظلّ الغزو الأميركي، معتبراً أنّ مخاطر التقسيم الفعلي لا تزال تهدّد العراق بالرغم من الانسحاب الاميركي، لأنّ الفيدرالية المطروحة له هي صيغة تقسيمية، وليست اتحادية، ونحن نرفض أيّ صيغة تمسّ وحدة العراق.
وتابع مهنا: تتعرّض سورية اليوم لحرب مدمّرة تستهدف وحدتها والنيل من خياراتها وثوابتها القومية، وتقويض موقعها المفصلي كحاضنة نضالية واستراتيجية للصراع العربي مع العدو الصهيوني، وداعمة أساسية للمقاومة على مدى أرضنا القومية من لبنان الى الشام الى العراق وفلسطين المحتلة.
واعتبر مهنا أنّ الحرب على سورية ليست بأيّ وجه من الوجوه حرباً لها أهداف داخلية، أو حرباً بين الدولة السورية وقوى سورية داخلية، بل هي حرب لها أبعادها الإقليمية والدولية، وهي حرب مسارات استراتيجية وتضارب مصالح كبرى، واشتباك يرسم آفاق ميزان قوى جديد إقليمي ودولي.
أضاف: يجب ان لا نشيح النظر عن مشروع تعميم الأنظمة الفيدرالية على كلّ المنطقة ودولها، لتكون هي نموذج المشرق العربي ومغربه، وصولاً الى تركيا نفسها، وقد هدّد رئيس الوزراء التركي قبل أيام بأنّ تركيا ستتصدّى لمشروع تقسيم تكريت مما يعني انّ احتمالات نموذج الفيدرالية ليس خياراً مستبعداً مع تصاعد الخوف من كيان كردي في شمال سورية، قد يؤثر على الداخل التركي أكثر مما هو الآن.
ورأى مهنا أنّ حفلة الجنون التي تقيمها بعض الدول العربية والتي تنتج تصعيداً في الحرب ضدّ سورية ودول أخرى، وتنتج تنسيقاً بين أصحاب حفلة الجنون والعدو «الإسرائيلي» وتركيا، وصولاً الى ارتكاب الخطيئة الكبرى والمميتة في تصنيف المقاومة إرهاباً، وإسقاط فلسطين من جدول الاهتمامات والمسؤوليات، واختراع أعداء وهميّين بدلاً من مواجهة العدو الصهيوني الغاصب والجماعات الإرهابية التي تهدّد روح الحضارة والقيم على مستوى أمتنا والعالم أجمع، تندرج كلها في سياق الدفع باتجاه تفجير الأوضاع وتعطيل المساعي لاستئناف المفاوضات، سعياً من أصحاب حفلة الجنون الى تغطية فشل مشاريعهم وخططهم ورهاناتهم، بالإمساك بناصية القرار في العالم العربي.
وختم مهنا بالقول: علينا أن نواجه هذا المشروع وهذه المؤامرات بسلاح المقاومة، والتمسك بخيارها ومحورها وقاعدتها الدولة السورية، ومن هنا نجدّد التأكيد أنّ إقدام مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب على وسم المقاومة بالإرهاب، ليس عملاً طائشاً وحسب، بل هو عدوان على أنبل ظاهرة نضالية حملها ويحملها وجدان الأمة، وأرقى نموذج لغد قومي مشرق وزمن عربي جديد…