بايدن يتعهد «سحق» داعش في العراق
تعهد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن «سحق» جماعة «داعش» في العراق وسورية، في تصريحات أدلى بها إمام جنود أميركيين في أبو ظبي، في مستهل جولة إقليمية بدأها أمس.
وقال بايدن: «علينا أن نسحق داعش في العراق وسورية، لئلا يتمكن التنظيم من الاستمرار في بث سمومه في المنطقة والعالم»، وذلك خلال لقائه مئات الجنود الأميركيين الموجودين في قاعدة عسكرية بالإمارات. وأضاف: «القتال سيستغرق وقتاً، إلا أننا ملتزمون بإتمامه حتى نقضي على هذا الشر… وسنقضي على هذا الشر».
والمعروف لدى الجميع أن جماعة «داعش» الإرهابية هي صناعة أميركية صهيونية، وتتبنى الفكر الوهابي التكفيري الذي تروج له دول إقليمية تسعى الى تمرير أجندة إقليمية ودولية تهدف تجزئة المنطقة بعد تدميرها.
وشكلت الولايات المتحدة منذ صيف 2014 تحالفاً دولياً بزعم «تنفيذ ضربات جوية ضد الجهاديين الذين يسيطرون على مساحات واسعة في العراق وسورية»، إلا أن «داعش» توسعت وازدادت نفوذاً خلال هذه الأشهر.
وكانت السعودية والإمارات وتركيا، أبدت استعدادها لإرسال قوات برية الى سورية، بحجة محاربة «داعش» ودعم المجموعات المسلحة التي تحارب الدولة السورية، إلا أنها تراجعت واشترطت أن يكون ذلك في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن، وتزامن ذلك مع تحذيرات روسية إيرانية من أن دخول أي قوات أجنبية الى سورية سيشعل المنطقة وربما يشعل حرباً عالمية.
وكان بايدن اعتبر في مقابلة مع صحيفة إماراتية، أن «الحل السياسي هو الطريق الوحيد لوضع حد للعنف في سورية».
وقال لصحيفة «ذا ناشونال» الصادرة بالإنكليزية، «بقدر ما هو أمر صعب، علينا أن نواصل السعي للوصول الى تسوية سياسية».
و»نعمل حالياً لإعادة نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة الى طاولة المفاوضات. لأنه في نهاية المطاف، لم يتغير الهدف. الحل السياسي بين الأطراف المتنازعة هو الطريق الوحيد لإنهاء العنف ومنح الشعب السوري الفرصة لإعادة بناء بلده».
وتأتي تصريحات بايدن قبل أيام من جولة جديدة من المفاوضات مرتقبة هذا الأسبوع في سويسرا، بين دمشق والمعارضة، بعد تعليق جولة مفاوضات الشهر الماضي من دون نتيجة تذكر.
وأعلنت «معارضة الرياض» أمس موافقتها على المشاركة في الجولة الجديدة التي تضغط القوى الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة وروسيا لإنجاحها. وتعقد المفاوضات بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي ينص أيضاً على وقف لإطلاق النار.
ويضغط خصوم سورية في السعودية وقطر وتركيا وأميركا والغرب باتجاه إزاحة الرئيس الأسد عن الحكم منذ خمس سنوات استخدموا خلالها جميع الوسائل المتاحة من تسليح الإرهابيين وإرسال التكفيريين وتشكيل «داعش» الذي مارس أبشع أنواع الوحشية ضد كل من عارضه الى التهديد بإرسال قوات برية وأحياناً التدخل المباشر «القصف التركي للأراضي السورية وإسقاط المقاتلة الروسية، إضافة للاستهداف الصهيوني لمواقع ومخازن أسلحة للجيش السوري واغتيال بعض قادة المقاومة اللبنانية الموجودة على الإراضي السورية».
على صعيد آخر، فاجأ حزب العمال الكردستاني الوسط السياسي والعسكري العراقي استعداده للمشاركة في تحرير الموصل. وقال القيادي في حزب العمال الكردستاني عكيد كلاري بأن 4 آلاف من مقاتلي الحزب يستعدون لخوض معركة تحرير مدينة الموصل، مؤكداً أن مشاركة الحزب ستكون عامل توازن في المدينة.
وقال كلاري إن أربعة آلاف مقاتل من قوات حزب العمال الكردستاني ستشارك في عملية تحرير الموصل، وأضاف أن القوات الحكومة العراقية والبيشمركة لا تستطيع تحرير الموصل بمفردها، بسبب واقعها الاجتماعي، ومكوناتها الدينية والمذهبية. وحذر كلاري من أن مشاركة تركيا في عملية تحرير الموصل قد تثير مشكلات بين مكونات المدينة، مشيراً إلى أن مشاركة حزبه ستكون عامل توازن في المدينة، لإبعادها عن الحساسيات الطائفية والقومية. وأضاف أن حزب العمال مستعد للتنسيق مع الأطراف كافة بشأن عملية تحرير الموصل، لافتاً إلى أنه يتواصل مع العشائر ووجهاء المنطقة للتنسيق والتعاون معهم.
وقد تزامن إعلان الحزب عن جاهزيته للمشاركة في تحرير نينوى مع إعلان المبعوث الأميركي الخاص بريت ماكورك أن معركة تحرير الموصل بدأت بقطع الطريق بين الرقة والموصل. وصرح ماغيرك، في 10 شباط 2016، بأن عملية تحرير مدينة الموصل قد بدأت بالفعل، مبيناً أن التحالف الدولي يجرى مشاورات للتنسيق مع قوات البيشمركة وقوات من أبناء العشائر، للإعداد الجيد للهجوم على «داعش» في الموصل.
وقد سبق أن صاحب هذا الإعلان المفاجئ من الحزب الكردستاني موجة من المواقف المتضاربة حول معركة تحرير نينوى، والأطراف المشاركة فيها. من بينها إصرار «الحشد الشعبي» على المشاركة في المعركة، وإعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي عن مشاركته.
ميدانياً، أعلنت خلية الإعلام الحربي، أمس، مقتل 50 عنصراً من جماعة «داعش» الإرهابية وتدمير 4 مقرات و4 معامل للتفخيخ ومدافع مقاومة للطائرات بقصف لطائرات F16 العراقية، في الحويجة جنوب غربي كركوك.
وقالت الخلية في بيان بحسب «السومرية نيوز»، إن «طائرات F16 العراقية، واستناداً لمعلومات مديرية الاستخبارات والأمن ومديرية الاستخبارات العسكرية، وجهت ضربة جوية أسفرت عن تدمير 4 مقرات لعناصر داعش الإرهابي و4 معامل للتفخيخ ومدافع مقاومة للطائرات في الحويجة، 55 كم جنوب غربي كركوك ». وأضافت الخلية كما «قتلت أكثر من 50 إرهابياً قسم منهم من القوقاز متهيئين لعمليات إرهابية انتحارية».
الى ذلك أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، الاثنين، مقتل 10 من عناصر جماعة «داعش» الإرهابية بقصف جوي شرق الرمادي.
وقال المحلاوي إن «الطيران الحربي للتحالف الدولي وبالتنسيق مع قوات الجيش قصف، اليوم، مفرزة هاون تابعة لتنظيم «داعش» في منطقة البوعبيد شرق الرمادي، على الطريق الدولي السريع».
وأضاف المحلاوي أن «القصف أسفر عن مقتل 10 من عناصر من داعش وتدمير مفرزة الهاون وإلحاق خسائر مادية في صفوف التنظيم».
كما أعلن قائد عمليات الأنبار، عن تدمير ثلاث عجلات للتنظيم الإرهابي بينها مفخخة شرق الرمادي.
وتشهد مناطق جزيرة الخالدية ومنها منطقتي البوعبيد والبوبالي عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة عليها وطرد تنظيم «داعش» منها.