هل زاد نفوذ السعودية في لبنان أم تراجع؟
علي جانبين
صعّدت المملكة العربية السعودية مواقفها من لبنان إثر حملتها التي استهدفت إيران بعد ما تعرّضت له بعثاتها الدبلوماسية في طهران ومشهد، ودعت بذريعتها إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في اجتماعات عربية وإسلامية حضرها وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الذي شارك في تأييد الإدانة لما تعرّضت له البعثات الدبلوماسية السعودية ورفض الفقرة التي تتطرّق إلى حزب الله بلا مبرّر وتتهمه بالإرهاب.
غضبت السعودية على باسيل ولبنان وربطت غضبها بجملة مواقف أطلقها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الذي حمّل المملكة مسؤولية كلّ ما يحصل، متهما إياها بتمويل وتسليح الجماعات التكفيرية المتطرفة الساعية إلى زعزعة الاستقرار وخلق الفتن في المنطقة خدمة للمشروع الصهيوني، فعمدت إلى إلغاء الهبة الخاصة بتسليح الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، ومن ثم تحذير رعاياها من السفر إلى لبنان والتضييق على الجالية اللبنانية في المملكة وتهديدها بلقمة عيشها وأصدرت مؤخراً عن مجلس التعاون الخليجي بياناً يصنف حزب الله منظمة إرهابية…!
كيف ردّ لبنان على هذه الإجراءات؟
قامت حملة تهجّم على حزب الله والوزير باسيل دفاعاً عن السعودية قادها تيار المستقبل، ولما اجتمعت الحكومة وأصدرت بياناً قالت عنه السعودية إنه غير مفيد ولا يعبّر عن طلبها. فهي تريد إدانة حكومية لحزب الله وباسيل، ولما جاء دور إصدار بيان وزراء الداخلية العرب بتكرار مشهد ما واجهه باسيل في اجتماعات وزراء الخارجية كرّر الوزير المحسوب على السعودية نهاد المشنوق ما فعله باسيل من قبله.
في الحصيلة وبعد شهر من الحملة السعودية يصير السؤال مشروعاً عما كسبته السعودية وهي تصعّد طلباً للمزيد من النفوذ في لبنان، فإذا كان ما صدر عن حكومة يرأسها شخص محسوب عليها ويشكل التيار الذي تموّله وتدعمه القوة الرئيسية فيها، لا يرضيها ويقول إنّ نفوذها في الحكومة يتراجع، وإذا كان ما قاله باسيل كافياً ومنصفاً فلماذا الحملة عليه وعلى لبنان وعلى حزب الله، وإذا كان غير كافٍ، فما فعله المشنوق يدل على أنه لم يبق للسعودية نفوذ في لبنان إلا الحصول على عرائض الرئيس سعد الحريري ووفوده الزائرة إلى السفارة السعودية.