لقاء الأحزاب: العدوان على المقاومة عدوان على جيش لبنان وشعبه

عقد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية لقاءً تضامنياً بعنوان «دفاعاً عن لبنان وجيشه ومقاومته» في فندق «كومودور»، بحضور وزير الصناعة حسين الحاج حسن، النائب علي بزي، رئيس المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو، الوزراء السابقين بانوس مانجيان ومنسّق اللقاء الوطني للنهوض والتغيير الدكتور عصام نعمان، النوّاب السابقين نجاح واكيم والأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي فيصل الداوود والأمين العام لرابطة الشغّيلة زاهر الخطيب، الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات، رئيس حركة «التوحيد الإسلامي» الشيخ بلال شعبان، إمام مسجد «القدس» في صيدا الشيخ ماهر حمود، المنسّق العام لجبهة «العمل الإسلامي» الشيخ زهير الجعيد، رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، ممثّل حزب التوحيد العربي بهجت العريضي، الدكتور هاني سليمان ممثّلاً اللجان والروابط الشعبية، الدكتور زياد الحافظ ممثّلاً المؤتمر القومي العربي والمؤتمر الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية.

بيان

وأكّد المشاركون في اللقاء في بيانهم الختامي، أنّ «العدوان على المقاومة إنّما هو عدوان على لبنان وشعبه وجيشه، فالمقاومة التي صنعت التحرير وردعت المحتلّ وحمتْ لبنان من الاعتداءات الصهيونية ونصرت فلسطين، هي فخرنا وعزّتنا وكرامتنا، ولا نسمح لأحد كائناً من كان التطاول عليها، ومن يصفها بالإرهاب إنّما يخدم العدو الصهيوني، ويتنكّر لعروبة الأمة الأصيلة التي تتجسّد في دعم قضية فلسطين والمقاومة ضدّ الاحتلال».

ورفض المؤتمر بـ«شدّة التدخّل بشؤون لبنان الداخلية، ومحاولات إثارة الفتنة عبر تأليب اللبنانيين بعضهم ضدّ بعض»، مؤكّداً أنّ «معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي الضمانة للحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقرار، وتحرير ما تبقّى من أراض لبنانية محتلة».

وشدّد على «ما جاء في الدستور اللبناني لناحية رفض أن يكون لبنان مقرّاً أو ممرّاً للتآمر على الدول العربية، وخصوصاً سورية التي تربطنا بها علاقات مميّزة»، مشيراً إلى أنّ «هذا التكامل السوري – اللبناني يشكّل نموذجاً يُحتذى به من كل العرب».

وثمّن عالياً «مواقف الدول العربية التي انتصرت للمقاومة ورفضت القرار الذي صنّف حزب الله المقاوم كمنظمة إرهابية»، داعياً الدولة اللبنانية إلى «قبول الهِبتين الروسية والإيرانية غير المشروطتين».

الحاج حسن

وكان الوزير الحاج حسن أشار في كلمة له إلى أنّ «قرار السعودية ضدّ حزب الله والمقاومة ولبنان أتى في الفترة نفسها التي كثرت فيها الأنباء عن اللقاءات بين السعودية والخليج مع السلطات «الإسرائيلية»، معتبراً أنّ «هذه اللقاءات تؤكّد الدور التكاملي بين أميركا و«إسرائيل» والسعودية، بالإضافة إلى الأدوار المشبوهة للسعودية».

ولفتَ إلى أنّ «قرار السعودية يأتي تعبيراً عن الغضب «الإسرائيلي» والأميركي والسعودي»، موضحاً أنّ «هذا التكامل حاول إسقاط سورية والسيطرة على اليمن وفلسطين، بالإضافة إلى افتعال المشاكل والفتن في لبنان، ولكنها فشلت وأخفقت».

وأكّد الحاج حسن أنّ «السعودية بقرارها هذا ستكتشف بعد حين أنّها ستزيد إخفاقاً على إخفاقاتها»، مشيراً إلى أنّ «الشعوب والدول تنتفض وتُدين هذا القرار».

كما حيّا الحاج حسن وشكر كل الدول والشعوب على المواقف النبيلة والملتزمة بخط المقاومة، معتبراً أنّ «العروبة الحقيقية هي الدفاع عن الفلسطينيين وأرضهم»، موضحاً أنّ «العروبة لا تتمثّل بالتآمر على المقاومة، أو دعم مشاريع التطبيع وإسقاط حق العودة للشعب الفلسطيني».

كما أكّد أنّه «رغم كل الضغوط التي تتعرّض لها المقاومة ماضون حتى التحرير الكامل لفلسطين، وماضون بمواجهة مشاريع الفتنة والتجزئة»، مشيراً إلى «أنّنا سننتصر بإذن الله بالعزيمة والثبات في قمّتنا».

كما لفتَ إلى «أنّنا سننتصر على الحقد السعودي من خلال تمسّكنا بالمقاومة».

بزي

من جهته، طالب النائب بزي بـ«إلغاء مندرجات قرار مجلس التعاون الخليجي الذي اعتبره رئيس وزراء «إسرائيل» أنّه مهم ومدهش».

ولفتَ إلى أنّه «تكفينا هذه الشهادة من رئيس إرهاب الدولة المنظم في «إسرائيل» لنؤكّد صوابية وقرار وخيار المقاومة في مواجهة الإرهاب «الإسرائيلي» والتكفيري».

«القومي»

وألقى رئيس المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو كلمة الحزب قال فيها: من الآخر، لا مشكلة لنا مع الشعب السعودي، فنحن لا نحمل له إلّا الاحترام. مشكلتنا مع سياسات حكّامه، وخاصة مع حربهم المفتوحة على المقاومة، ففي كلّ محفل خليجي أو عربي أو إقليمي، لا شيء على جدول أعمال السعودية إلّا تشويه صورة المقاومة، وصولاً إلى تصنيف حزب الله حزباً إرهابياً.

لا محلّ لفلسطين في اهتمامات السعودية، ولا كلام عن العدو «الإسرائيلي» وجرائمه بحق أهلها، ولا محلّ في اهتمامات السعودية للتضامن مع سورية أو لحلّ سياسي فيها، بل صبّ الزيت على نار حربها، لا… ولا محلّ للعراق ولا لتونس ولا لمصر ولا لليمن المحترق بنار حرب السعودية على شعبه. لا شيء لديهم إلّا شيطنة المقاومة، ويريدون من لبنان أن يجاريهم في هذا الموقف، ثمّ يتّهمونه بالخروج عن الإجماع العربي. فعن أيّ إجماع تتحدّثون؟ أهو إجماعكم ضدّ المقاومة؟ ألا بئس هذا الإجماع، وما يقوم على باطل فهو باطل.

حزب الله حزب مقاوم. نقطة على السطر، شاء من شاء وأبى من أبى. وقرار تصنيفه حزباً إرهابياً قرارٌ مدانٌ من اللبنانيين، لأنّه اعتداءٌ على سيادتهم وعلى وحدتهم، واعتداء على تراثهم في المقاومة وعلى شهدائهم وكرامتهم الوطنية. أنسيتم أنّ لبنان هو البلد العربي الوحيد الذي انتصرت مقاومته على العدوّ مرّتين؟

ويا أيها الحكام العرب: «إسرائيل» هي الإرهاب. هي دولة الإرهاب ومعلّمته ومصدّرته إلى بلادنا. هي العدو، فكيف تتعامون عنها، بل تنسّقون معها في تصنيفكم حزب الله إرهابياً؟ أين عروبتكم حين تنزعون صفة الإرهاب عن عدو العرب لتلصقوها بالحزب الذي قاوم هذا العدوّ وأذلّه؟ والعصابات التي ترتكب المجازر بحق شعبنا هي الإرهاب، فكيف تصنّفون الحزب الذي يقاتل هذه العصابات ويقدّم أغلى الأثمان حزباً إرهابياً؟

بكلّ ثقة نقول لكم: أنتم لم تصنّفوا حزب الله على هذا النحو إلّا لأنه يقاتل «إسرائيل» والإرهاب. ثمّ لماذا تعاقبون الجيش اللبناني بإلغاء الهبتين؟ ألأنّه يقاتل المجموعات الإرهابية؟ ألأنه ينسّق مع المقاومة؟

اعلموا جيداً بأنّ لبنان لن يكون ممرّاً للإرهاب ولا مقرّاً، ومهما اشتدّت ضغوطاتكم عليه، فالجيش بالمرصاد، والشعب بالمرصاد، وسيبقى الجيش ينظر إلى المقاومة على أنّها السند والظهير. ولا يهوّلنّ أحدٌ علينا، فنحن قادرون على تأمين احتياجات الجيش وتعزيز قدراته.

ولمن طالبنا بالاعتذار نقول: إنّ الاعتذار يجب أن يُقدّم إلى اللبنانيين، من الذي أساء إلى كرامتهم الوطنية حينما اتّخذ قراره بتصنيف حزب الله حزباً ارهابياً وحينما أوقف المساعدات عن الجيش اللبناني؟

وختم قانصو بتوجيه التحية إلى الجيش والمقاومة وكلّ الأحرار العرب الذين وقفوا مع لبنان ومع المقاومة.

الخطيب

وأكّد الخطيب، باسمه وباسم قيادتي رابطة الشغّيلة وتيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية، رفض وإدانة «الحملة الخبيثة المسمومة التي تشنُّها السعودية المتآمرةُ مع بعض الحكومات العربية الدائرة في فلكها ضدّ لبنان وجيشه الوطني ومقاومته الباسلة، صانعة، مجدنا ومجد الأمة بتحريرها الأرض وردعِها العدوان الصهيوني».

وأكّد أنّ «المقاومة الباسلة اليوم تحمي عروبة الأمة ولبنان بمشاركتها الجيش العربي السوري في الحرب ضدّ توحّش الإرهاب التكفيري السعودي، الوجه الآخر للعدو الصهيوني»، مشيراً إلى أنّ «قرار الحكومة السعودية منح لبنان هِبة افتراضية مزعومة لتسليح جيشه وقوى الأمن ثمّ حجبها، إنّما ينفي عنها سِمة وصفة الهبة لأنّها باتت مشروطة وليست مجّانية، والهدف ابتزاز لبنان ودفعه لتأييد الحرب العدوانية الوحشية التي تشنّها السلطة السعودية العميلة والظالمة ضدّ شعبنا العربي المجاهد في اليمن، والخضوعِ والاستسلام لسياساتها العدوانية ضدّ الدولة الوطنية العربية المقاومة في سورية».

وأفاد أنّه «بالتالي، فإنّ النظام السعودي العميل الجائر يضع لبنان أمام خيارين، إمّا قبَول الهِبة المشروطة المعروفة بالمكرمة والتخلّي عن مقاومتنا وكرامتنا بذلّ، وهوان وهيهات منّا الذّله»، وإمّا وقوفنا مع مقاومتنا التي رفعت راية عزّتنِا وكرامتنِا عالياَ، وجعلت من لبنان قوي بمقاومته وجيشه وشعبه».

وقال: «فليسمع حكّام السعودية وحكّام دول مجلس «التآمر» الخليجي صوتَ الشرفاء والأحرار في لبنان والعالم أجمع أنّ مقاومتنَا يا حكام التّبعية والفساد المطبّعين مع العدو الصهيوني ليست تنظيماً إرهابياً، بل إنّ طُهرَ دماء شهداء مقاومينا وبطولات مجاهدينا إنّما هي تجسيد لإرادتنا وقوّتِنا وعزمنِا، ودفاع عن شرفنا وكرامتنا وفخرنا وعزّتنا وأنّ من أراد من الأتباع أن يُخضِعَنا لإذلال الحكومات الذليلة، وفرضِ الاعتذار علينا والغفران إنّما يفتقد للحدّ الأدنى من الكرامة الوطنية، وهو ليس أهلاً للحرص على سيادتنا واستقلالنا ورفض الوصاية علينا».

وتابع: «يا حكّام الفساد والعمالة والخيانة، أين أنتم أوّلاً وأخيراً من فلسطين والعروبةِ الأصيلة، أين أنتم من مقدّساتنِا مسلمين ومسيحيين ومن القضايا العادلةِ لأمتنا، أين أنتم من تاريخِنا وثقافتنِا وقِيَمنا وأخلاقنِا، أين أنتم من آمالِنا وأحلامِ أطفالنِا وشهدائِنا، أفلا تتلمسّون لهيبَ نارِ جَحيمِكم»، مشيراً إلى أنّ «حسابكم مع شعوبكم آتٍ آت وسيكون عسيراً عسيراً، فالمجد والخلود للمقاومة ولشهداء الأمة».

منجيان

وشدّد مانجيان، الذي ألقى كلمة حزب الطاشناق، على أنّ «معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي حامية لبنان»، مؤكّداً أنّ «الشعب اللبناني له كرامة لا يتخلّى عنها».

وذكّر أنّ «هناك عدواً إسرائيلياً على الحدود الجنوبية، ولدينا آلاف الإرهابيين على الحدود الشرقية يخطفون العسكريين ويحتلّون بلدة لبنانية كعرسال».

وقال: «اسألوا قيادة الجيش ووزارة الدفاع عن المبالغ التي صُرفت لتسليح الجيش»، وأضاف: «إنّكم تدعمون الجيش بالإعلام والكلام وتريدون من المقاومة تسليم السلاح لإدارة لا تعرف توجيه شاحنة نفايات».

سعد

وأكّد الدكتور سعد في كلمته «أهمية المقاومة في مواجهة الإرهاب الصهيوني والإرهاب الظلامي»، وقال: «الشعب اللبناني أطلق المقاومة الوطنية والإسلامية في مواجهة الاحتلال والعدوان الصهيوني على لبنان من أجل إزالة الاحتلال من أراضية ومواجهة أطماعه وتهديداته، ولا يزال الشعب اللبناني متمسّكاً بحقّه بالمقاومة وهو حق مشروع. ونحن نقول للمنظومة الإمبريالية الصهيونية الرجعية العربية، إنّ الشعوب العربية جميعها ستُطلق المقاومة لمواجهة الإرهاب الصهيوني والإرهاب الظلامي. وتحيّة للمقاومة في لبنان وفلسطين وفي سائر أنحاء العالم».

وأكّد واكيم أنّ «هذه المقاومة المسمّرة على صليب فلسطين، والمرفوعة على صليب فلسطين وهي تنزف وتبقى قدماها نازفتين، أعلى بكثير من تلك الرؤوس المحتلة».

وقال الشيخ حمود، إنّ « لحزب الله والمقاومة في لبنان وفلسطين كل الفخر بأن يوصفون بالإرهاب بالمعنى القرآني».

و قال الشيخ الجعيد « هنيئاً لمقاومة تضعها دول ترتضي أن تكون في ركب العدو وأميركا على لائحة إرهابها».

كما أُلقيت كلمات للوزيرين السابقين فيصل الداوود وعصام نعمان، كمال الخير، الدكتور زياد الحافظ، بلال شعبان، وليد بركات، هاني سليمان، وبهجت العريضي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى