«نيويورك تايمز» :كيري لن يعود إلى الأراضي الفلسطينية لاستكمال مفاوضات السلام
ذكرت صحيفة «نيويوك تايمز» أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ألغى زيارته المقررة،أمس الأربعاء، إلى الشرق الأوسط، لاستئناف محادثات السلام، بسبب إصرار الرئيس الفلسطينى محمود عباس على الإنضمام لـ 15 وكالة دولية.
وأوضحت أن تحركات عباس التى تبدو أنه أراد من خلالها مفاجأة المسؤولين الأمريكيين و»الإسرائليين»، دفعت وزير الخارجية الأميركي لإلغاء عودته المقررة للمنطقة، التى كان من المتوقع فيها إكمال اتفاق تمديد المفاوضات خلال 2015.
وفى إطار الإتفاق الناشئ، فإنه من المفترض أن تفرج الولايات المتحدة عن أميركى مدان بالتجسس لصالح «إسرائيل» منذ أكثر من 25 عاماً، بينما تطلق «إسرائيل» سراح مئات السجناء الفلسطينيين وتبطئ بناء المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية.
وقال مسؤول أميركى رفيع، إن قرار كيري بعدم العودة إلى المنطقة فوراً، يعكس نفاد الصبر المتزايد فى البيت الأبيض، الذى يعتقد أن جهوده للوساطة قد وصلت إلى نهاية حدودها.
كما اهتمت صحيفة «نيويورك تايمز» بالتحقيقات التى تجريها الحكومة البريطانية حول تواجد وأنشطة جماعة الإخوان المسلمين فى لندن للتعرف عما إذا كانت العاصمة البريطانية تستخدم كمركز لتخطيط الهجمات المتطرفة في مصر.
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن الحكومات البريطانية السابقة تحركت ضد الجماعات المتشددة الصغيرة فى البلاد، لكنها تميل إلى التعامل مع تنظيم الإخوان المسلمين، بطريقة مختلفة أكثر اعتدالا خاصة بعد انتخاب محمد مرسي، مرشح الجماعة، رئيسا لمصر عام 2012.
ومع ذلك فإنه فى أعقاب الإطاحة بمرسي من السلطة، شن أنصار الجماعة أعمال عنف واسعة فى مصر واشتدت حملات المسلحين فى سيناء ضد قوات الجيش والشرطة، كما استهدفت إحداها حافلة سياحية فى طابا في شباط الماضي.
وقالت مسؤولة بريطانية: «بالنظر إلى المخاوف الكثيرة حول الجماعة وعلاقتها بالتطرف العنيف، فمن الصحيح تماماً والمهم، أن نتعامل بشكل أفضل وأن يكون لدينا معرفة أوسع بفكرها ومواقفها، وأهدافها التى تنوي تحقيقها وما يعنيه هذا لبريطانيا».
وتقول «نيويورك تايمز»، إن مسألة استخدام «لندن» كقاعدة للجماعات الإسلامية المتطرفة، أمر حساس على نحو خاص، لافتة إلى أنه فى أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، وصفت بعض وكالات الإستخبارات الأوروبية، العاصمة البريطانية بـ»لندنستان»، فى إشارة إلى سهولة عمل المتشددين الإسلاميين داخلها.
كما واصلت صحيفة «نيويورك تايمز» تغطية التفجيرات الإرهابية التى تستهدف مصر، وأشارت إلى سلسلة التفجيرات التى وقعت أمام جامعة القاهرة، مما أسفر عن مقتل مدير مباحث غرب الجيزة وإصابة 9 آخرين، باعتبارها هجمات انتقامية من قبل الإسلاميين الغاضبين.
وقالت الصحيفة الأميركية، أمس الأربعاء، إن الهجمات الإنتقامية التي تستهدف رجال الأمن فى مصر أصبحت شائعة خلال الأشهر السبعة الماضية مع تصعيد الحكومة من قمعها ضد أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، الذي أُطيح به من السلطة.
وأضافت، أن الطابع العام للهجمات، حيث الصور التليفزيونية للتفجيرات والضحايا الغارقين فى دمائهم والضباط المذعورين، يعد تذكيراً صارخاً لانعدام الأمن فى البلاد. ولفتت إلى أن هذه الإعتداءات تزيد المخاوف من تكثيف المسلحين هجماتهم لعرقلة الحملة الإنتخابية الرئاسية.
وتابعت أن تفجيرات الأربعاء، تهدد بتعميق الإضطرابات فى حرم الجامعات، التى أصبحت نقطة محورية فى الإضطرابات المناهضة للحكومة بعد تضاءل قوة احتجاجات الإسلاميين فى الشارع.