تركيا تخوض حرب إخراج مصر وإيران من غزة…
نضال حمادة ـ باريس
ما زالت الحرب الإسرائيلية العدوانية على غزة تتوالى فصولاً للأسبوع الثالث على التوالي، خالطة الأوراق الإقليمية بسرعة كبيرة، وكاشفة عن حقيقة الصراع الخفي الذي تخوضه بعض القوى الإقليمية، والذي وجد في غزة ساحة متنفساً له، شكلت حماس فيه بندقية الصراع الأولى للبعض والأخيرة للبعض الآخر.
الدولة المصرية العميقة تريد رأس حركة حماس، هذا ما يتفق عليه الكثير من المتابعين الفرنسيين والأوروبيين للوضع في غزة ومحيطها، وهناك من يردد لهذه الدولة المصرية أن تعتبر قطاع غزة قاعدة خلفية لجماعة الإخوان المسلمين المصرية وللتنظيم العالمي الذي يدور في فلكها، وكل هذا بتسهيل وتعاون وعمل من قيادات في المكتب السياسي لحماس يقيمون في الدوحة ويتنقلون بينها وبين أنقرة.
وتشير مصادر في العاصمة الفرنسية باريس إلى غضب مصري كبير من حماس بسبب لائحة الشروط التي قدمتها الحركة لقطر وعبرها للولايات المتحدة الأميركية، وبشكل خاص الشرط الذي يشير إلى رقابة أو وصاية دولية على معبر رفح، ما اعتبرته القاهرة تعدياً صارخاً من حماس على سيادة الدولة المصرية وتجاوزاً للخطوط الحمر من قبل قيادات في الحركة، بتحريض ودفع من الدوحة وأنقرة.
وكانت «البناء» قد انفردت الأسبوع الماضي بنشر تقرير فرنسي مفصل عن الخلافات المصرية الأميركية حول الحرب بغزة والموقف المصري المتشدد من حركة حماس في هذه الحرب.
حركة حماس بمكتبها السياسي تقوم بمهمة الجناح العسكري للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، هذا ما تعتقده السلطات المصرية الحالية وهي تتعامل مع الحرب في غزة من هذا المنطلق تقول مصادر في باريس، وتضيف أن تركيا تعمل في غزة على هزيمة مصر وإيجاد نقطة نفوذ على حدودها، تمهيداً للعمل على إسقاط النظام الحالي وإعادة حكم الإخوان في القاهرة، وظهر الهجوم التركي على الحكم في مصر عبر تصريحات أردوغان الذي نعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالطاغية، بينما ترفض مصر أي من شروط حماس لوقف إطلاق النار وتعمل على ورقة وضعها الرئيس الفلسطيني تقول بوقف لإطلاق النار بشكل متزامن ومن دون شروط والبحث في ما بعد بكل النقاط العالقة.
نقطة أخرى متداولة حالياً في الأوساط الفرنسية المتابعة، وهي تتعلق بسعي تركي قطري لإخراج إيران من غزة وإضعاف نفوذها على حركة حماس والفصائل الأخرى، خصوصاً في مجال التسلح بالصواريخ، وتريد كل من أنقرة والدوحة بالاتفاق مع خالد مشعل الاعتماد على الترسانة الصاروخية التي تركها القذافي والتي تهرب إلى سيناء، بدلاً من الاستمرار في الاعتماد على إيران، وتعتقد الأطراف المذكورة، أنه يمكن القضاء على نفوذ إيران على الفصائل الأخرى غير حماس وخصوصاً الجهاد الإسلامي من خلال الاستعاضة بتهريب ترسانة القذافي الصاروخية عبر سيناء بدلاً من صواريخ إيران، وهذا هو السبب الأساس في تمسك حماس ببنود فتح المعابر ووضع معبر رفح تحت وصاية دولية، حيث ستقوم الأنفاق بمهمة نقل الصواريخ الليبية من سيناء إلى غزة، بينما سوف يشكل غياب الجيش المصري عن المعبر مصلحة تركية قطرية وإخوانية كبرى في صراعهم مع مصر عبد الفتاح السيسي.