صحافة عبرية
تركت شركة تصنيع المواد التجميلية «أهافا» مركزها الذي يبعد كيلومتراً تقريباً عن شواطئ البحر الميت. وتم البارحة توقيع اتفاق نقل مصنع الشركة من المستوطنة، الموجودة خارج الخط الأخضر، إلى منطقة مساحتها 7 دونمات قريباً من «عين جدي» التي سيقام عليها المصنع، بتكلفة تصل إلى 6 ملايين دولار.
وترى الشركة ان هذا الانتقال سيحلّ مشكلة المقاطعة في أوروبا لمصانع المواد التجميلية «أهافا» ومشكلة استيراد مواد تم تصنيعها خارج الخط الأخضر. مورست على شركة «أهافا» في السنوات الأخيرة ضغوطات كبيرة من قبل حركة «BDS» ومنظمات داعمة للفلسطينيين خارج البلاد، وقبل ثلاث سنوات اضطرت إلى إغلاق فرعها في لندن بعد أن تحول إلى نقطة للتظاهرات المنادية بمقاطعة «إسرائيل».
من المفترض أن تُباع الشركة قريباً لشركة صينية. في إطار الصفقة، يفترض بالشركاء «الإسرائيليين» بيع كامل ملكيتهم للمستثمر الصيني، الذي سيدفع مبلغاً يُقدّر بـ70 أو 75 مليون دولار مقابل كامل أسهم الشركة.
تُسوّق شركة مصانع «أهافا» منتجاتها في أكثر من 30 دولة سواء كان بالبيع بالجملة وفي المتاجر أو من خلال محلات خاصة ببيع هذا المُنتج الموجودة في هنغاريا، ألمانيا، كوريا، سنغافورة، والفيلبين.
حوتوبيلي: المفاوضات مع الفلسطينيين ليست على أجندة الحكومة حالياً
قالت نائب وزير الخارجية «الإسرائيلية» تسيبي حوتوبيلي، في تصريحات للإذاعة «الإسرائيلية» العامة، إن عملية التفاوض مع الفلسطينيين ليست على جدول أعمال دولة «إسرائيل» في هذه المرحلة.
وأضافت أن الحكومة «الإسرائيلية» تحارب من أجل وقف الهجمات الفلسطينية، ومن أجل تعزيز مكانتها السياسية في العالم.
وكانت المفاوضات الفلسطينية ـ «الإسرائيلية» قد توقفت في نيسان 2014 بعد رفض «إسرائيل» وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967، والإفراج عن معتقلين من السجون «الإسرائيلية».
الانتفاضة الجديدة لا تدخل إلى قوالب
كتب عاموس هرئيل في صحيفة «هاآرتس» العبرية: سلسلة العمليات الصعبة أمس عادت وأكدت إلى أي درجة الاحصاءات لهذه الانتفاضة ليست مرتبطة ولا صلة لها بالنقاش حول الشعور بالأمن لدى «الإسرائيليين». منذ أكثر من شهرين هناك تراجع منهجي وواضح في عدد العمليات. وهناك أيضاً تراجع قليل في عدد القتلى «الإسرائيليين» نتيجة «الإرهاب الفلسطيني». وبدل عشرات الاحداث في كل اسبوع، تراجع العدد مؤخراً إلى عشر عمليات حدثت غالبيتها في الضفة الغربية. ولكن تكفي سلسلة عمليات متزامنة، اثنتان منها داخل الخط الاخضر، لضعضعة الامن الشخصي وإعادة الإرهاب إلى العناوين الرئيسة.
يوم الإرهاب أمس ليس الاصعب في الاشهر الاخيرة. ليس بالنسبة إلى عدد الحوادث ولا بالنسبة إلى عدد المصابين. فأثناء ساعات اليوم تم إحباط عملية طعن وحدثت عملية إطلاق نار في البلدة القديمة في القدس، وعمليات طعن في يافا و«بيتح تكفا». وفي حادثة أخرى تم اعتقال فلسطينية وفي حوزتها سكين، على أحد حواجز الجيش «الإسرائيلي» في الضفة الغربية. وخلال العمليات قُتل سائح أميركي وأصيب 14. اثنان منهم في وضع حرج. يبدو أن التزامن مصادفة وليس أمراً مخطط له. في شباط الماضي سجّلت في يوم واحد 8 محاولات تنفيذ عمليات خلال 12 ساعة. الارتفاع والهبوط في عدد العمليات، من دون وجود منطق محدد لذلك، يعكس الطابع المشرذم وغير المخطط للصراع على شكله الحالي.
الميدان لا يتصرّف بناءً على خطة. الفلسطينيون في معظمهم، شبان، ليسوا هم فقط من حاولت الطعن في القدس أمس كانت تبلغ 50 سنة يخرجون بشكل عفوي من دون الانتماء إلى أي جهاز منظّم ينسّق العملية. والنتيجة النهائية لأيّ حادثة هي بمثابة شعرة وترتبط بسرعة برد قوات الامن والمواطنين. أمس في يافا، حقيقة مرور وقت طويل إلى حين إصابة المخرّب، هي التي تسببت بعدد كبير من الضحايا. فكل مدينة وأسلوبها: أحد المواطنين في يافا ضرب المخرّب بغيتاره.
لا صلة حقيقية بين الاحداث. فالمخرّبون لم يعرفوا بعضهم، رغم أن الطاعنَين في يافا و«بيتح تكفا» جاءا من قرى قلقيلية وكلاهما تواجدا في «إسرائيل» بشكل غير قانوني. ومشكوك فيه أن تكون العمليات قد حدثت بسبب زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي كان موجوداً في يافا أثناء حدوث العملية هناك.
تحدثوا أمس في الحكومة عن هجمة إرهابية على شاكلة «داعش». وهذا أيضاً غير دقيق. فليس فقط الهجوم لم يكن منسقاً، بل إن حجمه متواضع بالمقارنة مع ما يقوم به «داعش» في المنطقة. ففي تونس قتل نحو 100 شخص في أسبوع واحد فقط اثناء محاولة سيطرة «داعش» على احدى المدن في الدولة. هذا هو الاطار الحقيقي. وعلى الاكثر يمكن الحديث هنا عن تأثير «داعش»: التطرف الديني العنيف الذي ينعكس في أعمال فظيعة موثقة جيداً، وتؤثر على الشباب المسلمين في جميع أنحاء الشرق الاوسط. وقد كان ذلك بارزاً في العملية التي نفّذها نشأت ملحم في «تل أبيب» في كانون الثاني. ومن هذا المنظور، فإن عمليات أمس لا تعتبر أمراً جديداً.
بسبب العمليات، سيكون مطلوباً من الحكومة العمل بقبضة حديدية. سيفرض الحصار بشكل موقت لبضعة أيام على القرى التي خرج منها المنفّذون وسيتم التشديد على من يُشغّلون العمال العرب من دون تصاريح. وبلدية «تل أبيب» والشرطة سيعملان على عدم خروج العلاقة بين اليهود والعرب في يافا عن السيطرة.
إضافة إلى ذلك، في هذه المرحلة ما كان هو الذي سيكون. في الاسابيع الاخيرة حدث تحسن في التنسيق الامني بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية، حيث تقوم السلطة بخطوات كبح سواء تجاه التحريض في وسائل الاعلام الرسمية أو منع الشبان من الخروج لتنفيذ العمليات. ورغم اللهجة التصعيدية، لا استراتيجية قابلة للتحقق في الضفة لدى «إسرائيل»، ولا رغبة حقيقية في التصادم مع محمود عباس الذي يقترب أصلاً إلى نهاية سلطته.
طالما بقي الإرهاب في مستواه الحالي، حيث يوجد تذكير مؤلم كل أسبوع بطابع الانتفاضة الحالي، يبدو أنه لن يحدث أي تغيير حقيقي. فالعمليات ستتسبب بمناكفات سياسية. معارضو رئيس الحكومة سيقولون إنه لا يهتم بما يكفي بالأمن. وهو سيردّ بأن حلولهم غير ملائمة بما يكفي وهي ليست أفضل. وسيستمر في مهاجمة أعضاء «الكنيست» العرب بسبب تأييد بعضهم للإرهاب.