قالت له

قالت له: هل من حدود بين الحبّ والحرّية؟ وهل يجتمعان؟

فقال لها: الحبّ تنازُل ضمنيّ عن بعضٍ من الحرّية، وكسب مقابل المزيد منها. فالحبّ بذاته قيد وطريق حرية، والأمر يتعلق بالحبيبين وفهمهما للحبّ وللحبيب. فمن المحبّين من يظنّ الحبّ تملّكاً للآخر وحرّيته، ومنهم مَن يرى سعادته برؤية فرح الحبيب وحبّه للحرية، ولو لم يبادله السعي نفسه والقبول ذاته. وهكذا يكون الحبّ تبادلاً بلا مساواة وبلا عدالة. فلماذا السؤال عن الحرّية وتجاهل العدالة كمعيار للتبادل؟

فقالت له: لكن المرأة تختلط عندها الصورة بين الحبّ والتملّك للحبيب. وتريد من الحبيب أن يبادلها بالجمع بين الحبّ والمزيد من الحرّية لها. لكن الرجل يختلط عنده الحبّ بحرّية يمارسها من وراء ظهر المرأة، وتملّكه لها يمارسه بداعي العدالة.

فقال لها: إذن، يجتمع الرجل والمرأة على مفهوم للحبّ يقيم العدالة بين الحرّية والتملّك بالتبادل والتوازي.

قالت له: إن كان هذا هو المفهوم الذي تريده بيننا فأنا أعجز عن إقامة التوازن الذي تريده، ولا أظنك تقدر ولو ادّعيت العكس. فستفعل ما يستقيم لك في سرّك وأنا أفعل ما أريده في العلن، ونتتهي بخلاف أخرُجُ فيه مدانةً بجرم مخالفة القواعد. فتعال نتفق على إضافة معيار للعدالة مع الحرّية والتملّك العلنية.

فقال لها: تتغلبين بالعلنية وأتغلب بالعدالة.

فتعانقا ومضيا في طريقهما معاً بلا اتفاق ولا خلاف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى