زمكحل: لعقد طاولة حوار اقتصادي تضع خطة إنقاذ وطنية

image_4_1

ترأس رئيس الحكومة تمام سلام اجتماعاً للجنة الوزارية لإدارة النفايات الصلبة، حضره أعضاء اللجنة وزراء: الزراعة أكرم شهيب، الطاقة آرتور نظريان، المال علي حسن خليل، الصناعة حسين الحاج حسن، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، التنمية الإدارية نبيل دو فريج، التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر لاستكمال البحث في موضع ملف النفايات.

كما استقبل نائبه وزير الدفاع سمير مقبل وتناول البحث التطورات الأمنية في البلاد.

من جهة أخرى، استقبل الرئيس سلام وفداً من تجمُّع رجال الأعمال برئاسة رئيس مجلس الإدارة الدكتور فؤاد زمكحل الذي قدم لرئيس الحكومة عرضاً للوضع الاقتصادي الحالي.

وقال زمكحل: «يبدو أنّ الأزمة الاقتصادية التي بدأت منذ أكثر من 5 سنوات، والتي كنا نظنّ ونأمل أنها موقتة وقصيرة المدى مثل الأزمات السابقة، ستكون أطول بكثير»، مشدّداً على «أنّ رجال الأعمال اللبنانيين يحاولون دائماً الضغط واقتراح الخطط والاستراتيجيات بانتظام لتحسين البنية التحتية المتهالكة في بلدنا مثل الكهرباء، والاتصالات، والمياه، والطرق والتي تعاني من تراجع مستمر».

وأضاف: «صحيح أنّ رجال الأعمال اللبنانيين أظهروا دائماً روح المرونة والمثابرة، وكانوا بجاهدون في مواجهة أي نوع من المشاكل والصراعات: فقد استثمروا في المولدات الخاصة لملء فراغ الكهرباء، وقاموا بشراء صهاريج مياه لتلبية الطلب اليومي، وهم موصلين بشبكات دولية لتحسين وسائل الاتصال الخاصة بمساكنهم، كما قاموا بتزفيت الطرق حول بيوتهم، ولكن للأسف لهذه المرونة حدود، وكان هذا الاكتفاء الذاتي والاستقلالية بمثابة سيف ذي حدين، إذ اعتاد السياسيون على الاعتماد بشكل منتظم على قدرات القطاع الخاص على الوفاء بالتزاماتهم نتيجة إهمالهم وفشلهم. وها نحن اليوم نواجه مأساة تتجاوز للغاية قدرات وإمكانيات رجال الأعمال اللبنانيين «.

أما في ما يتعلق بالتوترات السياسية والإقليمية الأخيرة، جدّد رئيس تجمع رجال الأعمال تأكيد «أنّ رجال الأعمال اللبنانيين والمغتربين وكلّ الاقتصاد اللبناني يدفعون الثمن الباهظ للتوترات السياسية التي تلاحقنا والخارجة عن سيطرتنا».

وقال: «لطالما أصرّينا وكرّرنا أننا لنكون فعّالين ولكي نحافظ على أعمالنا، من الجوهري فصل الاقتصاد عن السياسة، وقد كان رجال الأعمال اللبنانيون يبحثون دائماً عن الفرص والأسواق الجديدة والبلدان التي تتمتع بإمكانات نمو عالية. كان المغتربون يسافرون باتجاه أراض خصبة لتحسين إيراداتهم، ومستوى معيشتهم بعيداً عن الاعتبارات السياسية والدينية والطائفية، ومن المبالغ فيه حقاً أن نجعلهم يدفعون ثمن توترات سياسية ليسوا مسؤولين عنها. بالتأكيد لا يريد رجال الأعمال اللبنانيون دخول ساحة المواجهة المتوترة، وسط صراع سياسي حاد، بل يودون البقاء بعيداً حتى تمر هذه السحابة السوداء في أسرع وقت ممكن. لا نريد بأي حال من الأحوال أن نقف بجانب بلد ضدّ آخر، والعكس بالعكس، أو حتى أن نختار التعامل مع بلد معيّن وليس مع بلد آخر، بل نودّ أن نكون على مسافة واحدة من الجميع، والحفاظ على علاقات ممتازة مع جميع شركائنا التجاريين وبناء أسواق جديدة ذات إمكانيات كبيرة بعيداً عن أي اعتبارات سياسية. لطالما كان هذا الانفتاح الاقتصادي وهذا الحياد التجاري من مزايانا منذ عقود وسيبقى كذلك».

وشكر زمكحل الرئيس سلام «على صبره وهدوئه وحكمته وإرادته وبذله قصارى جهده لإدارة الأزمات التي تتوالى دون توقف». وشدّد على «أنّ من المؤسف التحدث عن الاستقالة أو النظر فيها خلال هذه الفترة غير العادية التي يمر بها لبنان، خصوصاً أنّ جميعنا يعلم أنّ الحكومة الحالية سوف تصبح حكومة تصريف أعمال لفترة طويلة، وسيكون لهذا الشكل من أشكال الحكم الذي كان مقرراً لفترة قصيرة تأثيراً سلبياً على الشفافية، وحوكمة الدولة وعلى الاقتصاد والبلاد بشكل عام».

وختم زمكحل بالمطالبة، باسم رجال الأعمال اللبنانيين، «بانتخاب رئيس للجمهورية واتفاق سياسي كامل وشامل يتضمن رئيس الوزراء والوزراء والقانون الانتخابي ومواعيد الانتخابات النيابية لإعطاء القليل من الأوكسجين والراحة لاقتصادنا الذي يمر في محنة قوية»، لافتاً إلى أنّ غياب الاتفاق «سيتسبب بحدوث مشكلة تلو الأخرى ونقل الفراغ والشلل من مكان إلى آخر مع فرصة ضئيلة للخروج من الأزمات».

كما طالب «بعقد طاولة حوار اقتصادي واجتماعي تشمل جميع الجهات الفاعلة الاقتصادية والاتحادية والعمالية وذلك من أجل أن نضع معاً خطة إنقاذ اقتصادية واجتماعية ووطنية، وباجتماعات منتظمة يومياً لمجلس الوزراء، مع موضوع واحد على جدول أعماله ألا وهو مشكلة النفايات حتى التوصّل الى حلّ واضح».

ومن زوار السراي: وفد من بلدة برجا برئاسة رئيس البلدية نشأت حمية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى