باسيل: وصف حزب الله بالإرهابي لا يقع ضمن تصنيف الأمم المتحدة ويُناقض المعاهدة العربية

سجّل وزير الخارجية والمغتربين تحفُّظ لبنان، خلال اجتماع المجلس الوزاري العربي الذي انعقد في القاهرة أمس، على ذكر «حزب الله ووصفه بالإرهابي كون الأمر لا يقع ضمن تصنيف الأمم المتحدة ولا يتوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب التي تميز بين الإرهاب والمقاومة، وكون حزب الله يمثل مكوناً أساسياً وشريحة واسعة من اللبنانيين، وله كتلة وازنة نيابية ووزارية في المؤسسات الدستورية».

وآثر باسيل عدم المغادرة، كما كان مقرراً ليل أول من أمس، وذلك لمواكبة النقاشات بالتنسيق الدائم والكامل مع رئيس الحكومة تمام سلام.

وسجل لبنان المواقف التالية:

ـ «أولاً: عدم موافقته على إغلاق مكاتب الجامعة العربية في عدد من دول العالم، خصوصاً تلك التي تحتضن عدداً كبيراً من الجاليات العربية، والدول التي لها مواقف مؤيدة لقضايا عربية، لا سيما القضية الفلسطينية، وتحديداً دول أميركا اللاتينية ودول أخرى في آسيا وأوروبا وأفريقيا. وتمّ إرجاء البت بهذا الموضوع الى الدورة المقبلة لمجلس الجامعة.

ـ ثانياً: موافقة لبنان على القرار المتعلق بالأوضاع في سورية، وهي المرة الأولى في الجامعة العربية التي لا ينأى فيها لبنان بنفسه عن الموضوع السوري حيث أنّ القرار جاء مختلفا عما سبق، وقد جاء ضمن مندرجات القرارات الأممية ومسار فيينا ومجموعة الدعم الدولي لسورية، وهي مسارات يشارك فيها لبنان وتدور حول فكرة الحلّ السلمي في سورية الذي يقرر من خلاله السوريون بأنفسهم مستقبل بلدهم.

ثالثاً: في ما يتعلق ببند التضامن مع لبنان، وهو بند دائم تعبر فيه الدول العربية عن تضامنها مع لبنان في شؤون داخلية وخارجية، أبدى عدد من الدول ملاحظات واعتراضات كثيرة على بنود القرار. وقد دافع لبنان بصلابة عن النقاط الأساسية، لا سيما تلك الواردة في البيان الوزاري والمنبثقة عن توافق وطني حياله، وأبدى في المقابل مرونة حول صياغات عدة من أجل تمرير القرار بموافقة كلّ الدول الحاضرة. ورغم ذلك، أصرت بعض الدول على النأي بالنفس عن القرار مهما كانت التسهيلات اللبنانية لحصول التوافق. وعبر الوزير باسيل عن تفهمه لموقف هذه الدول، خصوصاً أنّ النأي بالنفس لا يعطل الإجماع العربي ولا يمنع صدور القرار بالتضامن مع لبنان بما في ذلك ما طلبه لبنان. وعليه، فقد صدر القرار المطلوب عن الجامعة العربية.

ـ رابعاً: الاعتداءات الإيرانية على الدول العربية: سجل لبنان تحفظه على بندين بسبب ذكر «حزب الله ووصفه بالإرهابي كون الأمر لا يقع ضمن تصنيف الأمم المتحدة ولا يتوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب التي تميز بين الإرهاب والمقاومة، وكون «حزب الله» يمثل مكوناً أساسياً وشريحة واسعة من اللبنانيين، وله كتلة وازنة نيابية ووزارية في المؤسسات الدستورية. ووافق لبنان على البنود الأخرى رغم ملامستها لقرار النأي بالنفس، وتحديداً موافقته على البنود المتعلقة بإدانة الاعتداءات على بعثات المملكة العربية السعودية في إيران ورفضه أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وطالب بحذف عبارة «حزب الله الإرهابي» لكي تتم الموافقة على القرار من دون تحفظ، إلا أن الأمر لم يحصل، فسجل وزير خارجية لبنان موقفه خطياً. وكذلك، سجل عدد من الدول تحفظها وملاحظاتها على القرار. إنّ وزارة الخارجية تؤكد مجدداً أنّ المواقف التي اتبعتها جاءت حفاظاً على الإجماع العربي والتزاماً بسياسة الحكومة اللبنانية وبيانها الوزاري، واضعة مصلحة لبنان العليا وموجبات وحدته الوطنية واستقراره الداخلي كهدف أساسي لهذه السياسة الخارجية من ضمن مبادئ القانون الدولي.

وأكد وزير الخارجية أنّ «لبنان تحفظ على ذكر حزب الله ووصفه بالإرهابي لأنّ هذا الأمر غير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب، وهو غير مصنف في الامم المتحدة، و«حزب الله» هو حزب لبناني لديه تمثيل واسع، وهو مكون أساسي في لبنان، ويحظى بكتلة نيابية ووزارية وازنة في مؤسساتنا الدستورية».

وقال في ختام الاجتماع: «لقد وافقنا على بقية بنود القرار، إنما من الطبيعي أننا لا نستطيع الموافقة على ذكر حزب الله ووصفه بالإرهابي».

وختم: «اليوم، أيد لبنان دون النأي بالنفس القرار المتعلق بالاوضاع في سورية لأنّ القرار جاء هذه المرة من ضمن مندرجات القرار الدولي 2254 والسياق العام المتبع في مسار فيينا ولبنان شريك فيه، وهو يضع العملية بأيدي السوريين لكي يقرّروا مصيرهم بأنفسهم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى