زوال
إلى من ملك كلماتي… وغاب مع الحرف الأوّل …
الصدأ يؤلّف طبقاته
وأنا أحرق أصابعي
بألوان المغيب
في داخلي صراخ لا ينتهي
وغيم ذابل
حين أكتبك على وجهي
أعود أدراجي إلى طفولة دافئة
أدندن الشوق الذي يقال
وتتّسع الغابات
لا أعرف نفسي
وأنت كذبتي الأولى
وجرحي الأخير
حين أسكن ذكرياتي
أعتزل الوقت والبكاء
أضمّك إلى قلبي كطفل صغير
وأنت تحطّم كلّ الألعاب
وتحطّمني
هل أمنحك صمتي
وروحي المتجمدة؟
وحبري المغتصب؟
وما تبقّى من أغانينا؟
ليست لنا تلك اللحظات
كلّ ذاك العشق لم يكن كافياً
حتى الأحلام تساقطت كأوراق أيلول
غدت حروفي صفراء
وأنت نفخت رياحك على هذه الأرض
طويت عمراً وخربشات
ومزّقت انعكاس القمر
وغرست مساميرك بين السطور
فلا قيامة تجمعنا
ولا هلال يهدينا
ولا سماء تظلّلنا
حين أبحث عن بقايا القمر
أجدك في داخلي
أهرب إليك كي لا يقتلني حاضري
وأختار الصدأ ملجأً
والمسامير تحفر خندقاً
تغمر سطوري بالدمع والدماء
فأمطر حبّاً قد يجمعنا
لحظة الزوال
حبيبي… امسَح عن جبين الكون اسمي
كي أصبح زهرة تدرك موتها
ورتل الكلام من دون رنين
كي أتلو صلاتي الأخيرة
وأمضي إلى حيث لا يعتريني لومٌ
إلى حيث أعشقك من دون قيد
حبيبي…
لا تسحب نصلك
قبل أن أمتلك انعتاقي
وخذ معك ما تبقّى من خربشاتي!
عبير حمدان