ملاك خائن
عيناكِ تزحفان إلى السماء
مثل أفعى تهرب إلى حفرتها
تنامين على قلبي الجليدي كقمر مسنّن
مخالبك المرتّبة ترعب قلبي الهشّ
لا نوم لي في عليائك الجهنمية
تعالي قليلاً
وتحرّكي مثل نافورة مياه
انثري على جسدي ندى شفتيك
ندوبي المؤلمة تتآلف مع صدري المبتور نصفه
ازرعيني بلطف
أحيي خلاياي التي سمّمتها قبلاتها المشؤومة
انطلق قلبي بعيداً عن موطنه
خرج عنّي
كما يلفظ جسدي بكارته
أعيدي إليّ عذريّتي
أعيدي بناء هيكلي المدمّر
شراييني أشجار نخيل كسولة
تخدّرت ولم تتجدّد
تنشّقت رمال الماضي وشاخت
ضمّيها بأنيابك الحادة
اربطيها في لسانك الموصول بالرقبة
ثمّ مشّطيها برفق
أريد أن أعلّق قلبي في غابتك المشتعلة
أريد أن أرتعش في داخلك
كما تتزاوج الرياح مع العاصفة في قلب السماء
طفلتي التي تمسك بيدي كي لا أخاف
الحبّ يستحيل رماداً ننام عليه
صديقتي وجه الملاك الخائن
لماذا يحرقنا الحبّ إذًا؟
اللهفة التي تغمر عينيكِ البعيدتين
يقظة صبح يتنفس بنَهَم
أشرّع صدري للعالم
أفتح رئتيّ كي ألتقط آثار غيابك
من نسمات هواء موبوءة
صديقتي ملاك خائن
ضلّ طريقه إلى جهنم!
نور صفيّ الدين