الجامعة العربية و الارهاب
نظام مارديني
ليس مستغرباً أن تطلق الجامعة العبرية بالونات اختبار للعدو الصهيوني، وتفتح الباب واسعاً أمامه للعدوان على لبنان المقاوم، فقد ذكرتنا هذه الجامعة في عهد أمينها العام الأسبق السيئ الذكر عمرو موسى عندما أعطى الضوء الأخضر للتحالف الغربي للعدوان على ليبيا، وحاولت في عهد سلفه نبيل العربي مباركة أي عدوان على سورية، وقبلها على العراق.
هي جامعة العدوان على العالم العربي منذ دفع البريطانيون إلى تأسيسها في أربعينيات القرن العشرين. وهي شبيهةُ بصوت المريض، التي لا يكادُ يُسمع، من فرط خفوته… إنّها أخفض الأصوات التي تدافع عن حقّها في الوجود، وهي لا ترفع الصوت إلا على الحق المقاوم وتسجيل هدف في مرماه في مباراته ضدّ الكيان الصهيوني الذي طالما سعى، إلى التسجيل دون جدوى.
وبعيداً عن الإيحاءات، نقول بأسلوبٍ مباشر، إنّهُ لم يتمّ إدراج حزب الله على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية، إلا بعد أشهر عدّة من هجمات 11 أيلول 2001، وتحت الضغوط المتكررة لحكومة رئيس العدو المقبور شارون، وبعد تردّد طويل، فيما لم تنجح حتّى الآن، كلّ الضغوط الأميركية والصهيونية المتكررة على الاتحاد الأوروبي، لإدراج حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية التي تطالها «التدابير التضييقية في إطار مكافحة الإرهاب».. على الرغم من أن البرلمان الأوروبي كان قد أعلن موافقته، منذُ آذار 2005، لمصلحة تدابير لوقف الأنشطة الإرهابية «المزعومة» لحزب الله، رغم أنّ الأمم المتحدة، أقرّت في إحدى الاتفاقيات مع لبنان، بعد إحدى حروبه الميدانية مع الكيان الصهيوني، «الاعتراف بحقّ حزب الله في محاربة الاحتلال الإسرائيلي»، وهو ما «منحه» شرعية دولية لممارسة المقاومة المسلّحة.
منذ إطلاق الحزب السوري القومي الاجتماعي المقاومة في فلسطين المحتلة في العام 1936، وتقديمه قوافل من الشهداء قرابين لعيون فلسطين، ومن بين هؤلاء الشهيدان الرفيقان حسن البنا وسعيد العاص تباهى المنتدَب البريطاني والعصابات اليهودية وهم يلوّحون بشارة الزوبعة التي كانت على صدره بأنهم قتلوا القومي سعيد العاص . منذ ذلك التاريخ وحركات المقاومة تتعرض للطعنات من عالم العروبة ومن أنظمة سايكس بيكو، ولا يزال شعار «لا سلاحَ للقوميين» الذي رفعه كل المشتغلين بالمسألة الفلسطينية في الأربعينيات لمنع الحزب من التوجّه إلى فلسطين، يرنّ في ذاكرة مَنْ له ذاكرة حرة.
لا، ليست مقاومة حزب الله بغريبة عن هذه الهجمة العدوانية من الجامعة العبرية التي تُمثل اليوم بترويجها للفكر الوهابي القاصر عن فهم العصر والخارج من مجاهل الجاهلية بعكس حركة التاريخ، شوكة في ظهر المقاومة ووجهها، ما يكشف الانخداع الواسع بالعروبة التي روّجتها الأنظمة.
أصبح راهناً أن لا سلاح ولا إعلام للمقاومين، بينما فلسطين تنتظر إلى حين قريب.. والمقاومة قادمة!