أردوغان: تركيا غدت هدفاً للهجمات الإرهابية جراء عدم الاستقرار في المنطقة
أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده «غدت هدفاً للهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة جراء عدم الاستقرار الذي تعاني منه المنطقة».
جاء ذلك في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة، دان فيه أردوغان بشدة، التفجير الذي وقع في أنقرة، وأودى بحياة 34 شخصاً، وإصابة 125 آخرين، وفق حصيلة أولية.
وأضاف الرئيس التركي: «إن المنظمات الإرهابية ومن يستخدمها كأدوات لصالحه، باتوا يلجأون إلى طرق غير أخلاقية في استهداف الأبرياء، عقب كل مرة تلحق قواتنا الأمنية الهزيمة بهم».
وتابع أردوغان: «إن مثل هذه الهجمات التي تستهدف وحدة بلادنا وشعبنا، لن تنال من عزيمتنا وستزيد من إصرارنا في الحرب على الإرهاب»، مشدداً على حق بلاده المشروع في الدفاع عن نفسها أمام التهديدات الإرهابية كافة، مضيفاً: «سنهزم الإرهاب بالتعاون بين مؤسسات دولتنا وشعبنا، وستكلل حربنا ضده بالنجاح».
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو، إن المعطيات والدلائل الأولية، من مكان التفجير، وتحليل المعلومات الاستخباراتية، تؤكد ضلوع المنظمة الإرهابية في التفجير.
وأكد رئيس الوزراء أنهم «سيطلعون الرأي العام، بنتائج التحقيقات المستمرة حول التفجير ومنفذيه في أقرب وقت»، مشدداً على أن التفجير استهدف تركيا وأمنها ووحدتها وديمقراطيتها، مضيفاً أن «منفذي التفجير سينالون أشد العقاب»، موضحاً أن بلاده ستواصل بكل عزم مكافحة الإرهاب.
وفي السياق، أعلن وزير الصحة التركي محمد مؤذن أوغلو، ارتفاع عدد قتلى تفجير أنقرة إلى 37 قتيلاً، موضحاً: «مقتل 30 شخصاً في موقع التفجير أحدهم إرهابي، وآخر يشتبه بكونه إرهابياً، وأن أربعة من الجرحى فارقوا الحياة أمس في المستشفيات التي نقلوا إليها، وثلاثة آخرون صباح هذا اليوم».
وأضاف مؤذن أوغلو أن «71 مصاباً جراء التفجير يتلقون العلاج حالياً في المستشفيات، 14 منهم تحت المراقبة الطبية في قسم الطوارئ، و15 في العناية المركزة، والباقون يتعالجون في أقسام مختلفة».
وقال مسؤولون أمنيون أتراك أمس لوكالة «رويترز» إن هناك أدلة على أن أحد مفجري هجوم أنقرة المشتبه بهما امرأة انضمت لحزب العمال الكردستاني منذ عام 2013، وهي من مواليد 1992 وتنحدر من مدينة كارس في شرق تركيا.
في غضون ذلك، أعلن الجيش التركي أمس قصفة لمواقع حزب العمال الكردستاني شمال العراق، وقال الجيش في بيان إن 11 طائرة نفذت ضربات جوية على 18 هدفاً تم تحديدها مؤخراً، بينها مخازن ذخيرة ومخابئ، معلناً تدميرها.
جاء ذلك في وقت أكد مصدر عراقي مسؤول أن المقاتلات التركية نفذت 30 غارة على جبال قنديل شمال العراق، مشيراً إلى أن القصف التركي أسفر عن أضرار لدى المدنيين ولم يسفر عن أي خسائر في صفوف حزب العمال الكردستاني.
الى ذلك، أُعلن فرض حظر التجول في مركز ولاية شرناق جنوب شرقي تركيا، اعتباراً من مساء أمس الاثنين، وحتى إشعار آخر.
وقال بيان صدر عن ولاية شرناق، إنه سيتم فرض حظر التجول، وفقاً لقانون الإدارة المحلية رقم 5442، بداية من الحادية عشرة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي، وحتى إشعار آخر.
وأشار البيان أن الهدف من فرض حظر التجول هو إلقاء القبض على عناصر منظمة «بي كا كا» الإرهابية، وإزالة الحفر والسواتر التي أقاموها والمتفجرات التي زرعوها، وتأمين الأرواح والممتلكات.
وفي شأن متصل، أصدرت محكمة أنقرة، قراراً بحجب موقعي التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، عقب تداول صور للانفجار الذي هز العاصمة التركية، حيث قررت المحكمة حجب الموقعين، نظراً لتداول أخبار وصور تتعلق بالانفجار.
ودان حزب الشعوب الديمقراطي التركي، تفجير أنقرة، ووصف الحزب في بيان، التفجير بـ «الهمجي»، مقدماً تعازيه لأسر الضحايا والشفاء العاجل للجرحى.
في حين أكد رئيس حزب الحركة القومية التركي، دولت باهجه لي، أن الهجمات الإرهابية «لن تستطيع النيل من تركيا»، مشدداً على أن بلاده «لن ترضخ للإرهاب».
وأضاف في بيان له أن «الساعين لإحداث فوضى عارمة في تركيا، مع قدوم الربيع، ستمنى محاولاتهم بالفشل، وسيحاسبون على أفعالهم»، موضحاً أن «الشعب التركي سيقف جسداً واحداً أمام مشاريع مثيري الفتن، وتجار الموت».
وأفاد رئيس الحزب المعارض، أن الشعب التركي يواجه كارثة جديدة، معرباً عن حزنه الشديد، وغضبه الكبير إزاء التفجير الذي أودى بحياة أبرياء في أنقرة.