المرصد

هنادي عيسى

يعاني المشاهد العربي عموماً، واللبناني خصوصاً، منذ أربع سنوات تقريباً، من نوعية البرامج التي تعرَض على الشاشات. فهي أصبحت متشابهة في المضمون، إذ ما أن ينجح برنامج معيّن، حتى تتسابق القنوات إلى إنتاج برامج مماثلة ومستنسخة، علّها تجذب نسبة من المشاهدين.

لا شك أنه في السنوات الماضية، اكتسحت برامج اكتشاف المواهب الشاشات العربية، بدءاً من «آراب غوت تالنت» و«آراب آيدول» و«ذا فويس» و«ستار آكاديمي» و«الرقص مع النجوم» إلخ، إلى أن ضاق الناس بهذه النوعية.

ورغم النجاح الكبير الذي حققه في الأسابيع الماضية برنامج «the voice kids» الذي استطاع أن يستحوذ على اهتمام المشاهدين في كلّ أنحاء العالم العربي، نظراً إلى المواهب الصغيرة التي ظهرت من خلاله، والاختيارات الغنائية التي كانت بمجملها تدلّ على أن الجيل الفني المقبل يبشّر بالخير، وأنه لم يتأثر بالتلوّث الفني الذي يسود في المنطقة منذ بداية الألفية الثالثة. ومع ذلك، بقي «ذا فويس كيدز» مندرجاً في إطار برامج اكتشاف المواهب، سواء في الغناء أو الرقص أو التمثيل. وكما ذكرنا، فإنّ المشاهدين ملّوا من هذه البرامج المستنسخة.

إنما جاء أخيراً برنامج «مين بيعرف» الذي يثعرض على شاشة «mtv»، وهو من إعداد الإعلامية ناديا البساط وتقديمها، وقد لاقى هذ البرنامج إعجاب الناس من الحلقة الأولى، لأنه من البرامج التي اشتاق إليها الجمهور، أي المسابقات والمعلومات. برامج غابت عن معظم القنوات العربية منذ سنوات علماً أنّ الإعلامي جورج قرداحي عاد ليقدّم من سيربح المليون على شاشة «osn» ، إنما اختارت البساط مع فريق عملها أن تقدّم المسابقة بطريقة محبّبة مع مجموعة من المشاهير، اذ اختارت أن يكون المتسابقون السبعة من مجالات مختلفة، ففي كل حلقة تختار البساط مجموعة مشهورة من الفنانين أو الساسة أو… إلخ.

وبالفعل، تمكّن «مين بيعرف» أن يقلب المقاييس في السائد حالياً على المحطات اللبنانية، إذ إنّ غالبية البرامج الرائجة تصبّ في اللطار النقدي مثل «منّا وجرّ»، و«وحش الشاشة» وغيرهما. بينما عبر ساعة واحدة، استطاعت ناديا البساط أن تقدّم مادة مسلية وجذّابة في آن، ما يعني أن الناس بحاجة إلى التغيير لا إلى التقليد والاستنساخ. فهل من يسمع؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى