عناق السرّ الدفين والأقانيم الثلاثة … الآب والابن وروح «القدس»

نارام سرجون

لسنا في حاجة إلى وضع كلام العرب في أنابيب اختبار وسكب الأحماض والقلويات عليه وتثقيله وفصل المصل عن المصل لتحليله لمعرفة تركيبه السري ومعانيه العميقة. وليست هناك ضرورة لتسخينه وصهره لمعرفة طبيعة هذا المعدن الخسيس الذي يصنعه العرب ويصبونه في بيانات خسيسة. بل دعونا نفحص زمرة دمه وندخله إلى اختبار الفلسفة واللغة حيث يمكن تفكيك الشيء إلى أشياء … من هنا يسأل المنطق الفلسفي: ماهو الفرق بين منع الدعاء لحزب الله في حربه ضدّ «إسرائيل» وبين إعلانه منظمة إرهابية ضدّ «إسرائيل»، طالما أنّ منع الدعاء له كان من أجل دعم «إسرائيل» معنوياً وأنّ وصمه بالإرهاب كان من أجل دعم «إسرائيل» معنوياً؟ وما هو الفرق بين إعلان الحرب على السيد حسن نصرالله وإعلانها على جمال عبد الناصر الذي اتهمته السعودية بالكفر والردّة والزندقة، طالما أنّ العداء للاثنين كان من أجل «إسرائيل»؟ وماهو الفرق بين المؤامرة على سورية والمؤامرة على العراق والمؤامرة على ليبيا والمؤامرة على لبنان والمؤامرة على فلسطين، طالما أنّ كلّ المؤامرات التي انخرطت فيها دول الخليج سراً وعلناً كانت من أجل «إسرائيل» وفي سبيلها؟

على عكس كلّ من غضب وانفعل بشأن قرار العرب اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، فإنني أنظر إلى الغضب بعين الغضب لأنه يدلّ على أنّ فهمنا لما يحدث منذ عقود لا يزال بدائياً وطفولياً ولا نزال في مرحلة ما قبل الولادة وما قبل الوعي. لكنّ عجبي كان أكثر من عدم فهم مدلول ارتفاع عيار الكلام ومنسوب الاتهام والكيد لحزب الله، وهو في أي تحليل مؤشر قوي جداً على أنّ العرب و»إسرائيل» قد أصابهم حال من العجز والحيرة وأعيتهم الحيلة في شأن التخلص من هذا الحزب…

لعلّ أجمل ما يمكن قراءته في «جموح» العرب وإصرارهم على إعلان الحرب على حزب الله هو أنه أكثر قرار ينمُّ عن عجز العرب و»إسرائيل» معاً عن النيل من هذا الحزب… وفوق هذا يظهر عجز الغرب كله عن استئصال هذا الحزب، ووصل الأمر بالقلق من اسم نصرالله أنّ صورته وعلم الحزب صارا ممنوعين في «فيسبوك» ويُعتبر نشر أي صورة لها علاقة بنصرالله وحزب الله سبباً كافياً لاعتباره إساءة إلى مبادئ النشر وكفيلاً بإغلاق الحساب… تخيلوا أنّ صورة أدولف هتلر وصورة السفّاح أبو بكر البغدادي ليستا مسيئتين في الغرب ولا تستفزّان أحداً… لكنّ صورة نصرالله مسيئة ومخيفة وتهزّ عرش «فيسبوك» والغرب يريد أن يمحو ذكره وصورته التي تحولت إلى أيقونة في عالم الأحرار وهو يرى أنّ حسن نصرالله يتحول على مستوى العالم إلى «تشي غيفارا» لا يتحدث الإسبانية بل العربية ويضع على رأسه عمامة سوداء بدل البيريه ذات النجمة.

المؤامرة على السيد نصر الله لم تبدأ منذ عام 2011 بل بدأت قبل 16 عاماً، وتحديداً عام 2000 عندما وجدت «إسرائيل» والغرب أن لا مناص من الانكفاء لأول مرة في مواجهة حزب الله الذي يقوده السيد نصرالله… لم يكن الغرب يريد من «إسرائيل» الانسحاب من لبنان من دون شروط بل أن تنسحب من جنوب لبنان إلى كلّ لبنان عبر اتفاقية من أخوات «كامب دايفيد» و»أوسلو» و»وادي عربة» واضطرت «إسرائيل»، بسبب ذلك إلى تكرار ذلك في غزة التي تعلمت من درس حزب الله أنّ العدو لا يجب أن ينسحب إلى الأمام، فهذه أول مرة ترجع «إسرائيل» فيها إلى الوراء وهي التي اعتادت أن تنسحب إلى الأمام… «إسرائيل» انسحبت من سيناء ولكنها انسحبت إلى قلب مصر وأمسكته بمخالب «كامب دايفيد»، ومصر لا تزال تتصرف وكأنها محتلة بقوات «إسرائيلية» منذ عام 1967 مهما حاول الساسة المصريون تلوين الحقيقة والتلاعب بمفهوم الانسحاب الذي دخل مصر، ولا أبالغ إن قلت إنّ مصر كانت أكثر حرية عندما كانت سيناؤها محتلة…

كذلك انسحبت «إسرائيل» من غور الإردن إلى كلّ الأردن الذي تحول إلى قاعدة «إسرائيلية» وحديقة توراتية شرقية يديرها ملك توراتي، وانسحبت من الضفة الغربية وفق اتفاق «أوسلو» لكنها دخلت فلسطين كلها لأول مرة وحلت محلها وصار رئيس فلسطين مثل رئيس بلدية «إسرائيلية»، لكنّ «إسرائيل» بقيت في الجولان ولم تتمكن من الدخول إلى سورية لأنّ الرئيس الراحل حافظ الأسد لم يكن يريد أن تدخل إلى كلّ سورية وتتدفق من فوهة الجولان كما فعلت في سيناء والضفة، ولكنه بعبقرية الدهاء السياسي هو من فتح على «إسرائيل» فوهة جنوب لبنان التي لم تتمكن من إغلاقها حتى هذه اللحظة… هذه الثغرة التي فتحها الأسد على «إسرائيل» ليتدفق منها العمل المقاوم بدل أن تتدفق «إسرائيل» علينا من فوهات السلام هي التي تصدى لقيادتها السيد حسن نصرالله ورفاقه، فكان نعم القائد وكانت نعم المقاومة …

وحده حزب الله بقيادة السيد نصرالله قلب المعادلة «الإسرائيلية» القاضية بالانسحاب دوماً نحو الأمام، وكانت المعادلة الجديدة بعد ستين عاماً من الصراع أنّ المحتل ينسحب ويندحر، وهذه المعادلة كانت رغم كلّ اللامبالاة الغربية والترحيب الفاتر والمنافق لانسحاب «إسرائيل» من جنوب لبنان مصدر هلع في الغرب لأنّ هذا يعني أنّ الغرب نفسه معرض لهذا المصير بالانسحاب إلى الغرب من كلّ مستعمراته في العالم المستضعف وقد رأى الناس درساً عملياً قدمه حزب الله وحسن نصرالله بأنّ إرادة الغرب يمكن قهرها، لذلك لوحظ أنّ الغرب بات مستعداً لتقديم أي ثمن مقابل دحر هذا الحزب الخطر والقائد الكاريزمي الساحر الذي يعلم العالم درساً خطراً جداً. إنه غيفارا الذي يتحدث العربية ويرتدي عمامة سوداء بدل البيريه ذات النجمة واسمه السيد حسن…

ويلاحظ الجميع أنّ هزيمة «إسرائيل» والغرب في جنوب لبنان عام 2000 هي التي فتحت الباب للعثمانيين الجُدد للعودة إلى اسطنبول، فلم تكد تمض سنتان على تحرير الجنوب اللبناني حتى قبل الغرب، ولأول مرة منذ مئة سنة، بأن تفوح رائحة الخلافة الإسلامية في اسطنبول وكان ذلك أول ردّ غربي على حزب الله. ففي عام 2002 تمّ «إيصال» حزب العدالة والتنمية في مشهد بريء عن صعود بريء ونموذجي لقوى إسلامية معتدلة برّاقة في تركيا بحركة ديمقراطية في محاكاة لبريق الإسلام الصاعد الذي قدمه حسن نصرالله وأرغم الجيش التركي الذي كان يُسمّى حامي العلمانية على الصمت وربط بالسلاسل كما كلاب الحراسة التي يُراد ضبطها، وهو الجيش الذي رباه «ناتو» منذ خمسين سنة على أن يفتك بكلّ من يعيد إلى تركيا ذكرياتها الإسلامية العثمانية، إلا أنّ السيد حسن نصرالله كان أخطر من الخلافة ومن كلّ الخلفاء، فكان لا بدّ من إطلاق العدو الطبيعي لحزب الله، أي النقيض المذهبي والتاريخي وهو العقل العثماني العنصري الذي ينظر إلى المدارس الفقهية الإسلامية والعربية عموماً والمدرسة الشيعية تحديداً على أنها دونه لأنّ العنصر الطوراني التركي هو الحامي للدين، والدين هو المذهب السني بنكهته العثمانية العنصرية فقط. من هنا نجد أنّ عملية إنضاج الحركة الإسلامية في تركيا بدأت في نهاية التسعينات عندما تمّ اتخاذ القرار بأنّ «إسرائيل» لا تستطيع الانسحاب هذه المرة إلى الأمام بل إلى الوراء… ولأول مرة، وخلال سنتين وصل حزب العدالة والتنمية على عجل إلى الحكم في اسطنبول عام 2002 لتحويل الأنظار عن نموذج حزب الله وملء الفراغ الديني السياسي في الجانب السني الذي مال بشدة نحو نموذج انتصارات حزب الله الإلهية وكاريزما غيفارا العربي. كان لا بدّ من إيقاف هذه الموجة بموجة مضادة، وكان كلب الحراسة حامي العلمانية قد توقف عن النباح والعضّ والاحتجاج والانقلاب وكأنّ أمراً ما صدح يأمره بأن يربض مقعياً على قائمتيه الخلفيتين ينظر بصمت إلى القادمين الجُدد من الإسلاميين العثمانيين إلى البيت التركي الذين كانوا الأعداء الأزليين للجيش التركي ومصدر الخطر على الأمة التركية العلمانية وصاروا فجأة قوة كبرى في البرلمان تلوي ذراع الجيش وتكتم نفسه.

مع تحضير المسرح التركي عام 2002 لإبعاد السنة عن نموذج حزب الله، دخل بوش العراق عام 2003 وعينه في الحقيقة على تجربة تناسق فريد بين حزب الله والجيش السوري اللذين تبين أنّ العلاقة بينهما مثل علاقة «الآب والابن وبينهما روح «القدس» في فلسطين، وهناك استولى بوش على جيش صدام حسين وحرسه الجمهوري الذي انتقاه صدام من المحافظات البيضاء التي لم تتمرد عليه يوماً … انتقاه من تلك المحافظات التي شكلت المثلث السني خوفاً من الثورة الإسلامية الإيرانية وتأثيرها الشيعي، لكنّ بوش استولى على الجيش العراقي وحوّله إلى جيش من الصحوات لتبدأ حرب شعواء جهادية على الشيعة آملاً أن تصل طلائع هذه القوات إلى حزب الله أيقونة الجهاد الشيعي… وفيما هو يحضر المشهد الذي وصل من أجله، كان لا بدّ من أن يجرد السيد نصرالله المخيف من درعه الواقي الفولاذي، أي الجيش السوري ومن أجل ذلك قرّر بوش قتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005 من أجل أن يتمكن من الانفراد بالسيد نصرالله وحزبه، وطلب القاتل بوش في الحال خروج الجيش السوري ليبقى حسن نصرالله وحيداً وبلا معين لأنّ الحليف السوري ينتظر خلفه على الحدود العراقية غزواً أميركياً في أية لحظة ولا يقدر على مدّ يد العون وهو خارج حدود لبنان…

وعند هذه اللحظة القاطعة، حيث أعطي الجمهور السني بديلاً جذاباً لحزب الله في تركيا، وانكشف ظهر حزب الله بلا حليف قريب وصار الأب بعيداً عن الابن، عند هذه اللحظة تدخل المنطقة في الضربة الحاسمة التي من أجلها أبحر بوش آلاف الأميال بجيوشه إلى المنطقة، وهي استئصال السيد حسن نصرالله وقصته ونموذج حزبه الذي أغلق فوهة التدفق «الإسرائيلي» نحو الأمام، فوقعت معركة طاحنة في جنوب لبنان عام 2006، لكنّ المفاجأة أنّ كلّ هذا الإعداد من العراق إلى لبنان لم يهزم نصرالله وظهر الرجل على أنه أصلب مما كان يتوقعه أحد. فقد أُلقي من المتفجرات ما يعادل قنبلة ذرية على الضاحية الجنوبية أملاً في اغتيال حزب الله، وأُلقيت قنبلة ذرية أخرى على الجنوب فقط من أجل أن يرفع «الإسرائيليون» علمهم فوق المبنى في بنت جبيل الذي ألقى فيه نصرالله خطبة العنكبوت التي تحدى فيها نصرالله الغرب كله من خلال تحديه لـ»إسرائيل». والحقيقة أنّ الغرب أُصيب بالهلع، ، أكثر من «إسرائيل»، من ذلك الخطاب لأنه كان يقول إنّ «إسرائيل» أوهن من بيت العنكبوت، ومعناه الحقيقي أنّ الغرب الذي صنع العنكبوت وبيته، وهو الذي يخيف الشعوب، هو أوهى من خيط العنكبوت لأنّ ذروة نتاجه وأيقونته «إسرائيل» هوت كبيت العنكبوت في جنوب لبنان… لكنّ العلم «الإسرائيلي»، ورغم قنبلتين ذريتيتن لم يرتفع فوق بنت جبيل، ولم يتقدم الجيش «الإسرائيلي» متراً واحداً رغم قنبلتين ذريتيتن إلا على جثث الميركافا التي تعرضت للدمار وكان رجال نصرالله يأكلون حديدها بشوكة وسكين الكورنيت…

هنا أدرك الغرب كله وليس «إسرائيل» فقط، أنّ الرجل وحزبه وظهيره السوري هو من أخطر النماذج التي واجهها الغرب وأنّ نموذجه الساحر يجب حشد كلّ ما يمكن لتحطيمه، ويجب إخراج كلّ الأسلحة الخفية والسرية لقهر نصرالله وجعله عبرة لمن يعتبر، وكان السلاح هو الاتفاق مع الإسلاميين عبر النموذج التركي البديل على صفقة تسليمهم الحكم في المنطقة مقابل إطلاق الحرب الدينية التي لا بدّ ستصيب نصرالله بمقتل، ولا نجاة له منها، خاصة إذا ما انهار حكم الأسد والجيش الأب الذي صنع أسطورة حزب نصرالله وتسلم الإسلاميون الحكم في البلدان الرئيسية، وعلى الفور بدأوا تنفيذ الاتفاق وهو التبشير بالحرب الدينية وإعلان الجهاد على الرافضة، والمقصود بالرافضة فقط هو حزب الله وأبيه الجيش السوري أي رفض حزب الله والجيش السوري لـ»إسرائيل»، وكانت لحظة التوقيع على الاتفاق هي خطاب محمد مرسي الشهير لبيك يا سورية … لم يكن محمد مرسي يخطط للقدوم إلى سورية لنصرة «الثورة السورية» بل لإخراج نصرالله من سورية واللحاق به ومطاردته في لبنان والمنطقة وقتل الأب والابن، لأنّ سعير الهجوم الديني على الرافضة كان مريعاً حتى أنّ مصر بدأت في مسلسل ملاحقة الشيعة وقتلهم وسحلهم في الشوارع أملاً في أن يصل المشهد إلى الضاحية الجنوبية…

كلّ هذا فشل وخرج الأب والابن من تحت الرماد، ومن تحت النيران الطائفية. وهذا الخروج المظفر سيعني أنّ الإسلاميين الأتراك سقطوا معنوياً وأنّ نموذجهم لم يعد يخدع أحداً وأنّ من أطلق الشعار الطائفي سيحترق به في تركيا نفسها، وأنّ العرب الذين أسقطوا الدعاء لحزب الله في حربه ضدّ «إسرائيل» صاروا يستجيرون بـ»إسرائيل» على حزب الله ويصفونه بالإرهابي ويعاملونه كما لو أنّ الجامعة العربية صارت كنيست يرفع شعار من الفرات إلى النيل سنحارب عدو إسرائيل … إنه الحزب الذي أرعب الغرب وأرعب العرب …

ما أغبى العرب في قرارهم… هم يريدون محاربة حزب الله وأوباما يتركهم لحربهم وبنأى ينفسه عن هذه المواجهة الرهيبة مع هذا الحزب الذي هزّ العالم والكنيست «الإسرائيلي» وعجز عنه شياطين العالم ودهاقنة السياسة… هل سيسقطه الكنيست العربي؟ وإن كان هناك من أحد أضحكه القرار فهو ترسانة السلاح الصاروخي الهائلة لدى حزب الله التي ستضحك من بيانات العرب وتقول لهم إنّ سيدكم عجز عن خلخلة الآب والابن وروح «القدس» فهل أنتم ستقدرون؟ لذلك أيها القراء… سأستميحكم عذراً إن قلت لكم إنني سأتوجه بالشكر الجزيل للعرب ولحكام الخليج الذين هدأوا قلبي وروحي بقرار طالما انتظرته على أحرّ من الجمر، وهو قرار إعلان حزب الله منظمة إرهابية واسمحوا لي أن أقول لهم: شكراً لكم… شكراً لكم…

وشكري هذا ليست له علاقة برثائية نزار قباني لزوجته بلقيس … فهو قالها جريحاً ومتوجعاً وصبّ فيها شعوره بالخيبة والعتب والتأنيب واللوم المستسلم للقدر، أما أنا فإنني أعنيها ولا أريدها أن تكون ناقصة، لأنهم يستحقون كلّ الشكر لهذه الهدية الثمينة وهذا الاعتراف بأنّ قدر هذه المنطقة هو الآب والابن وروح «القدس» الفلسطينية …

ويستحقّ حزب الله التهنئة من أعماق القلب على هذا الاعتراف الثمين أنه الحزب الأفضل على الإطلاق والحزب الأقوى والأبقى والأنقى… فهل بعد استهدافه من قبل العرب مباشرة شرف يفوقه شرفاً؟

عاش غيفارا الشرق … وعاش الآب والابن وروح القدس التي تربط بينهما …

سؤال وجيه: هل سمعتم إلى الآن موقف «الإخوة» المقاومين في حماس من قرار الجامعة العربية أم أنّ مشعل سيرفع علم الجامعة العربية الآن لأنه يرفع الأعلام، حسب سوق الثورات… بالأمس كان سوق الثورة السورية … واليوم هو سوق الجامعة العربية … كنيست بني سعود…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى