مقدمات نشرات الأخبار المسائية في التلفزيونات اللبنانية
المنار
للرابع عشر من آذار رصيد في روزنامة الأحداث، ففي ذاك التاريخ من العام 1978 اجتاحت القوات الصهيونية الأراضي اللبنانية لضرب المقاومة وتغيير وجه لبنان، وبعد أعوام غيّرت مقاومته وجه المنطقة، هزمت «إسرائيل» وجيشها الذي ظنّ العرب أنّه لا يُهزم، سجّلت أول انتصار حقيقي مرّغ وجه العدو الصهويني.
وفي الرابع عشر من آذار من العام الحالي علا الصوت «الإسرائيلي» مرحّباً بقرارات العرب ضدّ المقاومة، داعياً لاستكمال القرار الخليجي والعربي بآخر لبناني والاستفادة من هذا التحوّل الاستراتيجي.
في الرابع عشر من آذار من العام 2005، اجتاح المشهد اللبناني فريق سياسي واعداً بتغيير وجه لبنان متوسّلاً كل دعم خارجي من أيِّ جهةٍ كان، وصولاً إلى يومنا الذي تحوّلت فيه القضية من تظاهرات جماهيرية إلى مؤتمرات صحافية متفرّقة لا يجمعها سوى الترحّم على العنوان.
أمّا أبرز أحداث الرابع عشر من آذار اليوم فهو ما يجري في السراي، اجتماع لمجلس الأمن المركزي ليس لمناقشة التهديدات الصهيونية أو الإرهابية، بل لوضع خطة عسكرية تواكب قرار الحكومة اللبنانية التصدّي لاجتياح النفايات كل شوارع لبنان على مدى ما يقارب العام.
في البحرين، الرابع عشر من آذار قبل خمسة أعوام، سُجّل اجتياحاً سعودياً ضدّ الشعب البحريني حيث أمعنت القوات السعودية ولا تزال قتلاً وتنكيلاً بالبحرينيّين المسالمين المطالبين بأبسط حقوق المواطنة والشراكة التي تكفلها الأمم المتحدة.
«أن بي أن»
عقدت الحكومة العزم، وشمّرت عن السواعد الأمنية لفرض خطة النفايات في الساعات المقبلة. الاعتراضات في الشارع خجولة كما بدت صبيحة اليوم أمس ، لا الطّرقات أقفلت ولا المدارس تعطّلت، ولا صدى للاحتجاجات في ظلّ الحاجة أولاً لسحب النفايات من الشوارع.
يوم الرابع عشر من آذار بدا مختلفاً هذا العام، فارتاح «ثوار الأرز» عند تموضعاتهم الجديدة. تغيّرت حساباتهم السياسية وتبدّلت مصالحهم، فتُرجمت في ترشيحاتهم الرئاسية ومواقفهم التجميليّة في الشكل المتناقضة في الجوهر. الرئيس سعد الحريري وسّع خياراته الوطنية واختار الاطلال في الرابع عشر من آذار من وزارة الدفاع داعماً المؤسسة العسكرية.
رئيس «القوات» سمير جعجع أطلّ منفرداً مدافعاً عن «ثورة» لم يرضَ الاعتراف بأنّها انتهت، لكنّه أقرّ بأنّ الناس ملّوا وسئموا الأقوال ويريدون الأفعال. حكيم «القوات» قلّل من حجم أزمة الرابع عشر من آذار ودور الزوايا في خطابه التجميلي، ليرمي الكرة في ملعب الترشيحات الرئاسية. الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار غابت عن المشهديّة، وظهر منسّقها فارس سعيد وحيداً لا يجد من ينسّق معه، لكن سعيد كان الأكثر انسجاماً مع واقعه، رافضاً حصر الخلاف بالترشيحات الرئاسية لأنّ المُراكمات الخلافية امتدّت على مدى سنوات.
أمّا سنوات الأزمة السورية الخمس الماضية فتريد العواصم الدولية طيّ أجندتها لفتح دفتر جديد يقوم أساساً على محاربة الإرهاب ومحاصرة المسلحين. من هنا تأتي مفاوضات جنيف لترجمة أمر عمليات سياسيّ يختم الجرح السوري النازف، انطلاقة المفاوضات جيدة بوصف الوفد الحكومي السوري، بينما كان الوفد المعارض يتلقّى تحذيراً شديداً لعدم الانسحاب أو وضع شروط غير قابلة للترجمة في الواقع السوري الجديد.
«أو تي في»
أحد عشر عاماً فقط تفصلنا عن ذاك النهار، كأنّها أحد عشر كوكباً. يومها نزل كل لبنان في غضون أسبوع واحد ومحطّتين وساحتين، سعياً من أجل سيادة ودولة. اليوم، يُذلّ كل لبنان في غضون شهور وفي كلّ المكبّات والساحات من أجل «سرقة زبالة وديوك مزبلة». يومها، كان اللبنانيون في الساحتين يسألون عن كم مليون مناضل سيشارك في انتفاضتهم.
اليوم، يسأل السياسيون التافهون كم مليون طنّ زبالة سيطمرون، وكم فلس من جعالة الوسخ سيتقاضون. يومها كان زمن الحلم، اليوم يريدونه زمناً للزّلم. يومها كانت الأحداث مفتوحة على ثورة الأرز والتحرير والتغيير … اليوم، صارت جلساتهم ممسوخة لجورة الفرز والتسبيخ والتدوير. يومها اكتشف اللبنانيون ما أروع التاريخ المكتوب بحبر الثورة، اليوم يفرضون على شعبنا أن يقتنع بأنّ الثورة مجرّد مؤنّث للثور من دون حقّنا في أن نصرخ حتى بأنّ الثّلم الأعوج من الثور الكبير. يومها كانت وصاية، لأنّ بعض أهل السلطة توهّم بأنه قادر على حكم كل البلد عبر استقوائه بالسوري. اليوم، صارت السيادة مهددة، لأنّ البعض لا يزال يتوهّم بأنّه قادر على إقصاء الشركاء، واستتباع البدلاء بمجرّد التهويل باستعداء بعض الأشقاء على غالبية اللبنانيين.
أحد عشر عاماً والهدف واحد: أن نيأس. أن نسأم. أن نكفر. أن نقبل بمعادلتهم القائلة: إمّا أن يحكمكم زبانيتنا، وإمّا أن تطمركم زبالتنا. في 14 آذار، وفي كل يوم من كل فصل من كل عام نقول لهم لا… وسنظلّ نصرخ: حرية سيادة استقلال في وجه كل نفاياتهم وصفقاتهم.
«أم تي في»
تعارضت الاستراتيجيات واختلفت التكتيكات وتوالت عليه الاغتيالات والانقلابات، فهوى جسد حركة 14 آذار ليستقر في وجدانات الناس لحظات نضاليّة مضيئة عابرة للطوائف والأنانيات، أوصلت لبنان إلى حافة الاستقلال وتجمّدت هناك. بالرغم من المصاب، يؤمن ناشطو هذه الحركة بأنّ روحها حيّة وهي تبحث عن أجساد تسكنها، ولمن نسي المقاسات والمواصفات، فهي مليونية أو لا تكون، برأس أو لا تكون، وطنية أو لا تكون، لكن يبدو أنّ المطلوب غير متوافر الآن.
في اليوميات السياسية، خطف العماد جان قهوجي الضوء، إذ شكّلت زيارة الرئيس سعد الحريري إلى اليرزة في هذه اللحظات السياسية والأمنية الخطرة تأكيداً على الدور الوطني الجامع الذي يلعبه على رأس الجيش، المؤسسة الوطنية الباقية بعد انفراط المؤسسات.
تزامناً، العمل جارٍ حكومياً لترجمة التوافق على الحل المرحلي لأزمة النفايات بعد انحسار الاحتجاجات والتحفّظات، وقد طلب الرئيس سلام إلى القوى الأمنية مواكبة الخطة التنفيذية حفظاً للانتظام العام.
مقدمة «ال بي سي»
طالما أنّ ساعة الصفر للبدء بتنفيذ قرار مجلس الوزراء الذي يقضي بجمع النفايات ونقلها إلى مطمر الناعمة لم تتحدّد بعد، فهذا يعني أنّ قرارات مجلس الوزراء ما زالت حبراً على ورق حتى إثبات العكس، أمّ الاعتراضات جاءت اليوم أمس من حزب الطاشناق الذي يرى أنّ القرار في ما خصذ مطمر برج حمود ما زال غامضاً، والغموض يعني أنّ الحزب لم يُعطِ موافقته النهائية بعد.
وتعليقاً على هذا الموقف، يكشف الوزير أكرم شهيّب للـ»أل بي سي» أنّ هناك اجتماعاً غداً اليوم بالطاشناق، وطرح المعادلة التالية ردّاً على التهويل بتقطيع أوصال الدولة إمّا الزبالة بالأرض والدولة على البيت، وإمّا الدولة على الأرض والزبالة بالمطامر.
بعيداً من ملف النفايات، اليوم أمس الذكرى الحادية عشرة لـ14 آذار، ولكن بأيّ حال عدتِ يا ذكرى؟ الرئيس سعد الحريري غادر إلى باريس هذا المساء أمس بعدما زار نهاراً وزارة الدفاع. الدكتور سمير جعجع ومنسّق الامانة العامة لقوى 14 آذار عقد كل منهما مؤتمراً صحافياً بالمناسبة. النائب وليد جنبلاط أطلق سلسلة من التغريدات بمناسبة شهر آذار، وفي الأشرفية وقفة رمزية للمناسبة.
الجديد
الرابعَ عشَرَ مِن آذارَ اللبنانية تَنعَى ذكراها لتُعلنَ قيامةَ رابعَ عَشَرَ مِن آذارَ سوريٍّ بدأ يرسُمُ حُدوداً سياسيةً وعسكريةً على الأرض.
أحدَ عَشَرَ عاماً على ثورةِ الأَرز وُجدِتْ في عيدِها بحالةِ موتٍ سريريٍّ تتنفّسُ اصطناعياً عبرَ منابرَ توزّعت بين معراب والأمانةِ العامةِ والأشرفية، حيث لا أملَ لإنعاشِها إلّا بشمعةٍ يضيئُها نديم صولانج الجميل على نيّةِ الذكرى، فيما ركنُ العيدِ وسعدُه قرّرَ المغادرةَ إلى باريس بعدَ الاطمئنانِ إلى حُسنِ سيرِ جيشِنا المنزوعِ الهَبة. أمّا آذارُ ثورةِ سورية فيجثُمُ على خمسِ سنواتِ حربٍ كاملةٍ بدمارِها وضحاياها، وانتَهت إلى مفاوضاتٍ في جنيف وإعلان روسيا انسحاباً جزئياً من سورية، وذلك بعد تقاسمِ الجغرافيا العسكريةِ بين أميركا وروسيا بحيثُ تتولّى واشنطن تحريرَ الرَّقة برقةٍ روسية وتعاونٍ لوجستيّ ويكونُ مِن مهماتِ موسكو السيطرة على تدمُر بمدِّ يدِ العونِ مِن واشنطن، وعندما يقرّرُ الكبار تُرفعُ يدُ اللاعبينَ الصغار، وبأيادٍ عنكبوتية تتسلّل إلى لبنان تتكشّف معلومات جديدة عن خرق «إسرائيلي» لهذا البلد الذي أصبح لديه مناعة ضدّ حاسّتي الشمِّ والسَّمْع. وفي المعلوماتِ التي حَصلت عليها الجديد أنّ الشركةَ الأم هي برود ماكس ومركزُها قُبرص أبرمت عقوداً معَ الشركاتِ غيرِ الشرعيةِ في لبنان، وفي الوقتِ عينِه تقدّمُ خِدْماتِها لـ«إسرائيل»، أي إنّ الهوا هوانا وهواهم على السواء.
هذهِ المعلوماتُ ستكونُ أمامَ مؤتمرِ وزيرِ الاتصالاتِ بعدَ غدٍ غد ، ولَجنةِ الإعلامِ والاتصالاتِ النيابيةِ برئاسةِ النائب حسن فضل الله يومَ غد اليوم ، وهي اللَجنةُ التي سبقَ أن كَشَفت عن هذا الخرقِ الأسبوعَ الماضي بحضورِ الوزير بطرس حرب الذي قالَ أمامَ اللَجنة إنّ حِزبَ اللهِ خَصمي لكنّي كوزيرٍ في الحكومةِ لن أسمحَ لـ«إسرئيلَ» باختراقِنا. تلك الواقعةُ التي سجّتلها لَجنةُ الاتصالاتِ لمصلحةِ البلد يرأسُها ابنُ بلد قبل أن يكونَ عُضواً في حِزبٍ يُتّهم عربياً اليومَ بالإرهاب، لكنّه يحارِب مِن وطنِه أصلَ الإرهاب وهو «إسرائيل» التي وزّعت سلطانَها على المُحيط. وإلى الحاسّةِ الثانيةِ الغالبةِ على الوطن، إذ إنّ رائحةَ النفايات أصبحت على كلِّ شَفَةٍ و«منخار» بيئيّاً وسياسيّاً.
جزءٌ من الحرَاك قطع الطرقَ صباحاً، والجزءُ الأكبرُ مانعُ الخُطوة فيما لجأت الحكومةُ إلى عرضِ العضَلات وعَقدتِ اجتماعاً مدجّجاً بالألويةِ طلب فيه الرئيس سلام مِن قادةِ القُوى العسكريةِ والأمنيةِ مواكبةَ الخطةِ الشاملةِ للنفاياتِ، واتخاذَ جميعِ التدابيرِ اللازمةِ لمَنعِ أيِّ محاولةٍ للإخلالِ بالنظامِ العام. قد يجدُ القادةُ الأمنيّون طريقَهم للقمع، لكنّهم لن يَعثروا على النظام.