المطرود لـ«قناة سما»: ما يحدث في شمال اللاذقية لا يمكن فصله عما يحدث في كل سورية

اعتبر الدكتور خالد المطرود مدير مركز الشرق للدراسات أن «ما يحدث في شمال اللاذقية لا يمكن فصله عما يحدث في كل سورية، فالصراع مستمر والمواجهة مستمرة وأشكال العدوان تختلف لكن هناك تطوراً عسكرياً جديداً يرتبط بالاستحقاقات الخارجية السياسية، فأردوغان قام بهذا الاعتداء قبل زيارة أوباما إلى السعودية خوفاً من أن يتم تسوية أميركية سعودية على حساب التركي وعلى حساب حزب العدالة وعلى حساب أردوغان شخصياً، وأراد أردوغان تقديم أوراق اعتماد للولايات المتحدة بأنه ما زال قادراً على أن يساعد في الحراك السوري، خصوصاً بعدما فشل جنيف سياسياً وفشل المسلحون من تحقيق أي إنجاز على الصعيد الميداني بخاصة بعد إنجازات الجيش السوري من يبرود إلى فليطة إلى رنكوس إلى الحصن، لذلك أراد أردوغان أن يقول أنه موجود والرسالة للأميركي والخليجي، كما يريد أن لا تتأثر علاقته بالسعودي من وراء تقربه من القطري نتيجة الخلاف الحاصل بين الاثنين».


وأضاف: في الانتخابات البلدية الأخيرة كان هناك تدنٍ في منسوب شعبية أردوغان وأراد أن يرفع هذا المنسوب. وكان يعتمد بالدرجة الأولى على أن يكون هناك رد فعل من الدولة السورية ليستثمره في العسكرة ومن ثم حشد الداخل لمواجهة الخطر الخارجي ولكن سورية لم تعطه هذه الورقة. وكانت تصريحات حلفاء سورية متوازنة حتى لا يحصل أردوغان على هذه الورقة ويلعب بها داخلياً.

وأوضح أن أردوغان فاز بالانتخابات لكنه لم ينجح. هذه المعادلة يجب أن نفهمها جيداً، ففي انتخابات 2011 كان هناك فارق كبير بعدد الأصوات مع منافسيه أما الآن هناك تقدم لأحزاب المعارضة مثل الحزب الجمهوري وحزب الشعب والكتلة الكردية وهناك تراجع كبير لشعبية أردوغان. وما قدمه في كسب هي أوراق اعتماد قبلها الأميركي مبدئياً ريثما تستكمل معالم التسويات الإقليمية الكبرى التي ستكون نتيجتها الإطاحة بأردوغان كحزب عدالة وكدور في الأزمة السورية، بخاصة بعد ملفات الفساد التي فتحها غولن المحسوب على أميركا والمقيم فيها ويأخذ تعليماته من الاستخبارات الأميركية، واستطاع أن يقوم بالإساءة لأردوغان كرئيس للحكومة وكحزب عدالة هذا الأمر ليس ببعيد والإنتخابات البلدية مؤشر فأردوغان فرح أمام الكاميرات لكنه كان يبكي في الداخل وبالنظر إلى تصريحه نرى أنه كان يعلم أن هذه النتائج هي بداية النهاية.

وأوضح أننا نقبل الاستحقاق الوطني الرئاسي بما يمثله الرئيس بشار الأسد من رمز لصمود الشعب وثوابته ومن ثم لانتصار الشعب وهو المؤتمن على دماء الشهداء الذين سقطوا من أجل عزة وكرامة سورية، ونحن قادرون خلال سنوات أن نعيد سورية أجمل مما كانت بصمود الشعب وبإمكاناتنا ومواردنا بإيماننا بالله والوطن وقائد الوطن والجيش السوري مع الحفاظ على أمانة الشهداء ودماء الشهداء فنحن لسنا بحاجة للمال المشبوه الذي استخدم في قتل الشعب فهذا المال القذر لا يشرفنا أن نأخذه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى