قرار بوتين.. وهذيان محور الإرهاب
نظام مارديني
من حق الرئيس السوري بشار الأسد أن يتابع هذه «الهذيانات الجماعية» للمحور المعادي بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يدرك، أي الأسد، أن هذا المحور بات بحاجة قصوى لـ «إله التحليل النفسي» فرويد لإبعاد القلق الذي يصاحبهم منذ بدء الحرب الكونية على سورية.
عجيب أمر هذا المحور وهو لا يعلم بأي اتجاه يسير وبأي بوصلة يهتدِي.. فقد وصل به الحال إلى عد حزب الله ميليشيا إرهابية.. ومن ثم إدراجه في قوائم المنظمات الإرهابية؟
جاء قرار بوتين بعد تنازلات قام بها المحور الداعم للإرهاب، وتتمثل هذه التنازلات بـ:
أولاً، الهجوم الصاعق للرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه حلفائه: السعودية داعمة للإرهاب، وأردوغان مستبدّ وفاشل.
ثانياً، إغلاق تركيا بعض المنافذ التي كان يدخل منها إرهابيو «داعش» و«النصرة» وغيرهما، ومسارعة رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو إلى العاصمة الإيرانية لمواجهة التداعيات المقبلة التي كانت قد تحدّثت عن تقسيم وفدرلة، والذي سيطال تركيا بحسب تركيبتها الديمغرافية.
ثالثاً، انسحاب عناصر القاعدة من منطقة الرطبة غرب العراق، وهي حلقة وصل بين المثلث السعودي الأردني السوري. وما تعنيه دلالات هذا الانسحاب في هذا التوقيت.
في المقابل، جاء الإعلان «البوتيني» عن سحب فائض قواته من سورية للأسباب التالية:
أولاً، إنه حدّد منذ بداية التدخل العسكري مدة العمليات بأربعة أشهر وأنه لن يُبقي العملية مفتوحة الآجال.
ثانياً، إن الإعلان جاء متزامناً مع بدء مفاوضات جنيف، لأن استمرار العمليات قد يعطل هذا المسار.
ثالثاً، إن إعلان انسحاب فائض القوات الروسية يأتي بعد استعادة القوات السورية زمام المبادرة في وقف تقدّم الجماعات الإرهابية، والجلوس إلى طاولة «جنيف» من موقع قوي.
رابعاً، إن التدخل العسكري الروسي جاء في وقت كان فيه الاقتصاد الروسي يعاني أزمة كبيرة منذ العام 2009، خصوصاً بعدما وصل سعر برميل النفط إلى أدنى مستويات له، وأفقد الخزينة الروسية مداخيل مهمة.
خامساً، أدى التدخل إلى تحقيق أحد أهداف بوتين وهو كبح جماح مملكة الرمال السعودية التي اضطرت لسحب ما قيمته 73 مليار دولار من أصولها الخارجية لدعم اقتصادها، الذي ينوء تحت ثقل تمويل حملتها العسكرية في اليمن.
أخيراً، نجاح موسكو في تمتين تحالفها مع إيران بعدما جمعتهما «رفقة الهدف» في سورية.
رغم هذه الحقائق، وبعيداً عن دروب الخيبات العضال وخطاباتها وتوجّهاتها، ومناخات الغيبوبة… يبدو أن التيه القديم الذي يعيشه المحور المعادي له دلالة رمزية تطير عبر الأزمان المختلفة لتجعل من داعمي الإرهاب يعيشون حالة الهذيان ذاتها وإن كانت داخل العيادات الطبية.