صحافة عبريّة

استأنفت الحكومة «الإسرائيلية» الحوار السياسي مع الاتحاد الأوروبي، في أعقاب المصالحة التي تم التوصل إليها بين الطرفين مؤخراً.

وذكرت «الإذاعة العامة الإسرائيلية» أن مسؤولاً «إسرائيلياً» كبيراً التقى قبل أيام قليلة سفير الاتحاد لدى «إسرائيل» لارس فابورغ أندرسن لبحث التطوّرات الأخيرة، والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.

ووفق الإذاعة، فإن مصادر أوروبية كبيرة عن ارتياحها من عودة العلاقات بين الطرفين إلى سابق عهدها. مشيرة إلى أن ذلك تم في أعقاب المكالمة الهاتفية التي أجريت مؤخراً بين رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

تفاصيل جديدة عن اغتيال عياش

كشف الجنرال جدعون ميتشنيك، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» «أمان»، في حديث إلى مجلة «إسرائيل ديفينس» العسكرية، تفاصيل جديدة عن اغتيال يحيى عياش القائد المؤسّس بالجناح العسكري لحركة حماس في كانون الثاني 1996، من خلال هاتف محمول، بعد أن تحول إلى المطلوب رقم واحد لدى «إسرائيل».

وأشار ميتشنيك الذي خدم في صفوف الاستخبارات لمدة 27 سنة، وبعد انتهاء خدمته العسكرية تفرّغ للكتابة في التاريخ العسكري للجيش «الإسرائيلي»، أن عياش ـ الذي كان يتخفّى في منزل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزّة ـ استنزف من أجهزة الأمن «الإسرائيلية» جهداً كبيراً في البحث والتحرّي وجمع المعلومات عنه، منذ أن بدأت مطاردته في الضفة الغربية قبل أربع سنوات من اغتياله.

هذا الحديث يأتي بعد مرور شهرين في كانون الثاني الماضي على الذكرى السنوية العشرين لاغتياله، كاشفاً النقاب أن العقل المدبر للاغتيال هو آفي ديختر رئيس القطاع الجنوبي في جهاز الأمن «شاباك» المسؤول عن قطاع غزة، وتم الاتفاق على تنفيذ اغتياله عن بعد من خلال الجوّ بوضع مواد متفجرة في هاتفه المحمول.

وأوضح ميتشنيك ان اغتيال عياش يعتبر من أولى عمليات التصفية التي قامت بها «إسرائيل» في تسعينات القرن الماضي، حيث ترأس «شاباك» في حينه كرمي غيلون، بينما كان أوّل من بدأ بمتابعة ملف عياش رئيس جهاز «شاباك» الأسبق يعكوف بيري، في حين أن موشيه يعالون وزير الدفاع الحالي ترأس آنذاك جهاز الاستخبارات العسكرية «أمان»، وتمت التصفية بتعاون «شاباك» و«أمان» وقسم الاستخبارات في الجيش وسلاح الجوّ.

تحوّل عياش مع مرور الوقت إلى المطلوب الأكثر خطورة لدى أجهزة الأمن «الإسرائيلية»، لكنه نجح مرة أخرى في التخفّي عنها، لأنه أدرك أنه موجود على قائمة الاستهداف، وقد جنّدت الاستخبارات «الإسرائيلية» له عدداً من الجواسيس لتعقّبه، ولذلك لم ينم أكثر من ليلة واحدة في مكان واحد، وقد أوشك الجيش «الإسرائيلي» عدّة مرّات على إلقاء القبض عليه، لكنه كان ينجح في الإفلات.

نجح عياش في الخروج من الضفة والوصول إلى القطاع عبر شاحنة خضار، ما جعل رئيس الوزراء الراحل إسحق رابين يضعه على قائمة الأهداف الأكثر خطورة لدى «إسرائيل». ولذلك، باتت صورة عياش معروفة لدى كلّ جنود الجيش «الإسرائيلي»، ومع ذلك فقد نجح في الابتعاد عنهم.

حتى وهو داخل غزّة، واصل عياش التخطيط لتنفيذ العمليات ضدّ «إسرائيل»، لا سيما الانتحارية منها، بمساعدة عناصر من حماس، الذين وفروا له احتياجاته، من الدعم اللوجستي وأماكن الاختباء، وهو ما يجعله مسؤولاً بصفة شخصية عن مقتل العشرات من «الإسرائيليين» ومئات المصابين.

الكاتب يتحدّث عن وصول «شاباك» إلى طرف خيط في ملاحقة عياش، حيث علم أن زوجته وابنه يريدان الانتقال إليه في غزّة، فغضّ الطرف عن وصولهما إلى هناك، حيث عرفت الاستخبارات «الإسرائيلية» في آذار 1995 أنه موجود في بيت لاهيا، لكنه نجح في الغياب عن الرادار «الإسرائيلي» رغم الجهود التقنية والتنصّت على الاتصالات ومراقبة التحركات البشرية، حيث علم «شاباك» لاحقاً أن زوجة عياش أنجبت ابنها الثاني في غزّة.

نقطة البداية في تعقب عياش كانت في الوصول إلى أحد زملائه في الدراسة في جامعة بيرزيت، ويدعى أسامة حماد، الذي آوى عياش في بيته، ومن خلال مراقبة بيته، علم «شاباك» أن عياش يلتقي بزوجته وأبنائه في شقة صديقه بين حين وآخر، كما اعتاد على إجراء مكالمة هاتفية مع أبيه في الضفة، إلى أن وصلت الاستخبارات «الإسرائيلية» إلى النقطة الأكثر قرباً لعياش، وهو كمال حماد مقاول أعمال فلسطيني يعمل داخل «إسرائيل»، حيث تواصلت الاستخبارات معه وفق سيناريو لم يتوصل إليه مخرجو مدينة هوليوود للأفلام السينمائية، على حدّ وصف الكاتب «الإسرائيلي».

«شاباك» طلب من المقاول حماد أن يوصل الهاتف المحمول إلى ابن أخته أسامة الذي يؤوي عياش في بيته، وبعد أن أجرى فيه عدة مكالمات تجريبية ليطمئن إليه، طلب «شاباك» استعادة الجوال، ومرّره إلى خبرائه التقنيين، الذين وضعوا فيه خمسين غراماً من المتفجرات، وبعد عدّة تجارب في استخدام الجوال، قام سلاح الجوّ «الإسرائيلي» بتفجيره عن بعد، عقب الكلمة الأولى التي تحدّث بها عياش مع والده، ليصبح بعد لحظات من التاريخ.

وينقل عن زوجة عياش اتهامها عقب الاغتيال لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية التي نقلت معلومات أمنية عن مكان زوجها للاستخبارات «الإسرائيلية»، في حين أقام حماد العميل في «إسرائيل»، وقد عبّر في لقاءات أجريت معه عن خيبة أمله من عدم التزام «إسرائيل» بالتعهّدات التي قدّمتها له عقب خدمته لها.

الجنرال ديفيد حاخام مستشار الشؤون العربية السابق في وزارة الدفاع وأحد الخبراء الكبار في موضوع حماس، قال إن اغتيال عياش لم يتمكن من استئصال مسيرة العمليات الانتحارية التي أسس لها، ولكن من الواضح أن جهود «إسرائيل» في سياسة الاغتيالات تتعلق بقرار استراتيجي، لا مسألة تكتيكية، ولذلك يتم تنفيذها بكل السبل، والتسبب بمفاجآت غير سارة لنشطاء المنظمات المسلحة، وأن يبقوا دائماً في أجواء من التهديد، لأن ذلك يشوش مسيرة عملياتهم.

الانسحاب الروسي المفاجئ من سورية يقلق «إسرائيل»

نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية عن رئيس هيئة أركان الجيش «الإسرائيلي» غادي آيزنكوت نفيه خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة لـ«الكنيست» أن يكون لديه علم مسبق بالانسحاب المفاجئ للقوات الروسية من سورية.

وبحسب آيزنكوت، فقد شكّل القرار الروسي بالانسحاب من سورية مفاجأة لـ«إسرائيل»، بعكس ما كان عليه الوضع من تنسيق قائم بين الجيشين «الإسرائيلي» والروسي خلال فترة تدخل الأخير في سورية، لكن هذه الخطوة فاجأتنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى