مونتريال

أحيت مديرية مونتريال في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأول من آذار عيد مولد باعث النهضة الزعتيم أنطون سعاده، باحتفال في قاعة مركز المؤتمرات في مدينة سان لورن، حضره مدير المديرية نزار سلوم وأعضاء هيئة المديرية، عضو المجلس القومي محمد المقداد، وجمع من القوميين وأبناء الجالية.

كما حضر الاحتفال ممثل التيار الوطني الحرّ طوني مهنا وعدد من ممثلي الأندية والجمعيات الثقافية والاجتماعية.

افتتح الاحتفال بالنشيدين الكندي والحزبي، ثم الوقوف دقيقة صمت تحية لصاحب العيد وشهداء الحزب والأمة.

وألقى مذيع المديرية أحمد سليم كلمة تعريف تحدّث فيها عن معنى الأول من آذار، وقال إنّ سعاده أطلق الفكر النهضوي وكرّس قيم الحق والخير والجمال.

ثم ألقى خليل سلوم كلمة الطلبة، ضمّنها إضاءات على مسيرة سعاده النضالية، متحدّثاً عن وقفة العزّ التي جسّدها الزعيم حين رفض الكلام باللغة الفرنسية أثناء محاكمته من قبل الاستعمار الفرنسي، وطلب الكلام بلغة وطنه القومية.

مهنا

وألقى كلمة مديرية مونتريال ناموس المديرية يوسف مهنا، فتحدّث عن معنى المناسبة وقال: الأول من آذار تجدّد الإيمان فينا، وتجديد العهد والوعد الذي قطعناه على أنفسنا بالوقوف معاً أو السقوط معاً، في سبيل خدمة مصالح هذه الأمة وازدهارها، وليس الأول من آذار اليوم الذي نتذكر فيه سعاده، فنحن نذكره كل يوم، وقد أصبح معظم الناس يتذكرونه ويتحدثون عن أفكاره، لأنهم أدركوا أن الحل لأزمات أمتنا لا يكون إلا بالنهضة القومية الاجتماعية.

وأشار إلى ما نبّه منه سعاده من أخطار محدقة بالامة، بدءاً من الخطر الصهيوني المصيري الذي يتهدّد وجودنا، إلى خطر الحركة الوهابية، إلى الخطر التركي، فهو حذّر من أنّ «مطامع تركية قد أصبحت واضحة واستعدادتها الحربية تدلّ على اتجاهها، فهم قد أخذوا الآن يحسبون الاسكندرون السورية تركية … ولن يكتفوا بذلك فنظرهم متوجّه إلى حلب والجزيرة».

وقال: في وقت كان لا يزال معظم ساسة ذلك الزمان يتلهون بفتات الملوك ومرجعياتهم الأجنبية، كان باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده ينبّه ويحذّر من الأخطار التي تتهدّد وطننا وأمتنا.

وأضاف: القوميون الاجتماعيون أول من دفع الثمن في مواجهة الإرهاب في حلبا شمال لبنان، حيث ارتقى لنا أحد عشر شهيداً من خيرة شبابنا، هناك بدأنا وحيدين، إلى أن قرعت طبول الحرب على الشام، فهبّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يقوم بواجبه القومي. وكما سقطت كل المؤامرات على أسوار دمشق سابقاً، سنسقطها الآن، ورغم كلّ الجراح والآلام نحن أقوى مما كنّا عليه.

ولفت إلى أن الصعاب والأزمنات فرزت الخونة والجبناء، فباتوا مُجرّدين من سوريتهم، ولم يبقَ صامداً ومتمسكاً بمبادئه وثوابته، إلا من يستحق الحياة ومجد هذه الأرض والأمة المعطاء.

وما كان لهذا الصمود أيّ معنى في حركة التاريخ لولا أصالة شعبنا وصدق مواجهاته، التي تجسّدت في التضحيات الجليلة للجيش السوري وحلفائه، وعلى رأسهم رفقاؤنا في نسور الزوبعة، فتحية لجراحهم النازفة التي تضمّد جراحنا وجراح أمتنا البالغة.

نحن مؤمنون أن قضيتنا قضية قومية بامتياز، ومثلما استشهد خالد أزرق وزهرة أبو عساف ومحمود قناعة في جنوب لبنان، لبّى الأبطال رعد مسلماني ومحمد عوّاد وأدونيس نصر، نداء الأرض الحبيبة وارتقوا على أرض الشام شهداء.

وختم مهنا: رأيت في الأيام الماضية وجوهاً حزينة تسير في مواكب شهدائنا، ونحن نفهم ونقدّر الحزن والوجع، لكن من استشهد، ومن يقف وقفات العزّ كلّ يوم على أرض الوطن، من أجل أن نحيا الفرح، علينا أن نملأ الساحات بالفرح والابتسامات، فهذا ما يريده الشهداء لنا، وعلينا أن نشكرهم ونذكرهم يوم النصر، مردّدين مع الشهيد جود مخول: «إن أجمل ما نقدّمه لمن ارتقوا أن نحيا بفرح».

تسليم أوسمة

وفي ختام الكلمات، سلّم سلوم أوسمة الواجب الممنوحة من رئيس الحزب الأمين أسعد حردان إلى كلّ من جورج معلوف ورفيقة الحاج.

وألقى معلوف كلمة جاء فيها: وأنا أرفع يدي اليوم بالتحية الحزبية، تعود بي الذاكرة الى يوم رفعت يميني للمرّة الأولى مقسماَ بشرفي وحقيقتي ومعتقدي. وكانت تلك بداية المشوار الحزبي الطويل الذي اخترته عن قناعة وإيمان.

وأضاف معلوف: وقد يسأل سائل ماذا تحقق خلال هذه المسيرة، وما هي الانتصارات التي حققناها؟ والجواب أن أعظم انتصار هو انتصار أنفسنا، على التنين الطائفي، والتغلب على آفات مجتمعنا، معيدين له إطلالته إذ فيه كل حق وخير وجمال.

وختم معلوف كلمته بأبات شعرية وجدانية. وتخلّلت الاحتفال تحية للمناضل القومي الراحل الياس الغريب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى