«إسرائيل» غارقة في مستنقع غزة عاجزة عن التقدم أو التراجع وكيري يسعى إلى شبكة أمان تخرجها من المأزق استمرار الحرب مكلف لأميركا وينذر بإشعال انتفاضة ثالثة… والعدوان أعاد إحياء مشروع الممانعة والمقاومة
من الواضح أن «إسرائيل» باتت غارقة في مستنقع غزة عاجزة عن التقدم وعن التراجع، بعدما فشلت في وقف إطلاق الصواريخ وفي تحقيق أهداف هجومها البري، حيث حققت المقاومة إعجازاً عسكرياً تجلى في القبة الحديدية التحتية المكونة من مجموعة متشعبة من الأنفاق في مقابل القبة الحديدية «الإسرائيلية» التي أثبتت فشلها بنسبة 90 في المئة، وبالتالي أصبح الميدان هو الذي يقود المعركة ويرسم السقوف للسياسيين وليس العكس، ولهذا يسعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى إيجاد شبكة أمان لإخراج «إسرائيل» من المأزق ومحاولة وقف النار قبل خطاب السيد حسن نصر الله اليوم، وبالتالي محاولة ترميم المبادرة المصرية بصيغة منقحة والتي لا يمكن للمقاومة أن تقبل بها من دون أن تضمن فك الحصار عن غزة.
على أنه إذا ما استمرت الحرب على غزة فإنها ستكون مكلفة لأميركا وليس فقط لـ«إسرائيل»، وتنذر بإشعال انتفاضة ثالثة، ولذلك لا يستبعد أن يمارس كيري ضغوطاً على تل أبيب لتليين موقفها وتقديم التنازلات بعدما أبدت المقاومة صلابة في الميدان.
إلى ذلك فإن الحرب أعادت إحياء مشروع الممانعة والمقاومة وجوهره القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن مشروع التقسيم القائم على التجييش الطائفي والمذهبي والمخطط له سيتكسر على الصخور.
في هذه الأثناء تجرى إعادة ترتيب العلاقة بين حركة حماس ومحور المقاومة بعدما أفسدتها بعض المواقف لحماس تجاه سورية، إذ أجرت حماس مراجعة لسياساتها الخارجية على ضوء ما حصل في السنوات الماضية من تراجع عن خط المقاومة والممانعة في المنطقة، إلى جانب الممارسات الدولية والخليجية التي سعت للحيلولة دون بقاء الحركة ضمن خط المقاومة ونقلها إلى مكان آخر ما أضر الحركة ودفعها إلى مراجعة موقفها الداخلي والخارجي.
أما محلياً فإن استمرار الفراغ الرئاسي يشرع الأبواب على كل الاحتمالات في حين أن الرئيس سعد الحريري لم يقل كيف سيطبق خريطة الطريق التي طرحها، هذا في وقت ليس لدى الرئيس نبيه بري في موضوع الإنفاق سوى قوننته ووقف الاجتهادات غير القانونية.