صباحات
صباح الخير يا غزّة
صباح الخير للعزّة
صباح الخير للشهداء
للأطفال والشيوخ والنساء
لحفل حرب يقيمه العالم وقد صار حفل شواء
من لحمنا ومن ترابنا ومن أحمر الدماء
من يشمّ رائحة لحمه ودمه تحت النار
ولا يشتعل في شرايينه الإعصار
هو ابن زنى ولو كان صاحب نظرية النعاج
أو كان وزيراً يهتزّ كلّما تكلّم كالهاتف الرجراج
فما نفع الادّعاء بالعروبة
وما نفع الالتزام بالخطوبة
إن كانت النهاية بالنفاق
أو جاءت النهاية افتراقاً أو طلاق
يصير كل الالتزام كلاماً بكلام
ومناورات أمام الناس والإعلام
تصير قضية المنافق
يذرف الدموع كالعاشق
أنه يدّعي ما ليس فيه كجيش من الجبناء
لا يريد حرباً في الصيف ولا في الشتاء
رجولة لم تثمر ولم تعقد زهر الربيع فصارت هباء
همّه أن يكون في عيون الناس زير نساء
لا أن يكون فارساً أو رجلاً أو أن يسمع صرخة الآه
يترك الأرض وما فيها كي لا يقيم للواجب حساباً وانتباه
فكيف إن كان النداء وامعتصماه
من يحشد الجند والمال والسلاح لقتال شقيق بدعوى خلاف
وهو يكذب إن قال لأجل ديمقراطية أو لأجل من سماها ثورة شعب وأنشأ لها الائتلاف
وهو عن كليهما بعيد بعد الكافر عن الله
فيجند الفتاوى والفضاء والمال والسلاح والمخابرات بدعوى التحرّر وهو يكبت الحريات ويكمّم الأفواه
ويعلن الحرب ويستجلب أولاد الأفاعي من كل اتجاه
يُشهر على الشقيق الحراب
ويستعين بكلّ نوع من الإرهاب
ولما تدقّ الساعة لشعب غزّة يُحرق في الأتون
فهو لا حاكم ولا رجل ولا فارس ولا من يحزنون
هو ككلب صيد عند سيّد… أو جارية في قصره تتقن الفنون
يصير أصغر من الصغر كدجاجة مبلولة الريش
أو كخائن في محاكم التفتيش
يرتجف وتصطك ركبتاه
ويضمّ زلّومة الشفتين خشية أن يسمع السيّد منه الآه
فـ«إسرائيل» كبقرة الهنود مقدّسة ممنوع المساس
وقد خرّب المقاومون برأيهم ناموس الناس
لذلك كان مطلبهم استيعاب حماس
وإمساكها بالعرق المذهبي أو الأخواني لأن العرق دسّاس
وتطويعها كي يرضى الغرب عليهم ويبارك فيهم الاعوجاج
ولا يضيرهم جبن ولا قرف ولا النذالة تخيفهم كتهمة فهم قالوا بأنفسهم أنهم نعاج
لكنهم يتجاهلون أنّ الأمر ليس مجرد مال وإعلام
فالقضية تبقى ماذا تقول كتائب القسام
والمقاومة بتسمياتها المتعدّدة
جدول بماء متجدّدة
من يترك مقعد المقاوم
ويستحلّ دماء الشهداء كي يساوم
تُخلع عنه البيعة برمشة عين
ويصير دم المقاومين في عنق بعضهم كأنه دَين
يتعاضدون ويتناصرون وقد أقسموا لبعضهم أغلظ الإيمان
أنّ الدم هذه المرة لن يُسرق ولن يُهان
وأنّ غزّة ستنتصر بالمقاومة وتفكّ الحصار
أو ستشتعل كلّ المنطقة بالنار
فيتفكك جيش الاحتلال
وقد بان في الميزن الاختلال
فقد ولّى زمن استبدال الجولان بالجولاني وجبهة النصرة
أو بيع بغداد بالبغدادي بدواعش السترة
وننسى تهجير مسيحي من الموصل وهدم كنيسة
فحجارة المزابل ولو تباعدت تبقى نجسة وخسيسة
الحرب هي الحرب والأصل كلّه فلسطين
والأمة ولو طال نهوضها فهي لن تهون ولن تهين
سيبقى الدم دماً ولن يصير ماء ويعطى عطاء الذلّ للمحتلين
ولن يصير الكلام سهلاً بالتنازل عن الكرامة والوجود
ولو صرخ بملء الصوت بنو سعود
كيف تجرّأ المغامرون
وفعلوا ما فعله اللبنانيون
سيأتي الردّ على تل أبيب
فالأفعى واحدة من طنجة إلى الخليج والهلال الخصيب
تُضرب الأفعى من رأسها ورأسها «إسرائيل»
متى سقط رأس الأفعى لا بدّ أن تذبل أطرافها وتميل
فاضرب أيها المقاوم مهما اشتدت النار باشتعالها
معجزة أنتم في عزيمة الأمة وصنع استقلالها
مستقبلنا الآتي كنتم وتكونون وللأمة آمالها
علّمتم الأعداء قانون الحرب الجديد وفنون قتالها
فكنتم العزم الشديد واليد الحديد
وكنتم النار التي تحرق اليباس
وتشفي غليل الناس
أنتم درّة التاج كلّ صباح
أنتم صلية لا تهدأ من سلاح
أنتم نارنا الموقدة
وأبوابنا الموصدة
أنتم غدنا الآتي بلا غيم بلا لبس
أنتم ضوء النهار وأشعة الشمس
أنتم ماء المطر الذي لا يرشق بالحجارة
لا تشق حباته ولا تعلق بالصنارة
أنتم غليلنا في لحظة الارتواء
تنيرون ليلنا بقنديل زيته دماء
أنتم دليلنا والبوصلة في غزّة مشفى الشفاء
أنتم الشجاعة والشجاعية
ومن البطولة بقية البقية
أنتم صنّاع الغد المتأخر بضعة قرون عن الظهور
لأن الحكام قد ضاقت بهم الصدور
فاقدموا ولا تتردّدوا أنتم علامة الحضور
صباحكم الخير
يا أهل الخير