الطوائف الغربية احتفلت بالشعانين بقداديس وتطوافات وعِظات أدانت الإرهاب ودعت إلى نبذ الفتن والتمسّك بالوحدة

احتفلت الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي في لبنان وسورية بأحد الشعانين، فأقيمت القداديس والصلوات في الكنائس والأديرة، وأُلقيت عِظات أدانت الإرهاب ودعت إلى المحبة ونبذ الفتن والتمسّك بالوحدة الوطنية وانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في أسرع وقت ممكن.

لحّام

وترأّس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، قدّاس أحد الشعانين في كاتدرائية سيّدة النياح – حارة الزيتون – دمشق، وألقى عِظة تحدّث فيها عن معاني الصلب والقيمة، وقال: «أيّها الأحباء، من هذه الكنيسة وفي هذا العيد الفرح، نُدين بشدّة كل إرهاب في العالم، نُدين أيّ إرهاب في سورية والعراق وإسطنبول ومصر وفلسطين ولبنان واليمن وإيران والسعودية… وفي أوروبا وأميركا وإفريقيا، فالإنسان كريم في كل مكان وإنسان في كل مكان، هو صورة الله». وناشد العالم بأن «يوقفوا الحرب وتجارة السلاح، وأن يعطوا فرصة للسلام والمحبة والطفولة».

الراعي

وفي بكركي، ترأّس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي قدّاس أحد الشعانين في كابيلا القيامة، وسأل في عظته «أن يجعل هذا العيد مباركاً وفجر سلام وعدالة وحق في لبنان وبلدان هذا المشرق، بل في بلدان العالم أجمع».

وبعد مباركة أغصان الزيتون، أُقيم زيّاح الشعانين في الباحة الخارجية للصرح، حيث حمل الأطفال أغصان الزيتون والشموع مردّدين «هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب».

واحتفل رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر بقدّاس أحد الشعانين وزيّاحه، في كاتدرائية مار جرجس في بيروت والشوارع المحيطة بها، وقال في عظته: «نداء الرّب يسوع اليوم، لكل أبناء هذا الشرق، وهو شرقه، الذي وُلد فيه، أن اتركوا السلاح جانباً، عودوا بعضكم إلى بعض في السلام والمحبة والتصافي. اقبلوا بعضكم بعضاً، كلّكم أبناء لإله واحد، وهو الذي في السماء».

و احتفلت الطوائف المسيحية في منطقة إقليم الخروب بالعيد، فقُرعت أجراس الكنائس، وأُقيمت القداديس الاحتفالية في معظم قرى وبلدات المنطقة، وشدّدت العِظات على «معاني المحبة والتسامح بين الجميع»، مؤكّدة «أهمية وضرورة التمسّك بالوحدة الوطنية والعيش المشترك، ولا سيّما في هذه الظروف الدقيقة والصعبة»، وتمنّت انتخاب رئيس جمهورية في القريب العاجل، لافتةً إلى «المعاناة الكبيرة التي تكبّد أهلنا في العراق وسورية ولبنان».

الجنوب

وفي صيدا أُقيمت القداديس والصلوات، وكان زيّاح مشترك بين مطرانيّتي صيدا للروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس بالمناسبة.

واعتبر راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي حداد، أنّ «هذا اليوم بالمفهوم الكَنَسي هو يوم سلام، على أمل أن يعمّ في نفوس الجميع». وأبدى ارتياحه «لبدء الحلحلة في ملف النفايات»، آملاً «أن ينعكس ذلك على الاستحقاق الرئاسي».

بعد ذلك انطلق المصلّون من كنيسة مار نقولا في زيّاح مشترك جاب شارع الأوقاف، فشارع المطران ثمّ شارع الشاكرية، تقدّمه حداد وممثّل مطران صور وصيدا للروم الأرثوذكس الياس كفوري الأب جوزيف خوري وعدد من الآباء وأبناء الرعيّتين من قرى شرق صيدا وبيروت، حاملين الشّموع مضاءة بالمناسبة.

كذلك ترأّس راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصّار القداس في كنيسة مار الياس في صيدا، ثمّ تقدّم زيّاح الشعانين في باحة المطرانية.

وأُقيمت القداديس الاحتفالية والزيّاحات في كنائس وأديرة صور، وترأّس رئيس أساقفة صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج قدّاس الشعانين في كنيسة سيدة البحار للطائفة المارونية، وأكّد في العِظة «أهميّة الحوار واحترام الآخر»، ودعا إلى «المصالحة، المحبة والابتعاد عن الأحقاد التي زرعها منطق الشر بين النفوس لتجاوز الخلافات».

كذلك، ترأّس المتروبوليت ميخائيل أبرص القدّاس في كاتدرائية القدّيس مار توما للروم الملكيين الكاثوليك، ودعا في عِظته إلى «توفير المناخ السّياسي الملائم لعودة لبنان إلى ممارسة دوره الحضاري كبلد منفتح يؤمن شعبه بالعيش المشترك وتلاقي الأديان والحضارات.»

ورأى أنّ «الحوار هو الطريق الأنجح للوصول إلى الهدف المنشود في انتخاب رئيس للجمهورية، على قدر طموح اللبنانيين في ظلّ ما يعيشونه». ورفع الصلاة على نيّة «أن يمنح الله لبنان والعالم السلام بعيداً من الحروب ومآسيها».

كما احتفلت بالعيد الطوائف الكاثوليكية في منطقة مرجعيون بقداديس وصلوات وتطوافات بمشاركة قوّات «يونيفيل».

الجبل والشمال والبقاع

كما أُقيمت الصّلوات في كنائس الجبل وطرابلس وقرى وبلدات الشمال والبقاع، وتخلّلت القداديس عِظات دعت إلى أن «تعمّ المحبة قلوب الجميع، ويسود السلام والاستقرار، وتنتهي دوّامة العنف القائمة في الإقليم وفي العالم، وتعود الحياة إلى طبيعتها، فيستعيد لبنان عافيته ويخطو باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية تجديداً للحياة السياسية فيه».

وترأّس راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، قدّاساً احتفالياً في كاتدرائية سيدة النجاة، بحضور جمهور كبير من المؤمنين. وألقى عِظة ضمّنها معاني الشعانين، وقال: «تدعونا الكنيسة في هذا العيد لنرتقي بفكرنا وعقلنا وروحنا إلى السماء لنشكر الله على عطاياه الكثيرة التي يغمرنا بها كل يوم، وعندما نرفع الشكر مع الكنيسة نكتشف ضعف طبيعتنا فنتجدّد ونولد ثانية، ونعترف بأنّنا مع المسيح صرنا أبناء الله».

وبعد القدّاس أُقيم تطواف الشعانين حول الكاتدرائية، حيث حمل الأطفال الشموع وسعف النخل.

وترأّس راعي أبرشية بعلبك – الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال قدّاساً احتفالياً في كنيسة مار الياس برأس بعلبك، وأمل في عِظته أن «تسود المحبة بين الجميع كما أرادها السيد المسيح، خصوصاً أنّنا مُقبلون على انتخابات مجالس بلدية واختيارية، فنحن بحاجة لندعم بعضنا ونضع أيدينا مع بعضنا من أجل اختيار الأفضل لقرانا، ولمستقبل زاهر لبلدنا».

وطالب المسؤولين بـ«العمل على مستقبل واعد للبلد بعيداً من المصالح الخاصة الضيّقة»، داعياً إلى «انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت، وخلق فرص عمل للشباب، والوقوف جنباً إلى جنب مع الجيش بحربه ضدّ الإرهاب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى