المرصد
هنادي عيسى
بدأت نسرين ظواهرة حياتها الإعلامية في الصحافة المكتوبة، ثم قادها طموحها إلى المسموعة، إنما كان واضحاً أنّ هدفها الإعلام المرئي. لذا، فهي سعت إلى تحقيق هذا الهدف عبر تقديمها برنامج على موقع «جريدة النهار» بعنوان «فلفل»، ظهرت عبره بالصوت والصورة، واستطاعت أن تتميّز من خلال نقدها الصائب أحياناً والجارح أحياناً أخرى. إلا أنّ «فلفلها» أصاب في الصميم.
وأمام هذا الانتشار، أحبت ظواهرة نقل تجربتها إلى الشاشة الصغيرة، فتلقّت عرضاً من «تلفزيون الجديد» لتقديم برنامج مشابه لـ«فلفل»، فاختارت له عنوان «عَ البكلة» الذي تتمحور فقراته بين «نعم» و«لا»، «لطشة عَ البكلة»، ومقابلات مع ضيفين، الأوّل داخل الاستديو، والثاني بـ«كبسة داخل منزله».
في الحلقات الأولى، بدت نسرين ظواهرة مرتبكة ومتوترة ولم تعتد التعامل مع الكاميرا في أسلوب حوارها. كما أنها كانت تبدو منفعلة زيادة عن اللزوم في كلامها النقديّ. لكن مع مرور الوقت، تمكّنت ظواهرة من ضبط إيقاعها، فبدت في الحلقة الأخيرة التي كانت ضيفتها النجمة مادونا متّزنة ومعبّرة في إلقاء جملها النقدية، بنبرة بعيدة عن التوتر.
أما في حوارها مع المخرجة لينا خوري، فكان عليها كإعلامية ألّا تتكّل على مشهد مدّته دقيقة، لتناقش ضيفتها عن مسرحية أثارت جدلاً واسعاً وقابلها الجمهور بإعجاب كبير. لا بل كان عليها أن تشاهد المسرحية كاملة كي لا تتيح لخوري أن توجّه إليها كلاماً من نوع التأنيب، مثل: يجب عليها كصحافية أن تطّلع على أيّ حدث كاملاً وتحاور فيه لتبدو الأقوى في الحوار. أما في حوارها مع مادونا، فكانت جيدة ومرتاحة في طرح الأسئلة. علماً أنّ المونتاج في غالبية الحلقات يظلم الضيف والمحاوِرة.
إذاً، نسرين ظواهرة مشروع مقدّمة برامج ناجحة، إذا بقيت تعمل على تطوير نفسها كما تفعل حالياً.