دردشة صباحية
يكتبها الياس عشّي
أستقبلُ هذا الصباح عبر نافذتين: واحدةٍ يعبر منها الربيع ليسكن بين الأهداب، وواحدةٍ تعبر منها الرسائل الخمس يرسلها الشاعر نزار إلى أمّه من وراء البحار، وتسكن في الضلوع:
«مضى عامان يا أمي
على الولد الذي أبحرْ
برحلته الخرافية..
وخبّأ في حقائبه
صباحَ بلاده الأخضرْ
وأنجمها، وأنهرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسه
طرابيناً من النعناع والزعترْ..
وليلكة دمشقيةْ
وطفتُ الهند، طفت السند
ولم أعثر
على امرأة تمشّط شعريَ الأشقرْ
وتحمل في حقيبتها إليّ عروسةَ السّكّر
فكيف.. فكيف.. يا أمّي
غدوت أباً ولم أكبرْ؟»
نزار في رسائله الخمس إلى أمه كان يخاطب أمهات الدنيا كلها.