شكران مرتجى لـ«البناء»: الفنّ جبهتي التي أحارب بها
حاورتها: آمنة ملحم
لا يمكن أن تتوقع أن اللقاء الأول معها وجهاً لوجه سيكون بهذا الكمّ من الارتياح الذي يأخذك إلى سرد أسئلتك عليها من دون تردّد أو توقف، مقارنة بحجم النجومية الذي حقّقته بجدارة.
بعد سنوات من الاجتهاد، قدّمت فيها الفنانة شكران مرتجى وجوهاً من أهمّ الأدوار والكركترات الدرامية لأهمّ المسلسلات السورية وأنجحها، وها هي تخلع ثياب الأناقة والزينة، وتتخلّى عن مساحيق الماكياج كاملةً في كواليس مسلسل «زوال» لتجسيد دور «أمّ معروف» لموسم رمضان 2016، غير آبهة بمظهرها الخارجي، ومستعدّة دائماً للظهور وفقاً لما تتطلّبه شخصياتها التمثيلية بمكانها وزمانها الملائمين.
«أمّ معروف»، كما وصفتها مرتجى لـ«البناء»، هي إحدى نساء حارة شعبية تدور في أروقتها أحداث «زوال». ولها مشاكلها الخاصة، إذ تعيش حالة من التعب والإرهاق التي لا بدّ أن تحملها ملامحها الخارجية، وهذا ما عملت عليه خبيرة التجميل في العمل، بالاتفاق مع المخرج. فليس منطقياً برأي شكران مرتجى، أن تضع ماكياج الزينة لأداء هذه الشخصية التي تحمل في بنيتها تركيبة خاصة لتعكس نموذجاً لإحدى الأمّهات السوريات التي تعدّدت نماذجهن المثقلة بالتعب والألم، من جرّاء فقدان أبنائهن وأخوتهن بين شهيد ومفقود .
ولا تخفي صاحبة شخصية «طرفة»، أن الفنان يستفيد ممّا يراه ويعيشه في الواقع مع شخوص حياتية حقيقية. إذ يستمدّ باللاوعي ملامح من مشاهداته الحيّة، عدا عن النصّ وملاحظات المخرج التي تساعده في أداء دوره كما يجب .
وتبدي الفنانة شكران مرتجى تفاؤلها بالعمل هذا الموسم مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد الذي سبق وقدّمها في شخضية «ليلى» في مسلسل «نساء من هذا الزمن»، والذي تعتبره مرتجى من أهمّ الأدوار التي قدّمتها. عدا عن النجاح الكبير الذي حقّقه أحمد السنة الفائتة مع مسلسل «عناية مشدّدة». وهي على إيمان كبير بأنه يختار لها دوراً مختلفاً دائماً، يحمل الكثير من الدراما. كما ترى نفسها في مسلسل «زوال» في المكان الصحيح لناحية النصّ أيضاً و«الكاست» الفني وفريق العمل كاملاً .
وتخالف مرتجى الرأي الذي يرى في مسلسلات الأزمة السورية نشرة أخبار إضافية، معلّقة: «نحن لسنا في هوليوود، إنما نعيش في سورية في ظلّ الأحداث الطارئة عليها».
وتقول مرتجى لـ«البناء»: الفنّ مرآة المجتمع، ولا بدّ أن يطرح ما يحصل حولنا. ورغم كل ما قُدّم من صور قاسية، يبقى أنّ الواقع زاخر بصوَر أكثر بشاعة في ظل الحرب التي تشنّ على سورية. صوَر الحرب دائماً تبرز القبيح، ونحن نحاول مسحه ومحوه، واستحضار الأمور الجميلة.
ولكن شكران مرتجى ترفض أن تكون أعمال الموسم مخصّصة بالكامل للأزمة، وتقول: تتطلّب الدراما التنويع في كلّ موسم، ما بين أعمال البيئة الشامية، والكوميديا، والاجتماعية والمنوّعة، كي يختار المشاهد ما يناسبه ويرغب بمتابعته.
وحول مشاركتها في برنامج «ديو المشاهير» واهتمامها بمظهرها خلاله، هنا تعود مرتجى لتؤكد مقولتها إنّ المظهر يكون بحسب «الكركتر» والدور. فبرنامج «ديو المشاهير» لا يحمل «كركترا» تمثيلياً. كما أن طبيعته تتطلّب الحرص على اللباس والماكياج. أما هدف مشاركتها فكان نابعاً من مطالبة الجمهور للفنان من بداية الأزمة بأن يكون مع الناس وبينهم. وبحكم أن الفنّ هو الجبهة التي تحارب فيها، فمن خلاله تقدّم رسالتها. وجاءت مشاركتها في برنامج منوّع وممتع ومتابع لتكون حصيلته لصالح جمعية خيرية .واختيارها لجمعية «ساعد» جاء عن ثقة كاملة بها وبما تقدّمه. فهي تتابعها على الأرض وتمنّت كثيراً أن تصل إلى أعلى جائزة في البرنامج لتصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس .
وعن جديدها إضافة إلى مسلسلَي «زوال» و«خاتون»، تختم مرتجى حديثها إلى «البناء» مؤكّدةً وجودها ضمن وجوه الجزء الثامن من مسلسل «باب الحارة» مع المخرج بسام الملّا.