طوكيو ترسل سفنها الحربية إلى الجزر المتنازَع عليها

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى الجزر المتنازَع عليها في بحر الصين، مشيرة إلى أن اليابان والصين لن تقدّما تنازلات في النزاع الحدودي المستمر بينهما.

وجاء في المقال: لن تقدّم اليابان ولا الصين أيّ تنازلات في النزاع الحدودي بينهما، فما إن أعلنت اليابان أن الجزر المتنازع عليها ستعتبر في الكتب المدرسية جزراً يابانية، حتى أعلنت الصين أنها صينية.

هذه المبارزة الكلامية تجري على خلفية تعزز علاقات اليابان مع الفليبين وفييتنام، الباحثتين عن حماية من الغزو الصيني. وبحسب رأي الخبراء، لو لم تكن اليابان تشعر بدعم أميركي لما تحرّكت بهذه الصورة.

وأشار المتحدث الرسمي بِاسم الخارجية الصينية في المؤتمر الصحافي الذي عقده رداً على قرار اليابان، إلى أن السياسيين اليابانيين يفسرون التاريخ بصورة خاطئة. والأسوأ من هذا هم والشباب لا يعترفون بالغزو الياباني للصين وبلدان آسيا الأخرى.

جزر سينكاكو «دياويو» غير المأهولة هي موضع نزاع بين اليابان والصين، يقول رئيس مركز الدراسات اليابانية في معهد الشرق الأقصى، فاليري كيستانوف ويضيف: موقف البلدين متباين تماما وليس فيه ما يشير إلى التقارب. اليابانيون يسيطرون على هذه الجزر ولا تهمهم احتجاجات الصين. أما الصين فتعتبر أن اليابان استولت بصورة غير شرعية على هذه الجزر وعليها إعادتها.

لهذه الجزر أهمية استراتيجية كبيرة للبلدين، لكونها تسيطر ممر الملاحة الدولية في بحر الصين الشرقي، إضافة لهذا حسب التقييم الأولى هذه الجزر فهي غنية بالنفط والغاز ومياهها غنية بالأسماك.

مثل هذه نزاع حاصل بين اليابان وكوريا الجنوبية، سيول تملك جزراً يطلق عليها «دوكدو» وطوكيو تسميها «تاكيشيما» وتعتبر أن سيول احتلت هذه الجزر وعليها إعادتها، أما الأخيرة فترفض ذلك وتدّعي ملكية الجزر.

الصين تنتهج سياسة هجومية، حيث أرسلت سفنها إلى جزر «سينكاكو»، وفي بعض الأحيان تدخل مياهها الإقليمية منطقة الـ 12 ميل ، واليابان تتخوف من أن تحتل الصين هذه الجزر بالقوة، لذلك فهي تعتمد على اتفاقية الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة، ففي حال استخدمت الصين القوة واستولت على الجزر سوف تضطر الولايات المتحدة بموجب الاتفاقية تقديم المساعدة اللازمة لليابان، وهذا يضمن عدم نشوب الحرب في الوقت الحاضر.

وتعمل اليابان تحت راية اعتراض «الغزو الصيني» وحماية حرية الملاحة. ولكنها لا تشارك في الخفارات التي تقوم بها السفن الأميركية والفيلبينية والفييتنامية.

ومن المقرر أن تزور سفن حربية يابانية جزر الفيليبين وفييتنام في نيسان المقبل، لإجراء مناورات بحرية بمشاركة أسطولي البلدين.

ويأمل رئيس وزراء اليابان شينزو آبي في أن يصدر عن قمة G7 التي ستعقد في طوكيو خلال الربيع الجاري بياناً يؤكد على ضرورة مراعاة قوانين الملاحة في بحر الصين الجنوبي. مثل هذا البيان يكون بمثابة شجب بناء الصين منشآت عسكرية عند الجزر المتنازع عليها.

أما الصين فتحاول منع طرح هذه المسألة في قمة G7، وقال دبلوماسي صيني خلال لقائه ممثل الخارجية اليابانية، إن اليابان ليس طرفاً في هذا النزاع ولكنه يتصرف وكأنه طرف رئيس فيه. وهذا يشير الى أن اليابان لا تسعى إلى تحسين علاقاته بالصين، فطوكيو لا تنوي التنازل، وأعضاء مجموعة G7 لهم مصالح اقتصادية وتجارية كبيرة مع الصين، لذلك لا يمكن التكهن بما إذا كانوا سيوافقون على مشروع القرار الياباني أم لا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى