محمد العبد الله يترجّل عن صهوة الحياة

نبأ جلل صدم أهل الشعر والقلم أمس: «رحيل الشاعر الكبير محمد العبد الله»، إذ توفّي صاحب «جموع تكسير» عن عمر ناهز سبعين سنة، وترجّل «بلا هوادة» عن صهوة الحياة، ليترك لنا إرثاً غنياً من جميل الكلام وحَسَن الأبيات.

محمد العبد الله الذي وقّع منذ شهرين فقط في «دار الندوة» «أعمال الكتابة»، رحل بسكينة، تماماً كما السكينة التي أضفت على شعره سلاسة نادرة، وإن كانت قصائد أخرى زاخرة بالصخب والغضب.

الشاعر من مواليد بلدة الخيام، وحاصل على إجازة في الفلسفة من الجامعة العربية في بيروت 1973، وعلى شهادة الكفاءة في الأدب العربي من كلّية التربية ـ الجامعة اللبنانية، وعلى دبلوم الدراسات المعمّقة في الأدب العربي عام 1975، وعلى شهادة السوربون الثالثة عام 1977.

عمل لفترات من حياته صحافياً، وبرز اسمه في الصحف والمجلات التالية: السفير، النهار العربي والدولي، الموقف العربي، المستقبل، كما قدّم بعض الأعمال الإذاعية.

من مؤلّفاته: «رسائل الوحشة» 1979 ، «بعد ظهر نبيذ أحمر»، «بعد ظهر خطأ كبير» شعر ـ قصص 1981 ، «جموع تكسير» 1984 ، «حبيبتي الدولة» تغريبة 1986 ، «تانغو» 1987 ، «حبيبتي الدولة» 1990 ، بعد قليل من الحبّ»، «بعد الحبّ بقليل» 1992 ، و«قمر الثلج على النارنج» 1998 .

كما كتب العبد الله أغانٍ كثيرة لاقت استحساناً لدى الجمهور. ومن هذه الأغاني:

بعد اللي كان، كلّ اللي كان، أنا مش قبلان، مدري كيف حاسس إني زعلان، أنا مدري مش، أنا مدري شو، ما حدا عاجبني… زهقان وتعبان».

برحيل محمد العبد الله، يخسر الوسط الأدبي شاعراً كبيراً قلّ نظيره، في زمنٍ يشهد «تفريخ» «شعراء» يظنّون أنّهم برصف كلمات فوق أخرى وجعلها في كتاب، قد قاربوا العظماء.

برحيل محمد العبد الله، يخسر لبنان شاعراً وصحافياً وأديباً متّزناً. كما يخسر الشعراء صديقاً صدوقاً وأباً عطوفاً، وشاعراً قدوة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى