عبداللهيان: المقاومة لم تستعمل حتى الآن سوى ثلاثة في المئة من إمكاناتها التسليحية
جال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية أمير عبد اللهيان، يرافقه السفير الإيراني الجديد في لبنان محمد فتح علي على رأس وفد ديبلوماسي، على عدد من المسؤولين اللبنانيين، فزار مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأعرب عبداللهيان بعد اللقاء عن تعازيه «القلبية الحارة إلى لبنان العزيز حكومة وشعباً تجاه الضحايا اللبنانيين الأعزاء الذين سقطوا نتيجة تحطم الطائرة الجزائرية المنكوبة». وأشار إلى أنّ البحث تركز خلال اللقاء، في إطار التطورات التي تجري حالياً في قطاع غزة، إضافة إلى بعض الملفات الإقليمية الأخرى ذات الاهتمام المشترك». وقال: «نحن نثمن ونقدر عالياً المبادرة السياسية القيّمة التي تفضل بها الرئيس بري من خلال دعوته إلى عقد جلسة نيابية لمقاربة التطورات في غزة، ونحن نعتبر أنّ انعقاد هذه الجلسة النيابية الكريمة في لبنان تحمل في طياتها دلالات أساسية، أولاً في تقديم إشارة دعم ومؤازرة إلى جانب الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وثانياً هي عبارة عن رسالة إدانة شديدة اللهجة تجاه جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب في حقّ الآمنين والصامدين في قطاع غزة». وأضاف: «تحدثنا وفي شكل مفصل حول المؤامرة الآثمة التي استهدفت العراق مؤخراً والتطورات المؤسفة التي جرت في الموصل. وكما يعرف الجميع فإنّ تنظيم «داعش» هو تنظيم تكفيري إرهابي ومتطرف و«إسرائيلي»، ونحن نرى حيال هذه المجازر «الإسرائيلية» الوحشية التي ترتكب يومياً في حقّ أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد والتي يقتل خلالها يومياً العشرات والمئات من الشيوخ والنساء والأطفال والعجّز من أبناء الشعب الفلسطيني، وإنّ هذا التنظيم الإرهابي والذي يسمى «داعش» ويدّعي أنه تنظيم ثوري وتحرري، لا يحرك ساكناً ولا ينطق بكلمة تجاه هذا العدوان «الإسرائيلي»». وتابع عبد اللهيان: «نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نوجه رسالة استنكار وإدانة شديدة تجاه الأعمال التعسفية، والعدوانية التي قام بها «داعش» في الموصل في العراق، ونعتقد أنّ الواجب الأخلاقي يملي على كلّ دول العالم وشعوبها أن تنبري للقيام بحركة جماعية منسجمة من أجل مساعدة العراق حكومة وشعباً في مجال تصديه للإرهاب، ومن ناحية أخرى ندعم استمرار وتيرة العملية السياسية في العراق». وأشار إلى «أنّ المقاومة الفلسطينية في غزة تمرّ في أفضل مراحلها قوة وتماسكاً»، وقال: «نحن نعلن بصوت عالٍ أنه خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة لم تستعمل المقاومة الفلسطينية البطلة في قطاع غزة حتى الآن، سوى ثلاثة في المئة من إمكاناتها الصاروخية والتسليحية في هذه المواجهة البطولية التي تخوضها ضدّ الكيان الصهيوني، واذا لم يلتفت ولم يستجب الكيان الصهيوني إلى المطالب المحقة والمشروعة والعادلة التي ينادي بها الفلسطينيون في غزة، فإنّ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تستطيع أن تغير المعادلة في الشكل الذي سيثير دهشة العالم بأسره».
وأعلن عبد اللهيان أنّ إيران «تدعم بكل ما أوتيت من قوة الشعب الفلسطيني المجاهد في غزة والمقاومة الفلسطينية البطلة في هذا القطاع، وأنّ المساعدات الإنسانية الإيرانية سواء في ما يتعلق بالمواد الغذائية أو المواد الطبية والاستشفائية والعلاجية، جُهزت وحُضرت خلال الأيام المنصرمة كي ترسل إلى قطاع غزة»، كما أعلن عن استعداد بلاده «استقبال مئات الحالات من المصابين والجرحى الفلسطينيين، خصوصاً النساء والأطفال للمعالجة في المستشفيات الإيرانية».
واختتم عبداللهيان «ومن المواضيع المهمة التي تداولنا بها في هذا اللقاء، هو قضية اختفاء سماحة الإمام موسى الصدر ورفيقيه لأنّ هذا الموضوع الإنساني يهمّ جميع الأطراف».
سلام وباسيل
والتقى عبد اللهيان رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية، وعرض معه الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة.
كما استقبله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مكتبه في الوزارة، وقال بعد اللقاء: «تحدثنا مطولاً وفي شكل مفصل مع الوزير حول مختلف الجوانب المتعلقة بالعلاقات الثنائية المميزة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان، إضافة إلى جولة أفق حول مختلف التطورات الجارية حولنا في المنطقة، خصوصاً تجاه ما يجري في قطاع غزة. وأعربنا عن تقديرنا العالي للمبادرات الطيبة التي يقوم بها الوزير باسيل في مجال متابعة وملاحقة جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حقّ أبناء الشعب الفلسطيني العزيز، في المحافل الدولية ولدى محكمة الجنايات الدولية». وأضاف: «في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أكدنا للوزير باسيل خلال هذا اللقاء أنّ الجمهورية الاسلامية الإيرانية لديها أتم الاستعداد لكي تتعاون مع الجانب اللبناني من أجل وضع كل مذكرات التفاهم الثنائية التي وقعت بين البلدين موضع التنفيذ في المرحلة المقبلة. ومن ضمن النقاط التي تطرقنا إليها الملف المتعلق بالديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة المختطفين. ونقدر ونثمن عالياً المساعي الحميدة التي بذلت من قبل الحكومة اللبنانية في مجال متابعة هذا الملف المهم».
السيد نصرالله
وزار المسؤول الإيراني والوفد الديبلوماسي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيث جرى استعراض وبحث الأوضاع في لبنان والمنطقة بعامة وغزة بخاصة، وما تتعرض له من عدوان صهيوني إرهابي وسبل مساندة غزة شعباً ومقاومة لوقف العدوان ورفع الحصار الظالم عنها.
وكان السيد نصرالله تلقى اتصالاً من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، تداولا فيه بآخر المستجدات في غزة، وأوجه العمل، وأشكال الدعم المطلوب، لوقف العدوان ولرفع الحصار عنها.
وفد الفصائل الفلسطينية
والتقى عبد اللهيان في مقرّ سفارة بلاده في بئر حسن، وفد الفصائل الفلسطينية، الذي أكد «مواصلة المقاومة حتى هزيمة الاحتلال والاستيطان ورحيله عن الأراضي الفلسطينية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين». وأشار إلى أنّ «موقف الفصائل موحد تجاه الشروط الأميركية للتهدئة المنحازة «لإسرائيل» وتغطي العدوان «الإسرائيلي» والتي تتعاكس مع شروط المقاومة ومصالح الشعب الفلسطيني التي تربط بشكل متلازم بين وقف إطلاق النار وإيقاف العدوان وفكّ الحصار بكافة أشكاله لقطاع غزة ووقف الاغتيالات والاجتياحات والاستباحة في الضفة وغزة والقدس وإطلاق سراح المعتقلين».