الولايات المتحدة تحذر من عمل إرهابي في صوفيا
تلاحق السلطات الأمنية البلجيكية، الرجل الثالث المتورط في هجمات بروكسيل، ويدعى نجم العشراوي، كما حددت هوية الشخصين اللذين نفذا هجومين انتحاريين الثلاثاء الماضي في مطار بروكسيل.
وذكرت وسائل إعلام بلجيكية، أمس، أن الهجمات كانت ستستهدف محطات نووية في بلجيكا، لكن اعتقال المشتبه به الأول في اعتداءات باريس، صلاح عبد السلام، جعلهم يعجلون بتنفيذ الهجوم.
وأفادت مصادر أمنية لوسائل إعلام بلجيكية أن المهاجم الثالث، ويدعى نجم العشراوي، مقاتل إسلامي بلجيكي مخضرم حارب في سوريا ويشتبه في أنه أعد الأحزمة الناسفة التي استخدمت في هجمات باريس، في تشرين الثاني 2015، والذي فجر أيضاً حقيبة ملغومة في مطار بروكسيل.
وأصبح نجم العشراوي، الذي رصدته كاميرات المراقبة في المطار وهو يدفع عربة أمتعة في صالة المغادرة إلى جانب الشقيقين خالد وإبراهيم البكراوي، هدفاً لعملية الملاحقة التي تنفذها الشرطة.
وقال ممثلو الادعاء، إن المشتبه به فر من المكان يوم العملية الإرهابية وعثر فيما بعد على حقيبة ملغومة هي الأكبر بين الحقائب الثلاث.
وكان المحققون البلجيكيون ذكروا اسم العشراوي، غداة هجمات بروكسيل، وذلك بعد توقيف المشتبه به الأول في اعتداءات باريس، صلاح عبد السلام.
وذكروا أنه سافر إلى هنغاريا تحت اسم مستعار، وهو «سفيان كيال»، في أيلول، بصحبة عبد السلام المشتبه به الوحيد الباقي على قيد الحياة من المجموعة التي نفذت هجمات باريس، في تشرين الثاني الماضي.
ويذكر أن العشراوي 25 عاماً والمولود في المغرب، نشأ في منطقة شاربيك في بروكسيل التي انطلق منها فجر الثلاثاء مهاجمو المطار، بحسب النيابة البلجيكية. وأفاد مصدر قريب من التحقيق الفرنسي بالعثور على الحمض النووي «DNA» للعشراوي على المتفجرات التي استخدمت في اعتداءات باريس.
وقالت النيابة البلجيكية إن البصمة الوراثية للعشراوي عثر عليها، في كانون الأول، داخل شقة في حي شاربيك في بروكسيل ضبطت فيها الشرطة أيضاً معدات لصنع عبوات ناسفة وبصمة لصلاح عبد السلام. ويشتبه أيضاً في أن العشراوي سافر إلى سورية في شباط 2013.
في غضون ذلك، أفادت قناة «RTBF» البلجيكية، أمس، بأن شخصية ثانية مثيرة للشبهات كانت موجودة في مترو بروكسيل يوم وقوع الهجوم الإرهابي هناك.
ونقلت القناة عن مصادر خاصة بها أن كاميرات المراقبة رصدت رجلاً يحمل حقيبة كبيرة في محطة «مالبيك» التي تسبب التفجير فيها بمقتل حوالى 20 شخصاً وإصابة ما يربو على مئة آخرين بجروح.
وأوضحت القناة أن هوية هذا الرجل لم تحدد بعد، كما من غير المعروف ما إذا كان قد هرب أم قتل نتيجة العمل الإرهابي، وتقوم قوات الأمن بالبحث عنه.
وفي سياق متصل، بث التلفزيون الرسمي البيلاروسي حديثاً لأليكسي دوفباش البيلاروسي المقيم في بلجيكا نفى فيه أي صلة له بانتحاريي بروكسيل ليدحض بذلك شبهات حامت حول اسمه في إطار هذه الجريمة.
وفي المقابلة التي أجرتها معه قناة «بيلاروس 1» وبثتها قال دوفباش: «لم ألتق بالانتحاريين أبداً ولم أسمع باسمهما إلا منكم، حتى أنني في الأخبار لم أسمع عنهما». كما نفى وبشكل قاطع صحة المعلومات التي تحدثت عن أنه قاتل وشقيقه إيفان في سورية إلى جانب مسلحي «داعش».
وأفادت إحدى القنوات التلفزيونية الروسية بأن الاستخبارات الروسية حذرت بروكسيل من اعتداءات إرهابية يحضر لها متطرفون بينهم شقيقان يحملان الجنسية البيلاروسية، هما أليكسي وإيفان دوفباش اللذان غادرا أواخر شباط الماضي قاصدين بلجيكا برفقة مواطنهما مراد يونسوف.
من جهته، أعلن جهاز أمن الدولة البيلاروسي في بيان رسمي عنه في أعقاب هذه المعلومات، أن أليكسي دوفباش وجود يوم تفجيرات بروكسيل على أراضي جمهورية بيلاروس.
ودميتري بوبيارجين الناطق الرسمي باسم الجهاز البيلاروسي: «ثبت لنا بالدليل والبرهان أن أحد المتهمين أليكسي دوفباش وجود على أراضي بيلاروس تزامناً مع الاعتداءات الإرهابية» التي تعرضت لها بلجيكا.
وأكد المسؤول المخابراتي البيلاروسي أن أليكسي دوفباش وجد في هذه الأثناء في مدينة غوميل البيلاروسية، وأنه طلب من شقيقه إيفان فور ورود المعلومات التي اتهمتهما بالضلوع في اعتداءات بروكسيل، التوجه فوراً إلى الجهات الأمنية المختصة في بلجيكا لإزالة جميع الشبهات عنه.
وشدد المخابراتي البيلاروسي على أنه ما من أي معلومات لدى جهازه تؤكد ارتباط الشقيقين دوفباش بمراد يونسوف.
الى ذلك، انتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بلجيكا، قائلاً إنها أخفقت في تعقب إبراهيم البكراوي الذي رحلته أنقرة العام الماضي والذي فجر نفسه في المطار قبل ساعة من قيام شقيقه خالد بقتل نحو 20 شخصاً في محطة قطارات أنفاق ميلبيك في وسط المدينة. وكان قد سبق إدانة إبراهيم وخالد بالسطو المسلح.
من جهتها، رفضت الحكومة البلجيكية انتقادات الرئيس التركي، وقالت إن البكراوي 29 عاماً لم يتم ترحيله إلى بلجيكا إنما إلى هولندا المجاورة.
وقال وزير العدل البلجيكي كوين جنيس، إن البكراوي لم يرتكب في بلجيكا عمليات إرهابية، وأنه عندما تم ترحيله إلى بلجيكا كان مجرد مرتكب عمل إجرامي عادي محكوم عليه بعقوبة مع وقف التنفيذ.
وأضاف الوزير البلجيكي، أن البكراوي لم يترحل من تركيا مباشرة إلى بلجيكا وإنما إلى هولندا، وفقاً لمعلوماته.
من جهتها عقبت وزارة العدل الهولندية على التصريحات التركية، بقولها إنها بصدد مراجعة الأمر.
وتسلط القضية الضوء على المشكلة التي تواجهها بلجيكا مع نحو 300 بلجيكي حاربوا في سوريا، وهو أكبر عدد من أوروبا قياسا بعدد سكانها البالغ 11 مليون نسمة.
وقال وزير الخارجية البلجيكي، ديدييه ريندرز، إن الأمن يجب أن يكون متوازناً مع الحقوق المدنية. ويقود ريندرز جهوداً للتصدي لانتقادات دولية لسياسات بلجيكا المتعلقة باحتواء المتطرفين الذين ينتهجون العنف ضمن جاليتها المسلمة التي تشكل نحو 5 في المئة من السكان.
وأعلنت شركة الطيران الروسية «أيروفلوت» إلغاء 4 رحلات بين موسكو وبروكسيل بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت مطار العاصمة البلجيكية، كما ألغت «لوفتهانزا» كل رحلاتها حتى الاثنين.
وجاء في بيان صادر عن شركة «أيروفلوت»، أمس، إلغاء رحلتيها من موسكو إلى بروكسيل ورحلتين أخريين من بروكسيل إلى موسكو. واقترحت الشركة على زبائنها تغيير تاريخ سفرهم أو إعادة تذاكرهم.
من جهتها، ألغت شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» جميع رحلاتها إلى بروكسيل حتى يوم 28 آذار، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للرحلات التي ألغيت منذ الثلاثاء سيبلغ 156 رحلة، كان متوقعاً أن تقل 12.3 ألف راكب.
وفي شأن متصل، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً من حصول عمل إرهابي في العاصمة البلغارية صوفيا، داعية مواطني الولايات المتحدة إلى تجنب دخول حي إزتوك شرقي العاصمة الواقع تحت الخطر.
وجاء في الوثيقة أن «السفارة الأميركية في صوفيا تلقت معلومات عن خطر محتمل لعمل إرهابي في حافلة ركاب بحي إزتوك شرقي العاصمة. فالرجاء من مواطني الولايات المتحدة أن يتجنبوا زيارة هذا الحي ويجدوا طرقاً أخرى للتحرك».
من جهتها، ذكرت وزارة الداخلية البلغارية، أنها لم ترصد تهديداً رسمياً بعد، لكنها تقوم باختبار الموقف. وقال المتحدث باسمها جورجي كوستوف إنه «تجرى حالياً دراسة البلاغ، ولم نسجل خطراً رسمياً حتى اللحظة، بينما تم تشديد الإجراءات الأمنية».