قماطي في لقاء تضامنيّ مع غزّة: وحدها المقاومة تحقّق النتيجة المرجوّة
أحيت رابطة أبناء بيروت والجمعيات والروابط الأهلية، يوم القدس العالمي تضامناً مع غزّة، وذلك خلال إفطار أقامته للمناسبة في فندق «السفير» بحضور ممثلين عن الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية، وعلماء دين وفاعليات اجتماعية وثقافية وإعلامية.
البداية كانت مع كلمة نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي الذي أسف لتناسي دول كثيرة من العالم العربي قضية فلسطين المركزية، «فلم يعد يقال فلسطين المحتلة، بل أصبحت إسرائيل طبيعية بالنسبة إلى هذه الدول، وما يعاني منه الشعب الفلسطيني طبيعي أيضاً، فمشاريع التفتيت والفتن التي أشغلت الأمم هدفها تحييد البوصلة عن فلسطين القضية والحقوق الثابتة للأمة العربية وللشعب الفلسطيني». مؤكداً أن غزّة اليوم بدماء أبنائها وسواعد أبطالها وصراخ أمهاتها تعيد الأمور إلى نصابها من جديد، وهي حتماً ستنتصر وستهزم «إسرائيل». مشدّداً على أن صمود غزّة اليوم أعاد البوصلة نحو فلسطين على رغم كل الأموال الطائلة التي دفعت لتحييد الأمة عن العدو الحقيقي، إلا أن دماء غزّة أفشلت هذه المحاولات.
وأشار قماطي إلى أنّ موجات التكفير التي سادت في الآونة الأخيرة، إذ فضحت غزّة التكفيري الذي يكفّر العربي والمسلم والانسان الآخر، وهي تسألهم أين أنتم؟ إسلاميون؟ تفضلوا بِاسم الاسلام والعروبة قاتلوا لأجل فلسطين. مشدّداً على أن أبطال غزّة أظهروا هشاشة الجيش «الإسرائيلي» الذي كان يقال عنه انه لا يهزم، فحرب بعد حرب تثبت أنّ هذا الجيش «الإسرائيلي» يتقهقهر ويضعف، ومشروع المقاومة ينتصر، فكما هزم أمام المقاومة في لبنان يهزم أمام المقاومة في فلسطين.
ودعا إلى عدم المراهنة لا على الأنظمة العربية ولا الدولية لأنها تبحث عن مصالحها من أجل البقاء في السلطة وتناقض تطلعات شعوبها. آملاً من ثورات العالم العربي وما أنتجته من أنظمة جديدة أن تدحض كل السياسات التي تخالف تطلعات الشعوب، ذلك أنّ الشعب العربي يتمسك بفلسطين.
وختم قماطي مشدّداً على أنّ المطلوب من غزّة توطيد الوحدة الفلسطينية على أساس دعم المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني. فوحدها المقاومة تحقق النتيجة المرجوّة، وغزّة رمز العزّة التي تنتصر اليوم تسجل للتاريخ خطوات هامة باتجاه تحرير فلسطين كل فلسطين.
كما ألقى أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان كلمة توجه في بدايتها بالسلام والرحمة على أرواح شهداء أهلنا المقاومين على أرض فلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها، وعلى شهداء العالم العربي، وعلى الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عنّا في هذا الصقيع العربي على أرض سورية العربية.
واسترجع حمدان ذكريات اجتياح العدو الصهيوني لسيدة العواصم بيروت عام 1982، وقال: «كنّا صائمين، وكان لنا الشرف أن نعيش كما يعيش اليوم أهل غزّة اليوم يمتشقون السلاح ويصومون على أمل أن تتحرّر فلسطين كل فلسطين»، مثنياً على الجهد الذي تبذله الرابطة لتبقى جسر حوار بين مختلف الأطراف على أرض طريق الجديدة فهي تتكلم بلغة واحدة مع الجميع وهذا ما أوجب على كافة الأطراف احترامها.
وأضاف حمدان: «في يوم القدس العالمي وذكرى صمود مقاومة أهل بيروت، نعيش اليوم انتصار المقاومة الفلسطينية على أرض فلسطين»، متسائلاً: «كيف لا نكون مع السيد حسن نصر الله الذي يمتلك 50 ألف صاروخ ويريد تحرير فلسطين، فهذه الصواريخ هي صواريخ فلسطين وليست ملكا لا للشيعة ولا لإيران وهناك آلاف الشهداء من رجال الله الذين قاتلوا اليهود والتلموديين وانتصروا عليهم في تحرير عام 2000 ونصر عام 2006».
وأكّد: «نحن مع هذه المقاومة ومع السيد حسن نصر الله ومع محور المقاومة الذي يمتد من طهران إلى غزّة، وفي المقابل ان أعطتني السعودية صاروخاً سأسبّح بحمدها صبحاً ومساءً شرط أن استخدم الصاروخ ضد «إسرائيل»، وسأعلن سعد الحريري قائداً إذا قرّر إنشاء مقاومة من أجل فلسطين».
ورأى حمدان أن الأنظمة العربية لا تجرؤ على استخدام أموالها الطائلة من أجل فلسطين ومن أجل انشاء مقاومة لتحريرها لأنها تابعة وتأتمر بأوامر من غرف الاستخبارات الأميركية. لافتاً إلى أنه إلى جانب شهداء غزّة من الأطفال والنساء فإن فيها شعباً يقاوم ويصنع تاريخ العالم العربي. ومشدّداً على تأييد مقاومة شعب الجبارين على أرض غزّة وقد بدأت التباشير اليوم في رام الله وغداً في أراضي 1948 حتى تستمر هذه الانتفاضة المباركة تأييدا لأهل غزّة.
وتساءل: «لِم التحريض المذهبي في الافطارات الرمضانية من قبل مسؤولين كبار في تيار المستقبل الذين يعتمدون في هذه الأيام النغمة ذاتها وجوب خروج حزب السلاح من سورية، فقد بات واضحاً أهمية دفاع المقاومين على أرض سورية العربية من أجل لبنان، وإلا لكانت الجماعات التكفيرية قد أصبحت في بيروت وطرابلس وفي كل لبنان».
ودعا المسؤولين في تيار المستقبل إلى الكف عن ترنيمة السلاح وليحاولوا دعم السلاح المقاوم والسعي إلى حمله من أجل فلسطين.
وتابع حمدان: «نحن مع كل من يقاتل ويقاوم على أرض فلسطين، فالمرابطون هم أبناء فلسطين وأبناء الثورة الفلسطينية وكل الفصائل الفلسطينية الذين تعاملنا معهم جميعاً لأنهم فلسطينيون وأبناء فلسطين، وكل مقاوم على أرض فلسطين يشرفنا، لذلك نقول للفلسطينيين نحن معكم كفلسطينيين ولكن لسنا معكم بتاتاً إذا تشرذمتم وتشتّتم وتفتّتم وجعلتم من النصر هزيمة بهذا الانقسام الذي لديه الكثير من المساوئ والسلبيات الاستراتيجية على قضيتنا الفلسطينية».
وفي الختام، ألقى خالد عبيدي كلمة السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور والتي حيّا خلالها أرواح الشهداء الأبرار، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل، ومحمّلاً بيروت سيدة العواصم أطيب التحيات لكل عربي وحر شريف لم ينس واجبه اتجاه فلسطين وشعبها لا بل تضامن معنا ضد الهمجية الصهيونية.
وأكد أن فلسطين ليست وحدها على رغم كثرة المتخاذلين في الشارع العربي الذين أبهرتهم أخبار الربيع فجاء صيف غزّة ولم ينتبهوا، ففلسطين التي هي على موعد دائم مع الشهادة لن تؤثر بها أخبار العرب وربيعهم، فمن يقف مع فلسطين يقف مع نفسه ومع مستقبل أبنائه.
ولفت عبيدي إلى أن أبناء فلسطين اليوم يقفون وقفة رجل واحد في أبهى صوره للوحدة الوطنية وما أبهاها عندما تكون بالميدان.