حمّود: سنبقى بالمرصاد للإرهاب

ودعتْ بلدة برج الملوك – قضاء مرجعيون أمس المعاون الشهيد عامر يوسف، الذي استشهد أول من أمس في عرسال بمأتم رسمي وشعبي.

ووصل نعش الشهيد ملفوفاً بالعلم اللبناني إلى وسط البلدة، حيث حمله أقاربه ورفاق السلاح إلى منزل العائلة لإلقاء النظرة الأخيرة، ثمّ انتقلوا به إلى كنيسة مار جرجس للروم الأرثوذكس، حيث أدّت له ثلّة من عناصر الجيش التحيّة.

وترأّس متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، رتبة الدفن، يعاونه لفيف من الكهنة بحضور النائب قاسم هاشم ممثّلاً رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، العقيد إبراهيم حمود ممثّلاً نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، اللواء الركن سمير الحاج، النقيب طوني طانيوس ممثّلاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، النقيب علاء شحادة ممثّلاً المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، الملازم أول سامر نور الدين ممثّلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، عضو المجلس العسكري والمفتّش العام العميد الركن زياد الحمصي، مدير العمليات في الجيش قائد اللواء التاسع العميد الركن جوزف عون، قائد فوج التدخّل الخامس العميد رامز خميس، قائد القطاع الشرقي في «يونيفيل» الجنرال خوان خيسوس مارتين كابريرو، إضافة إلى وفدَين من «حزب الله» وحركة «أمل»، وحشد من الفاعليات وأبناء البلدة والمنطقة.

وقدّم رئيس هيئة منح رتبة الأمانة في الحزب السوري القومي الاجتماعي كمال الجمل على رأس وفد واجب العزاء باسم رئيس الحزب النائب أسعد حردان.

وألقى كفوري عِظة في القدّاس قال فيها: «لا تحزنوا لأنّنا إذا كنّا نؤمن بأنّ يسوع مات وقام، نؤمن بأنّ الله سوف يُقيم الراقدين بيسوع ويقودهم إليه».

أضاف: «ما يعزّينا، هو شخصية هذا الشاب وإيمانه وإيمان عائلته بأن لا معنى للحياة من دون الشهادة. يظنّ البعض أنّنا نحن المسيحيين لا نقدّر الشهادة، ونقول لهم ما قاله السيد المسيح: «لا تخافوا ممّن يقتل الجسد، إنّما من يرسلكم إلى جهنم. الجسد يذهب، كلّنا ذاهبون، القبر هو محطة. عامر نشأ وترعرع ضمن عائلة تؤمن بالله والوطن والقيم، فقدّمت أبناءها للوطن. الجندي يؤمن بقول المسيح: «إنّ ليس حبّاً أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه». المحبة كل شيء. ها هو الجندي يضع روحه على كفّه ويقدِّم ذاته ذبيحة للوطن».

وختم كفوري بتوجيه رسالة إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي: «نحن مع جيشنا من دون أي تحفّظ قلباً وقالباً، ومع قوانا الأمنية. أليست هذه المحبة والعطاء والتضحية وبذل الذات؟ نحيّي جيشنا في هذه الأيام العصيبة، ونقف معه في دفاعه عن كرامتنا وذوده عن أرضنا المقدّسة. جيشنا يقدّم الشهداء الأبطال كي لا تطأ أقدام همجية أرضنا، كل التحيّة والتقدير والمحبة لجيشنا، نحن فخورون بشهيدنا عامر».

حمود

وألقى حمود كلمة، قال فيها: «بطل جديد من رفاقنا العسكريين انضمّ إلى قافلة شهدائنا الأبرار، الرقيب أول الشهيد عامر يوسف، وهو يحرس أرض الوطن ويدافع عنها ويرسّخ الأمن والاستقرار في ربوعها. العين الساهرة عند حدود الوطن في البقاع الشمالي تلقّت حقد الإرهابيين المرتزقة مرة أخرى، الذين ما انفكّوا يزرعون عبوات الموت ويعتدون على رمز السّلم الأهلي في الوطن، وعلى الجيش وعلى رجاله الموزَّعين في أرجاء البلاد شجرات أرز شامخة، لكن ردّ الجيش كما كان وسيكون دائماً، مزيداً من تضحيات جنودنا الميامين، الذين يحفظون وصيّة الشهداء، ويكملون مهمّتهم ويحذون حذوهم في الشجاعة والبطولة ونكران الذات».

وإذ أشارَ «أنّ المؤسسة العسكرية تُدرك تماماً حجم المسؤوليات الجِّسام المُلقاة على عاتقها للمحافظة على الوطن، في هذه المرحلة الصعبة من تاريخه»، لفتَ إلى أنّ «في المقابل تؤكّد القيادة مجدّداً، أنّ الجيش ماضٍ في أداء واجبه المقدّس، مهما كانت التضحيات. كما أنّه سيبقى بالمرصاد للإرهاب، ولكل متربّص شرّاً بالوطن. وأنتم بإخلاصكم وقدرتكم على تخطّي الجراح ستكونون الدّروع الواقية من خبث الخبثاء ومن غدر المجرمين، يتقدّمكم الجيش الذي أحبّكم وأحببتموه، وتعوّدتم على وقع خطواته في دروب الخلاص، مهما زادت وعورتها، ومهما نبتتْ عند جوانبها الأشواك».

ثمّ تلا نبذة عن حياة الشهيد: «من مواليد 1-2-1985، في برج الملوك – مرجعيون. تطوّع في الجيش بتاريخ 21-5-2003. حائز على عدّة أوسمة وتنويها من العماد قائد الجيش وتهنئته عدّة مرات، متأهّل وله ولد».

وفي الختام، أخرج رفاق السلاح النّعش محمولاً على الأكتاف من الكنيسة، حيث أدّت له ثلّة من الجيش مجدّداً التحية العسكرية، وووري في ثرى مدافن بلدته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى