جنيف قبلتنا
ملفّاتي
بياناتي
خطابات السياسة البشعة
جملة مكرّرة على الشاشات
تسريحة شعر
إضاءة
دم على أكفّنا
قلب متبلّد
أوجاعه تخدّره
بوّابة الأمم المتحدة
حبيبتي سورية
أنا اللاشيء
أراقب
أخرج للإعلام
أحلّل سياسياً
بين قوسين
أتحذلق بالكلمات
أجمع أطفال بلدي
في رواق الصحافة
يصيرون مقالاً
يصيرون صورة غلاف
أتقلّب على وجعي
أنسجهم جميعاً
أهلي
الوطن
الجيران
المعارِضون
الموالون
المتموّلون
المتأمركون
المتعاملون
الخونة
الوطنيون
الحثالة
النخبة
المضحّون
الفاسدون
أولئك
نحن
هم
هستيريا
وطن محترق
دول
ونحن
ومن نحن؟
على أعتاب جنيف
على أعتاب الباطل؟
على أعتاب الحق؟
أين المفرّ؟
كيف نفرّ؟
كيف نكرّ؟
«كركوزات»
وجه من تحت القذيفة
يطالعني
نومي قلق في الطائرة
عميق من دوّار السماء
عميق من كثرة التنقّل
من قلّة النوم البشري
مزدحم بالكوابيس
قد كنت لا أدري
الآن أدري
وما الذي يتغيّر؟
نحفر قبوراً لنا
لكرامتنا
لنخوتنا
تسرق الحرب منّا
كلّ ما فينا
أولادنا
بيوتنا
ضمائرنا
جنيف… قبلتنا
يا لضياعنا الممنهج
هي المؤامرة
هي قعرنا
هي سفحنا
هي دمعة تستصرخ فيّ
تنطق
تخرس
تكتم
تؤلم
تحرق
تدمّرني
أريد لهذا
ألّا يكون
ألّا يعود
أن يرحل
شيطان موت
معشعش
يخطفنا
آه
كم يوجعني
أن جنيف قبلتنا…
ميس الكريدي