«المنار»

عروسُ الصحراءِ تستعيدُ حُريَّتَها وتاريخَها، وترسِمُ مستقبلَ سورية.. إنها تدمر، المدينةُ التي لا تُقهَر كما سمّاها الآراميون، العصيةُ بأهلِها وقلعتِها على همجيةِ التكفيريين.

بوّابةُ البادية فَتَحَت اليومَ أمس طريقَ الجيشِ السوري والحلفاء نحوَ آلافِ الكيلومترات، فكانت أولى إنجازاتِ الحملةِ الجديدة، والعين إلى ديرِ الزور وصولاً للحدودِ العراقية. دخلَ الجيشُ السوري قلعةَ المدينة الأثرية والاستراتيجية، ففرّت «داعش» وحواشيها التكفيرية. إنجازٌ جديدٌ سيفرِضُ نفسَهُ بلا أدنى شكّ على الأجنداتِ السياسية، الإقليميةِ والدولية، في زمنٍ تنزِفُ فيهِ أوروبا من تفجيراتِ «داعش» الإرهابية. أُُنزلت تدمر عن الخشبةِ التكفيرية بعدَ أشهرٍ من الآلامِ والمعاناة على أملِ قيامةِ سورية من جديد، عاصمةً للمقاومةِ وللعروبةِ الحقيقية.

في لبنانَ حقيقةُ الخَرق التجسّسي على الإنترنت لا زالَ يُقَلِبُ البلاد، وزيارةُ الأمينِ العامِ للأممِ المتحدة تُقَلِبُ مواجعَ المشاريعِ المشبوهة، عبرَ ابتزازِ المسؤولينَ برشاوى قد تَستهدفُ توطينَ اللّاجئينَ السوريين.

وفي اليمن عامٌ على العدوانِ السعودي الأميركي، من دونِ تحقيقِ شيءٍ من عنوانهِ الحقيقي، سوى القتلِ والحصارِ والتجويعِ للشعبِ الأبيّ، المتروكِ أمامَ آلةِ القتلِ الهمجي.

لكنَّ يَمَنَ الإيمانِ متمسّكٌ بالعِزّةِ والعنفوان، يقاتلُ بعقيدةٍ وطنية، وما توفَرَ من إمكانات، وليسَ في قاموسهِ خضوعٌ أو استسلامٌ كما أشارَ قائدُ أنصارِ الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

«أن بي أن»

هل بدأت الترجمة العملية للاتّفاق بين موسكو وواشنطن على مستوى المنطقة برمّتها، كل المؤشّرات تدلّ على أنّ ما بعد اللقاء الروسي الأميركي في خميس العهد لن يكون كما قبله، لا سيّما أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال كلاماً بحق نظيره الأميركي لم يقلْه مالك في الخمر، عندما اعتبر أنّ ما تمّ تحقيقه في سورية هو بفضل موقف باراك أوباما. أول الغيث هو الدفع باتجاه مفاوضات مباشرة بين الدولة السورية والمعارضة وإعلان ستيفان ديمستورا عن استئناف العملية التفاوضية في التاسع من الشهر المقبل مع عودة الحرارة إلى الخطوط الأوروبية مع دمشق، أمّا الجمعة العظيمة فكانت عظيمة بما حملته من دلالات في سبيل نهاية درب الآلام السورية، أوّلها تأكيد رسمي روسي على تفهّم واشنطن لموقف موسكو حول وجوب عدم البحث في مستقبل الرئيس السوري، ولأنّ نجاح التسوية السورية مرهون أيضاً بأدوار اللاعبين الإقليميّين، عملت طهران على طمأنة جيرانها الخليجيين لتسبق إعلان واشنطن عن العمل على إطلاق مجلس أميركي خليجي للأمن. وعلى خطٍ موازٍ، أعلنت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي أنّ بلادها مستعدة لتحسين العلاقات مع تركيا إذا اعترفت بمسؤوليتها عن إسقاط القاذفة الروسية، أمّا في الميدان استعادة قلعة تدمر الأثرية من قِبل الجيش السوري بعد معارك عنيفة مع «داعش» التي خسرت رجلها الثاني عبد الرحمن القادولي في غارة جوية أميركية.

«إسرائيل» لم تراعِ أو تحترم وجود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الجنوب، وهو لم يكد يغادر مقرّ القوات الدولية بالأمس الخميس ، ويتلقّى طلباً رسمياً لمساعدة لبنان في ترسيم حدوده البحرية حتى أقدم زورق «إسرائيلي» على خرق المياه الإقليمية اللبنانية مقابل رأس الناقورة ولمسافة 296 متراً.

عطلة الجمعة العظيمة في لبنان أمس ، كرّست الجهود في الملفات الداخلية، ولم يكسره سوى حديث للنائب سليمان فرنجية أعلن فيه عن استمراره في ترشّحه للرئاسة، مشيراً إلى أنّه سينزل إلى مجلس النوّاب إذا نزل الجنرال ميشال عون إلى الشارع.

«او تي في»

على مدى ثلاثة أعوام، ظلّ حاملاً سلّم قِيمه بالعرض حتى حمّلوه الصليب. منذ ذلك العرس وهو يمشي عكس التيار. كان الناس مرتاحين قبله … «مدبّرين» حالهم مع السّلطتين، سلطة فجّار المحتل وسلطة تجّار الهيكل، وكانوا يعيشون من قلّة الموت. تكيّفوا مع الوضع منذ عقود. وزّعوا أنفسهم وحيواتهم بين ثلاث وظائف: فهناك بينهم من هو مستعد لبيع أي شيء، وهناك من هو مستعد لشراء أي شيء، وهناك من يقبض العمولة على البيع وعلى الشراء، وكانوا راضين بعيشتهم. مثلهم مثل قطعان مواشيهم وغنمهم، سواء بسواء حتى جاء هو… ظل ثلاثة أعوام يحرّضهم بأنّ الحياة بلا حرية أسوأ من الموت، وأنّ الخبز بلا كرامة أشدّ ألوان الجوع، وأنّ السلطة بلا حقيقة ولا حق أخبث صنوف الظلم والعهر والبؤس والكفر. ظل يحدّثهم ويعظهم ويكرز ويخطب حتى اقتنعت حفنة منهم. كان يعرفهم واحداً واحداً، ويعرف أنّ هذا سيخونه، وذاك سينكره، وذلك لن يصدّقه. وأنّ رابعاً سيكتفي من كل ثورته بإيواء أمّه بعد موته، وأنّ الباقين سيهربون ويختبئون، ومع ذلك لم يساوم. لم يقبل بتسوية، ولم يستسلم… حتى جلاده كاد يفاوضه على موته، وهو يصرّ على الموت. حتى حاكمه كان يبازره على مخرج، وهو متعنّت حتى المطلق. ظلّوا هم هم، وظلّ هو هو … حتى صلبوه اليوم أمس . جلدوه وطعنوه حتى قتلوه قبل ألفي سنة؟ بل اليوم وكل يوم. نحن تلامذة يسوع. نحن رسُل أول ثائر وآخرصليب. لن نساوم. سنقاوم. سننتصر. بالصوت على الموت … إنّ بعد غدٍ لناظره قريب!

«ال بي سي»

دخلت البلاد مدار العطلة لمناسبة الجمعة العظيمة والفصح لدى الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي، وستشكّل هذه العطلة فسحة، ولكنّها ليست فسحة أمل باعتبار أنّ كل الملفات العالقة ليس هناك من مؤشّر إلى حلحلتها، فملف الانتخابات رئاسة الجمهورية يبدو أنّه دخل في غيبوبة وملف النفايات في سباق بين تنفيذ ما قرّره مجلس الوزراء وبين الاحتجاجات الميدانية. أمّا ملف الإنترنت غير الشرعي فيُخشى أن يدخل في نفق البزارات والضغوط.

وبعد العطلة سيكون البلد مع مواجهة بين مؤسسة كهرباء لبنان وشركات مقدّمي الخدمات وهذا ما يفسّر إنعاش همّة المياومين، فهل سيدفع المواطن اللبناني ثمن هذه المواجهة المرتقبة كما دفع ثمن المواجهة في ملف النفايات؟

بعيداً من هذه الملفات، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في يومه الثاني في لبنان تأكّد أكثر فأكثر أنّه يحاول تقديم إغراءات مالية بنقل السوري من نازح إلى لاجئ.

«ام تي في»

في ربيع كل عام يعلّق السيد المسيح على الصليب، ويُسقى الخلّ بعد أن يجتاز درب الجلجلة، آلام هذا العام تتزامن مع آلام يُعانيها العالم والشرق ولبنان، فالعالم معلّق على صليب العمليّات الانتحارية خصوصاً تلك التي تشهدها أوروبا رامية القارة العجوز في مرمى الإرهاب ومرمى العجز. أمّا في الشرق مهد المسيحية، فموت يتوزّع على كل الخارطة، ومن أبرز ضحاياه ما تبقّى من أتباع المسيح بحيث يكاد الشرق يفرغ من مسيحيّيه.

في لبنان المعاناة مختلفة، فالوطن الصغير لا يزال يحمل صليبه الكبير، العنوان الأوضح لهذا الصليب الفراغ على صعيد الرئاسة الأولى، وإفراغ بقيّة السلطات من دورها وصلاحيّتها، لكنّ الصليب الأكبر يتمثّل في استمرار الفساد. من أبرز رموزه عبد المنعم يوسف المتحكّم سعيداً رغماً عن القانون في ثلاثة مناصب، فهل تذكرون كيف حمل السيد المسيح الصوت طالباً من اللصوص أن يغادروا هيكل الرب؟ ربما هكذا على اللبنانيين أن يفعلوا ليحملوا عبد المنعم يوسف وأشباهه على ترك مناصبهم قبل أن يتحوّل البلد كلّه مغارة كبيرة للصوص والسارقين.

«الجديد»

جُمُعةٌ حزينةٌ ورجلٌ قلِق .. جمعةُ آلآمٍ فرَضت طقسَها سياسياً، ورجلُ اللأُممِ المتحدة الأولُ نَزَحَ نحوَ مخيماتِ اللجوءِ شَمالاً.

على أنّ الهوا الشّمالي هبَّ مِن بنشعي حاملاً كُتَلاً من مواقفَ تُنذر باشتدادِ الغيوم من دونِ شتاءٍ فوقَ بعبدا.

فزعيمُ تيّارِ المردة وفي طريقِه نحوَ التحذيرِ مِن تغييرِ قواعدِ اللُّعبةِ أجرى عمليةَ فكِّ ارتباطٍ معَ الرابية اضْطُرَّ فيها إلى إصابةِ حِزبِ الله، معلناً أنّه لن يُلغيَ نفسَه حتى ولو طَلب إليه الحِزبُ الانسحابَ لمصلحةِ ميشال عون، ورجل زغرتا دخلَ المناظرةَ المكشوفة: النزول إلى مجلسِ النوّاب في مقابلِ النزولِ إلى الشارع. معادلةُ العين بالعين ترتفعُ بالأزْمةِ الرئاسيةِ إلى مستوى التحدّي والحربِ بالأصواتِ شعبياً ونيابياً، لكنّه على الأرضِ السياسية لا مجالَ لترجمةِ التحدّياتِ رئاسياً لأنّ البلادَ تكاد لا تحتملُ إجراءَ انتخاباتٍ بلديةٍ على أبعدِ طموح .. والبقيةُ لن تأتي. وعلى هذهِ الحال، فإنّ كلَّ الأزَماتِ ترتبكُ بلا حلّ .. مِن تعقيداتِ المطامرِ إلى شبَكاتِ الانترنت والتي تعود الأربعاء إلى طاولة لجنة الاتصالات النيابية الموسّعة، فيما يشدّ بها إلى الخلف ضغط قضائي كشفت عنه صحيفة السفير وناصرها النائب وليد جنبلاط الذي سأل: ألمْ يحاولْ مَصدرٌ أمنيٌ رفيعٌ التقليلَ من أهميّةِ الفضيحة؟ وكيف لا وإحدى الشَرِكات مُقرَّبةٌ إلى الدائرةِ الشخصية والعائلية كما يُشاع؟ وكيفَ لا وشركةٌ أخرى تَعودُ إلى وسيلةٍ إعلاميةٍ معروفة استباحَت رجالَ أَمنٍ يَزدادُ مَواكِبَ ومُرافَقات؟ لم يلاعبْنا جنبلاط الغُميضةَ هذهِ المرة، ولا سيّما أنَّ حربَ زعيمِ التقدّمي معَ عبدِ المُنعم يوسُف تعطيهِ بعضَ الصِّدْقية، فالشرِكةُ المموّهةُ لديهِ والمالكةُ مؤسسةً إعلامية هي معروفةٌ لدى اللبنانيين، وقد لجأَتْ أخيراً إلى استعمالِ أعلى ما في خيلِها فوجدَت نفسَها تحتَ حوافرِ الخيل. والسقوطُ بالسقوطِ يُذكر، إذ مُنيَ تنظيمُ «داعش» بضربةٍ ماليةٍ أصابَت وزيرَ خزانتِه مقتلاً وأعلنت واشنطن أنّ غارةً جويةً قَتَلَت عبدَ الرحمن مصطفى القادولي المعروفَ بحجي إيمان، وهو مسؤولٌ عن إدارةِ الشؤونِ الماليةِ لـ«داعش». ضرَباتُ أميركا تواكبُ الإنجازاتِ التي مهّدت لها روسيا وأدّت إلى تحريرِ تدمُرَ في أوسعِ توافقٍ بينَ القُطبينِ العالميَينِ عسكرياً وسياسياً، وهذا التوافقُ ينسحبُ على مصيرِ الرئيسِ السوريّ بشار الاسد، إذ أكّدت موسكو اليومَ أمس أنّ روسيا وأميركا وافقتا على عدمِ مناقشةِ مستقبلِ الأسد الآن، وهذا يعني أنّ كلَّ تساؤلاتِ كيري عن المصيرِ السياسيِّ للرئيسِ السوريّ كانَ مجرّدَ ورقةٍ فارغةٍ في الحقيبةِ الحمراء.

«المستقبل»

في الجمعة العظيمة مشى المسيح درب الجُلجُلة وافتدى البشر، فكانت مسيرة الآلام التي حملت بشرى الولادة المتجدّدة.

والسؤال، من يحمل للّبنانيين بشرى ولادة الوطن فيتدحرج عن صدره حجر قوى تعطيل الانتخابات الرئاسية ومافيات الفساد.

في آلام اللبنانيين الناتجة عن النزوح السوري وأعبائه جاءت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في يومها الثاني لتضع الإصبع على جزء منها بتقديم مئة مليون دولار لتمويل مساعدة لبنان لضمان التحاق كل الأطفال اللّاجئين بالمدارس.

أوروبياً، ظلّ إرهاب «داعش» المتنقّل الشغل الشاغل بعد التفجيرات الانتحارية في بروكسل، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن قتل عدد من كبار قياديي «داعش» في سورية، بينهم الرجل الثاني في التنظيم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى