الجعفري: سنتعاون مع واشنطن في محاربة الإرهاب بشرط… والفيدرالية للتشويش على «جنيف»
قال مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ورئيس الوفد السوري المفاوض إلى المحادثات بشأن الأزمة السورية إننا «اقتربنا في جنيف من المفاصل الحساسة للمباحثات غير المباشرة».
وأوضح الجعفري في حوار خاص مع «الميادين» ضمن برنامج «دمشق العرب» أن الوفد الحكومي السوري قدّم وثيقة للمبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا لينقلها إلى باقي الوفود ولكن هذا الأمر لم يحصل، فيما قدّم الأخير وثيقة بعد أن تسلم وثيقة من وفد الحكومة ووثيقة أخرى من وفد الرياض بعد ثمانية أيام».
وأردف قائلاً: «ذهبنا إلى جنيف في حوار سوري- سوري بقيادة سورية ومن دون تدخلات خارجية أو شروط مسبقة، ونحن مرتاحون وفي موقع القوة لأنّ سياستنا أثبتت صوابيتها».
واستدرك ليقول: «لغاية الآن ما من أحد يعرف من هي الوفود المشاركة في الحوار، فالانتقال من التفاوض غير المباشر إلى التفاوض المباشر يجب أن يكون مع معارضة واحدة موحدة، وأن إجراء الانتخابات هو من مسؤوليتنا تجاه شعبنا لأنه لا يمكن إنتظار نصائح أي أحد لحلّ مشكلة الفراغ دستوري».
وكشف الجعفري أن «النقاط المتعلقة بالجيش السوري هي من أهم النقاط وهناك أمور خاصّة به لا يمكن التفاوض عليها».
ورأى الجعفري أن حركةَ إعلان ما يسمى بالفيدرالية تهدف إلى التشويش على مسار جنيف. وأن بعضَ القوى لجأَ إلى ذلك بهدف الانتقام لأنها لم تُدْع إلى المفاوضات.
وأكد الجعفري ألَّا توافق أميركياً روسياً على الفيدرالية، وهذا الموضوع خارج البحث.
وقال رئيس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف أن دمشق مستعدة للمشاركة في أي تحالف دولي ضد الإرهاب، لكن فقط حال تنسيق واشنطن أعمالها مع السلطات السورية.
وقال الجعفري أمس إن «التحالف الدولي لم ينجح في سورية لأنه لم ينسق مع النظام، وروسيا نجحت لأنها تنسق معنا.» وأضاف الجعفري: «نحن مع إنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب لكن بالتنسيق مع الحكومة السورية، ليس لدينا مانع أن نتحالف مع أميركا لكن يكون بالتنسيق مع سورية».
تصريح الجعفري جاء عشية استعادة تدمر من «داعش»، وقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي على أهمية تحرير مدينة تدمر السورية من أيدي إرهابيي» داعش».
وأوضح دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس، أن بوتين خلال اجتماع المجلس أمس، أبلغ أعضاءه بنتائج محادثاته مع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والألماني فرانك فالتر شتاينماير خلال زيارتهما إلى موسكو الأسبوع الماضي.
وتابع بيسكوف أن الاجتماع تناول أيضاً الديناميكة الإيجابية التي برزت في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية في سورية، وذلك بفضل جهود الجيش السوري الذي تدعمه القوات الجوية والفضائية الروسية.
وفي السياق، بحث الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي بينهما أهم تطورات المنطقة لا سيما عملية السلام في سورية.
وبحسب وكالة «ايسنا» فقد شكر الرئيس روحاني الرئيس بوتين على اتصاله، مؤكداً ضرورة التنسيق والتناغم بين روسيا وإيران في ترسيخ دعائم السلام والاستقرار في سورية ومنوهاً الى المواقف المبدئية لإيران، ومصرحاً بالقول: لا يحق لأي أحد سوى الشعب السوري اتخاذ القرار بشان نظام الحكم في هذا البلد.
كما شدد الرئيس على ضرورة استمرار وقف اطلاق النار في سورية، وقال: يجب تسريع وتيرة العملية السياسية بالتزامن مع وقف إطلاق النار، مع الأخذ في الاعتبار عدم تأثير الهدنة والعملية السياسية على وتيرة التصدي للإرهاب والإرهابيين في سورية.
وأعرب الرئيس روحاني عن ارتياحه حيال التطورات العسكرية الأخيرة، معتبراً استعادة السيطرة على مدينة تدمر التاريخية بأنه مؤشر على قدرات الجيش والشعب السوريين. واضاف: لا شك ان مراقبة الحدود والحيلولة دون نقل الاسلحة ودخول العناصر الارهابية الى داخل سورية والحيلولة دون وصول الارهابيين الى أروقة المفاوضات تحت عنوان المعارضة تعد من الضرورات الملحة.
وكان الرئيس بشار الأسد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنأه فيه باستعادة مدينة تدمر من الإرهابيين، مؤكداً أن الجيش الروسي سيواصل دعم سورية في مكافحة الإرهاب.
وقال الرئيس الأسد للرئيس بوتين: إن تصميم الجيش على استعادة المدينة من الإرهابيين بالإضافة للدعم الفعال من القوات الجوية الروسية هو ما حقق هذا الإنجاز الكبير لسورية وللبشرية.
وأضاف الرئيس الأسد: تدمر تهدمت أكثر من مرة عبر القرون ومثلما تم ترميمها سابقاً سنعيد ترميمها من جديد كي تبقى كنزاً وإرثاً حضارياً للعالم.
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أكدت في بيان لها في وقت سباق أمس «أن وحداتنا العاملة على اتجاه ريف حمص الشرقي بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية وبدعم وإسناد من سلاحي الجو السوري والروسي أنجزت مهامها بنجاح وأعادت الأمن والاستقرار لمدينة تدمر بعد سلسلة عمليات واسعة تميزت بالدقة والفاعلية».
ميدانياً، وبعد تحرير مدينة تدمر الأثرية بدأ الجيش السوري عملية تمشيط المدينة وتفكيك عشرات العبوات الناسفة التي خلفها تنظيم داعش لنسف الآثار التاريخية التي عمل الجيش على تحييدها من المعارك الدائرة.
وقال مصدر إن الجيش السوري واصل التشويش على الاتصالات لمنع مسلحي داعش من تفجير العبوات التي زرعوها في تدمر فيما أغارت الطائرات الحربية السورية على جيوب لداعش شرق تدمر.
وفي موسكو قال الكرملين: «إن القوات البرية الروسية لم تشارك في العملية التي قام بها الجيش السوري لطرد مقاتلي داعش من مدينة تدمر لكن سلاح الجو الروسي قدم الدعم لقوات الحكومة السورية وسيستمر في ذلك».
وفي السياق، سيطر الجيش السوري على نقطة جبل جبيل في سلسلة جبال الحزم الاوسط غربي مدينة القريتين في ريــف حمص.
وكان محافظ حمص السورية طلال البرازي أعلن أن الجيش الحكومي يستعد لاقتحام مدينة القريتين الواقعة بالقرب من تدمر والتي يسيطر عليها مسلحو تنظيم «داعش».
وقال البرازي في حديث لوكالة «أ أف أ» الإسبانية أمس إن «الجيش يقترب من مدينة القريتين من 3 اتجاهات ويجري استعدادات لاقتحامها».
وأشار المحافظ إلى أن العسكريين السوريين يسعون إلى استكمال النجاح، الذي حققوه خلال الأيام الماضية في إطار المعارك على مدينة تدمر، مشيراً إلى أن الجيش يخطط لمواصلة محاربة التنظيم في المناطق الأخرى.
وأوضح البرازي أن دمشق تنوي في وقت قريب استعادة السيطرة على مدينة السخنة شرقي تدمر، بالإضافة إلى بعض الأراضي في محافظة دير الزور.
على صعيد متصل، أفادت وكالة «سانا» السورية بأن وحدات الجيش الحكومي نفذت صباح أمس عملية استهدفت تجمعاً لمسلحي تنظيم «جبهة النصرة» في قرية المنصورة بريف حماة الشمالي الغربي.
وقال مصدر ميداني في حديث للوكالة إن العملية أسفرت عن «تدمير مربض هاون لإرهابيي جبهة النصرة في الحارة الغربية لقرية المنصورة في سهل الغاب ومقتل وإصابة عدد من الإرهابيين الموجودين حوله».
كما قضت المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية على 9 مسلحين من تنظيم «داعش» في مدينتي الميادين والعشارة بدير الزور.
وذكرت مصادر أهلية لوكالة «سانا» أن عناصر من المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية «أوقعت في كمين محكم نفذته الليلة الماضية 4 عناصر من تنظيم «داعش» قتلى جميعهم من جنسيات أجنبية قرب دوار الطيبة في مدينة الميادين» جنوب شرق مدينة دير الزور.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر من المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية نفذوا عملية دقيقة ضد تجمع لمسلحي «داعش» في مدينة العشارة جنوب شرق مدينة دير الزور بنحو 65 كم، ما أسفر عن «مقتل 5 مسلحين من بينهم 3 سعوديين»، بحسب «سانا».
إلى ذلك، أعلــن نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون مكافحــة الإرهاب أليــغ سيرومولوتوف، أن القائمة بأسماء المجموعات الإرهابية في سورية ستكون جاهزة في القريب العاجل.
وقال سيرومولوتوف إنه يمكن الاعتبار أن القائمة جاهزة، «فقط نتثبت من مسألة تحديد عناصر تنظيم داعش وجبهة النصرة».
وأوضح سيرومولوتوف، أن العمل على وضع قائمة بتصنيف المجموعات الإرهابية، كان معقداً نظراً لأن التنظيمات الإرهابية تغير «لونها» بشكل دائم تحت عباءة المجموعات المعارضة. وكانت مجموعة دعم سورية قد اتفقت في وقت سابق على العمل على وضع قائمة تضم كل التنظيمات الإرهابية التي تنشط في سورية.
وأوضح سيرومولوتوف، أن زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برنانا، إلى موسكو، لم تكن لها علاقة بسحب موسكو الجزء الأساسي من قواتها في سورية. وأضاف أن برنانا التقى مع زملائه الروس خلال زيارته وبحثوا الثقة بين روسيا والولايات المتحدة.