تدمر حرّة يا خالد الأسعد… زغردي يا زنوبيا!

«البناء»

لأنّها رمز النصر دائماً، ولأنها ترفض حياة الذلّ، ها هي تدمر تعود إلى حرّيتها، أيقونةً تفقأ عيون الجاهليين البرابرة، ومن ساندهم من تتار العصر ومغوله.

«صباح الخير يا تدمر… صفرا بريخا شلاما ليخو تدمرتو.

تدمر تعني بلد المقاومين في اللغة الآكادية.

وتعني البلد الذي لا يقهر في اللغة الآرامية السورية القديمة.

وتدمرتو تعني أيضاً الأعجوبة.

واليوم… تعني بداية النصر.

تحيا سوريا».

هذه العبارات زيّنت صفحة النجمة والمخرجة السورية المتألقة سلاف فواخرجي، حالها حال كلّ عشاق سوريا وتدمر. ولعمري أنّ روح الشهيد الكبير خالد الأسعد جذلة اليوم بعد تحرير محبوبة قلبه من رجس الإرهابيين الذين اغتالوه. تدمر حرّة يا خالد الأسعد، عادت إلى حضن سوريا، إلى حضن الوطن، بفضل بسالة جنود الجيش السوري الأبطال، ومن يقف إلى جانبهم من المقاومين الأحرار، الذين لا يرهبهم تنيّن الإرهاب، ولا تنّين الاستعمار والصهيونية.

تدمر حرّة يا زنوبيا، زغردي، وأعيدي اليوم على مسامع «الدواعش» والصهاينة والعثمانيين الجدد والأميركيين والمتأمركين، ما قلته لأورليانس عندما حاصر تدمرك الحبيبة. قولي لهم إنّ تدمر كأمّها سوريا، لا تقبل القبرَ مكاناً لها تحت الشمس.

دماء شهداء الجيش السوري والمقاومين الأبطال، التي اختلطت بالتراب التدمري الخالد، روت شرايين عروس الصحراء وأعادت الحياة إلى ربوعها لتلفظ مدينة زنوبيا الإرهابيين الذي عاثوا فيها فساداً، كما طردت على مرّ تاريخها كلّ غاز وطأ أرضها.

وكما تكرّر عبر تاريخها الطويل، ثأرت أعمدة تدمر ممّن دنّسها بإجرامه وظلاميته، ولدماء الشهيد العالم خالد الأسعد الذي انضم إلى عظماء دافعوا عن تدمر حتى النهاية من زنوبيا إلى الفيلسوف الحمصي لونجينوس والقائمة تطول.

خليل

وزير الثقافة السوري عصام خليل قال في تصريح صحافيّ بعد إعلان الجيش والقوات المسلحة إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة تدمر: «إن عودة تدمر إلى حضن سوريا الأمّ تشكل قيامة جديدة لهذا الوطن في وجه الإرهاب والقتل، ورسالة إلى العالم أجمع لما لهذه المدينة من أهمية إنسانية كبرى». مؤكداً أن النصر الذي حققته سواعد جيشنا الباسل يربط مسيرة هذه المدينة من الماضي المشرق إلى الحاضر والمستقبل الواعد.

واعتبر خليل أن السوريين يثبتون بالنصر الذي تحقق اليوم أن دماء زنوبيا ما زالت تسري في عروقهم، وأن المدينة التي تحدّت الغطرسة والقوة والاحتلال الأجنبي قبل ألفي سنة وانتصرت عليه، عادت لتحيي مسيرتها في الدفاع عن الحضارة والإبداع في وجه أعتى إرهاب عرفته البشرية.

القيم

بدوره، قال الباحث الأثري الدكتور علي القيّم الذي عمل لسنوات في ترميم آثار تدمر: «إن عودة تدمر إلى الوطن تشكّل علامة مميزة وبارزة في تاريخ سوريا، لأن لهذه المدينة قيمة تاريخية وأثرية وعمرانية وحضارية عالمية. ولأنها أيضاً مسجلة على قائمة التراث الإنساني العالمي، وهي أحد معالم الحضارة الخالدة». مشيراً إلى الكمّ الهائل من المؤلّفات لكتّاب من أرجاء العالم والتي كتبت عنها والإعجاب الذي لا حدود له من قبل الرحالة والمستشرقين والعلماء الأثريين الذين زاروا تدمر.

وأضاف القيم: «إن تدمر تشكّل بحق من خلال خبرتي في الآثار رمزاً من رموز التطور العمراني والحضاري والفني للبشرية. وكانت في زمن ازدهارها مملكة بكل ما تعنيه الكلمة تمتد حدودها إلى بلاد الأناضول شمالاً وإلى وادي النيل جنوباً، وبالتالي شكلت عبر قرون زمنية عدّة، محطة حضارية وتجارية وقوة لا يستهان بها في تاريخ المشرق القديم. أما من الناحية الفنية، فتعدّ آثار تدمر ومنحوتاتها ومعابدها ومسرحها وأسواقها وقصورها أحد رموز التطور العمراني والبشري».

وعن تقييمه الشخصي للأضرار التي لحقت بها من جرّاء الإرهاب، أوضح القيم أنه بحسب الصور والأخبار الواردة المؤكدة، فإن حجم الدمار يشمل معبدَي تدمر الشهيرين وقوس النصر. واصفاً هذا التخريب بالجريمة بحقّ البشرية والإرث الإنساني العالمي. ومؤكداً في الوقت نفسه عزم رجال سورية وآثارييها ومبدعيها وفنانيها على إعادة مدينة تدمر كما كانت المدينة الأعجوبة ولؤلؤة الصحراء والبادية السورية.

حمود

وقال الباحث الأثري الدكتور محمود حمود: «إن الانتصار في تدمر يعبّر عن انتصار الحضارة والأرض والتاريخ على الإرهاب. وإن الإرهابيين عابرون على هذه الأرض التي مرّت عليها حروب وغزوات كثيرة عبر التاريخ، ولكنها بقيت صامدة وبقي أبناء تدمر وأبناء سورية منتصرين».

ورأى حمود أن طرد الإرهاب من ربوع تدمر نتيجة حتمية بفضل جهود الجيش السوري وتلاحمه مع الشعب ومساعدة الأصدقاء والمحبين لسورية وللحضارة الإنسانية. مشيراً في الوقت نفسه إلى جرائم الإرهاب على يد تنظيم «داعش» التكفيري التي ألحقت الأذى والضرر بمعالم تدمر الأثرية. ومنها معبدا «بل» و«بعلشمين» والمدافن البرجية منقطعة النظير في العالم.

وأكد حمود أنه حالياً لا يمكن تحديد مدى الضرر الذي لحق بآثار تدمر بشكل دقيق. لكنه أشار إلى أن الصور التي التقطت مؤخراً توضح إمكانية إعادة ترميم الآثار التي تضرّرت، والتي ستبدأ قريباً بجهود المديرية العامة للآثار والمتاحف ودعم المنظّمات الثقافية الدولية.

وأعرب حمود عن خشيته على مصير القطع الأثرية التدمرية قائلاً: «أخشى أن تكون المنحوتات الأثرية كبيرة الحجم الموجودة في متحف تدمر والتي لم تستطع مديرية الآثار نقلها قد تعرّضت للأذى أو قام الإرهابيون الجهلة بنقلها أو تهريبها وبيعها لخدمة وتمويل جرائمهم الإرهابية».

جاموس

إلى ذلك، طالب الباحث الأثري بسام جاموس المدير العام الأسبق للآثار والمتاحف باعتبار يوم 27 آذار يوماً وطنياً نحتفل به كلّ سنة بعدما أعاد جيشنا الباسل الحياة إلى مدينة تدمر التي تمثّل ذاكرة إنسانية.

ونوّه جاموس بجهود مديرية الآثار في حفظ عدد كبير من القطع الأثرية والتعاون مع المجتمع المحلي أيضاً للحفاظ على مخزون مملكة تدمر التراثي. مؤكداً أن إرث الشهيد الأسعد دين في أعناق كل الآثاريين السوريين في الحفاظ على جوهرة الحضارة السورية.

وتدمر التي كانت إحدى أهم الممالك السورية في التاريخ القديم يعني اسمها «بلد المقاومين» في اللغة العمورية و«البلد الذي لا يقهر» في اللغة الآرامية السورية القديمة، وسجّلت ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 1980. تعرّضت لإجرام وأعمال تخريب على يد تنظيم «داعش» الإرهابي بدءاً من تحطيم تمثال «أسد اللات» في تموز من العام الماضي، وتفجير معبدَي «بل» و«بعلشمين» في آب، وإعدام الباحث خالد الأسعد بقطع رأسه في الشهر نفسه، ثم تدمير المدافن البرجية في أيلول. وكانت آخر جرائم «داعش» المعلن عنها بحق آثار تدمر تدمير قوس النصر الأثري الشهير في تشرين الأول، إضافة إلى تحويل متحف تدمر الوطني إلى سجن وما يسمّى «محكمة شرعية».

عبد الكريم

وأعلن مدير عام الآثار والمتاحف السورية الدكتور مأمون عبد الكريم أنّ المديرية وضعت التصوّرات الأولية لخطة إعادة تأهيل مدينة تدمر الأثرية، وترميم الآثار التي دمّرها إرهابيو «داعش» في مدينة تدمر بعدما أعاد الجيش السوري الأمن والاستقرار إليها.

وقال عبد الكريم: «ننظر إلى أن إعادة الأمان والاستقرار إلى تدمر بفضل الجيش السوري استعادة لحضارة لها مكانة تاريخية كبيرة في العالم يجب أن يتضامن كل شعوب العالم معها لإنقاذ التراث السوري وإنقاذ تدمر المسجّلة على لائحة التراث العالمي، والتي كانت رهينة بيد إرهابيي داعش».

ولفت عبد الكريم إلى إمكانية إعادة بناء بعض الآثار التي دمّرها تنظيم «داعش» الإرهابي في تدمر، رغم وجود خسارات أبدية لا يمكن تعويضها في مكوّنات معمارية لبعض الآثار من ناحية الأصالة.

وأشار إلى أنّ الخبراء في المديرية سيقومون خلال الأيام المقبلة بزيارة ميدانية إلى مدينة تدمر لتقييم الأضرار كمرحلة أولى، ثم القيام بأعمال إسعافية ووضع خطة استراتيجية تتم على عدّة مراحل، لترميم المباني ومنها قلعة تدمر وغيرها من الأضرار، وإعادة بناء المعابد، وقوس النصر والأبراج الجنائزية التي قام تنظيم «داعش» الإرهابي بتدميرها السنة الماضية، حيث توجد وثائق ومخططات وصور تفصيلية لهذه الأماكن الأثرية.

وأوضح عبد الكريم: «رغم أنّ النظرة العالمية المعروفة تفضل عدم إعادة بناء الآثار، لكن حالة تدمر مختلفة. سنعيد بناء المعابد المدمّرة بطريقة تحافظ على هويتها التاريخية، مستفيدين من الأحجار الأصلية المتبقية مع إضافة أحجار جديدة من مقالع تدمر». لافتاً إلى أن تدمر مدينة أثرية تملك رمزية خاصة ورسالة عالمية كونها تحدّت الإرهاب وستكون الأعمال إعادة البناء بهدف إبقاء شاهد على هذه الآثار.

وأشار عبد الكريم إلى أنّ مديرية الآثار تملك طاقماً علمياً ومهندسين إنشائيين وآثاريين مؤهّلين وذوي خبرة في الترميم الأثري والإصلاح وصيانة المباني الأثرية بعد الحوادث سواء الحروب أو الكوارث الطبيعية. وستقوم بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين المعنيين بقطاع الآثار كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو»، والمجلس الدولي للآثار والمواقع «إيكوموس» والمركز الدولي لصون الممتلكات الثقافية وترميمها «إيكروم»، بترميم المواقع الأثرية في مدينة تدمر التي قام تنظيم «داعش» الإرهابي بتدميرها.

ولفت عبد الكريم إلى أن المديرية العامة للآثار قامت بترميم موقع تدمر الأثري منذ نحو 70 سنة، أشرف على معظمه الشهيد الباحث الأثري خالد الأسعد الذي قام تنظيم «داعش» الإرهابي بإعدامه في ساحة تدمر السنة الماضية.

إلى ذلك، كشف مدير عام الآثار والمتاحف أنه في 19 نيسان المقبل، سيوضع في ساحة لندن نصب تذكاري يمثّل قوس النصر في تدمر. حيث قام المعهد التقني الرقمي للآثار في جامعة أكسفورد البريطانية بالتنسيق مع مديرية الآثار بتصميم النصب الذي بلغ وزنه 12 طنّاً وارتفاعه 6 أمتار، على أن ينقل لاحقاً إلى عدد من مدن العالم منها نيويورك، لتكون نهاية جولة النصب في سورية.

وأعرب عبد الكريم عن تمنياته بأن تكون المحطة الأخيرة لنصب قوس النصر في تدمر في ساحة الشهيد الأسعد التي سمّيت بِاسمه. معتبراً أنّ إقامة هذا النصب لقوس النصر تؤكّد مدى تضافر الجهود الدولية لدعم التراث الثقافي السوري واحترامهم للآثار السورية بشكل عام، ولتدمر بشكل خاص، وللفت أنظار العالم إلى جرائم التنظيمات الإرهابية بحقّ الأوابد الأثرية في تدمر التي قاموا بتدميرها بشكل ممنهج بسبب فكرهم الإرهابي التكفيري الظلامي.

وأشار عبد الكريم إلى المواقع الأثرية التي قامت المديرية العامة للآثار بإعادة ترميمها مثل قلعة الحصن وفق خطة إسعافية أنجزت المرحلة الأولى منها، فضلاً عن إنجاز أعمال ترميم للآثار في معلولا، ومدينة حمص القديمة، كما سيُعاد فتح أبواب قلعة صلاح الدين أمام الزوّار نهاية نيسان المقبل. مؤكّداً حرص المديرية رغم ظروف الحرب الإرهابية على سورية، على الاستمرار في أعمال الترميم والحفاظ على الآثار السورية.

«يونيسكو»

ورحّبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» باستعادة المواقع الأثرية في مدينة تدمر. ووصفت المديرة العامة لـ«يونسكو» إيرينا بوكوفا مدينة تدمر بأنها حاملة ذاكرة الشعب السوري وقيم التنوّع الثقافي والتسامح والانفتاح، التي جعلت من هذه المنطقة مهد الحضارة الإنسانية.

واعتبرت بوكوفا أن نهب تدمر منذ سنة، رمز للتطهير الثقافي الذي يضرب الشرق الأوسط. وأن أعمال التفجير والنهب التي تعرّضت لها كنوز المدينة قد عزّزت تعبئة غير مسبوقة لنصرة القيم التي توحّد البشرية جمعاء.

ووصفت المسؤولة الأممية إقدام تنظيم «داعش» الإرهابي على تدمير معبدَي «بل» و«بعلشمين» والأبراجِ الجنائزية وقوس النصر الشهير، بأنه أحدث خسائر جسيمة نالت من الشعب السوري ومن العالم أجمع.

وأضافت بوكوفا أن «يونيسكو» تقف على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم للمسؤولين عن الآثار، خلال بعثة تقييم للخسائر، ولحماية التراث الذي لا يُقدّر بثمن. وأكدت أن التدمير المتعمد للتراث الثقافي يُعدّ جريمة حرب، وأن «يونيسكو» لن تدّخر جهداً في توثيق الخسائر كي لا تمرّ هذه الجرائم من دون عقاب مرتكبيها.

متحف «أرميتاج»

وأعلن أمس مدير عام متحف «أرميتاج» الروسي ميخائيل بيوتروفسكي استعداد المتحف للمساعدة على وضع مشروع لترميم آثار مدينة تدمر.

وردّاً على تصريحات رئيسة منظمة «يونيسكو» إيرينا بوكوفا التي أعلنت فيها عن نيّتها التوجه إلى «أرميتاج» بطلب المساعدة في قضية ترميم آثار تدمر، أكد بيوتروفسكي أن المتحف الروسي باعتباره أكبر مؤسّسة علمية متخصّصة في هذا المجال، مستعدّ لمناقشة مختلف مشاريع الترميم. وقال: «يجب تقييم الخسائر التي ألحقت بآثار تدمر».

وأشار بيوتروفسكي إلى أن «أرميتاج» يملك خبرة واسعة في ترميم آثار مدينة بطرسبورغ التي دمّرت نتيجة الحرب.

من جانبه، أعلن ممثل الرئيس الروسي لشؤون التعاون الثقافي الدولي ميخائيل شيفدكوي، أن تقييم حجم الدمار سيسمح في تحديد الفترة المطلوبة لترميم آثار تدمر بدقة.

جوقة «قوس قزح»

أعادت «لونا للغناء الجماعي» جوقة «قوس قزح» بقيادة المايسترو حسام الدين بريمو مساء أمس، حفلها الغنائي المميز بعنوان «طريق الحرير»، وذلك على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون، والذي تضمّن عشرين أغني بـ15 لغة من لغات بلدان طريق الحرير القديم الممتد من الصين إلى روما عبر سوريا، بحضور الوفد البرلماني الفرنسي الذي يزور سورية حالياً.

وكما اعتادت جوقة «قوس قزح»، جاء الأداء الجماعي للمغنين بمستوى عال من التناغم والانسجام رغم صعوبته البادية، ما أظهر مدى احترافية المغنين والإعداد المتقن للحفل من قبل قائد الجوقة، إذ قدّموا أغنيات شعوب طريق الحرير القديم بخمس عشرة لغة.

وحملت الأغاني المنتقاة عناوين معبّرة عن معانيها، مثل «الرعيان» التي جاءت باللغة الصينية، و«الأرض والأمّ» باليابانية، و«مشاعر الحبّ» بالإندونيسية، و«إيقاعات» بالهندية، و«الحياة الزائفة «بالكازاخستانية»، و«اقرعوا الجرس» بالأرمينية، و«تعال ننثر الورود» بالفارسية، و«افتحي الباب» بالكردية، و«عاشقان» بالسريانية، و«بالي معاك» و«فوق النا خلّ» بالعربية، و«طالعة من بيت أبوها» بالآرامية»، و«رياح الشمال»« باليونانية، و«اضبط رقصك» بالمجرية، و«الدانوب الجميل الأزرق» بالنمسوية، و«السلطة الإيطالية» بالإيطالية، ما خلق حالة فريدة من الخيال والتمازج الجميل بين لغات وثقافات وأنغام موسيقية عدّة في عمل فنّي واحد.

وعن خصوصية الحفل الذي أعيد تقديمه أمس قال المايسترو بريمو في تصريح صحافي إن قوافل طريق الحرير حملت إلى جانب الحرير الأغنيات التي تنتمي إلى شعوب البلدان التي مرّت فيها هذه القوافل، مشكّلة البضاعة الأكثر رواجاً والأسرع انتشاراً لكونها مجانية، ولكون الحبّ جوهرها، وعبرها انتشر الحبّ مع ثقافة الغناء.

وتابع بريمو إن جوقة «قوس قزح» حملت في جعبتها في هذا الحفل أغاني شعوب بانت، و باسترجاعها اليوم نناهض من يحاول تهديم الحضارة والحبّ. مشيراً إلى أن مدينة تدمر توسطت طريق الحرير، وجمعت ثقافات الحضارات على طرفَي رحلة الحرير، وعاشت التعدّدية بصور بهيّة. لافتاً إلى أن حفل اليوم هو تحية لهذه المدينة العظيمة وتأكيد عبر حناجر مغنّي «قوس قزح» على استمرار نهجها الإنساني باحترام تعدّد الثقافات.

يشار إلى أن حسام بريمو درس وتخرّج من المعهد العالي للموسيقى في دمشق 1997 بدرجة امتياز، في اختصاصين: الغناء الكلاسيكي على يد الأستاذة غالينا خالدييفا، والعزف على آلة الأوبوا على يد الأستاذ فاغيف باباييف، حيث عزف ضمن الفرقة السيمفونية الوطنية وأوركسترا الحجرة. يشغل رئاسة قسم العلوم النظرية في المعهد العالي للموسيقى في دمشق. ودرّب عدداً من الجوقات وشارك في عددٍ من المؤتمرات والمهرجانات وورش العمل في كل من مصر ولبنان والإمارات والأردن والجزائر والمغرب والكويت والبحرين واليونان وأرمينيا وأستراليا والبرازيل وألمانيا.

أمّا جوقة «قوس قزح»، فهي إحدى فِرق «لونا للغناء الجماعي» التي تضمّ خمس جوقات وأوركسترا تعمل مجتمعة ومنفردة لإنعاش الغناء الجماعي وإظهار جمالياته والمساهمة في إعادته إلى المشهد الثقافي العربي، لما يختزنه من قيم جمالية خاصة به، وقيم اجتماعية بنّاءة وراقية، إذ يربط بين فرق «لونا» حبّ الغناء الجماعي وبعض الحفلات المشتركة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى