الأسد: مستعدون لانتخابات رئاسية مبكرة إذا أراد الشعب السوري
أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن استعداده لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، «إذا أراد الشعب السوري ذلك».
وفي حديث إلى وكالة «سبوتنيك» الروسية قال الأسد إنه من المهم الإسراع بالمصالحة من خلال استمالة المقاتلين المستعدين للتصدي للإرهاب، بالتعاون مع روسيا وإيران.
ورأى الرئيس السوري أن جلب قوات حفظ سلام دولية إلى سورية «غير منطقي ومستحيل»، مشيراً إلى أن احتلال داعش لتدمر كان دليلاً على فشل تحالف واشنطن.
وفي الشأن السوري أيضاً نفى الكرملين وجود أي تفاهم أميركي – روسي على مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إنه لا صحة لما أوردته صحيفة «الحياة» السعودية عن تفاهم أميركي – روسي على رحيل الأسد إلى دولة ثالثة.
وأكد بيسكوف أن تفوق الجانب الروسي قياساً بالدول الأخرى، يتلخص في أن موسكو لا تبحث مسائل تقرير مصير دول ثالثة بما فيها سورية، لا دبلوماسياً ولا عبر أي قنوات أخرى.
وفي السياق، أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن تحرير مدينة تدمر الأثرية في سورية شكل نقلة نوعية في الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
وذكرت الدبلوماسية خلال مؤتمر صحافي أمس، أن كافة وسائل الإعلام العالمية تقريباً بثت لقطات تظهر مدى التخريب الذي تسبب به الإرهابيون في هذه المدينة الأثرية التي صمدت خلال حروب كثيرة منذ تأسيسيها قبل نحو ألفي سنة.
واعتبرت زاخاروفا أن تصرفات الإرهابيين الذين باعوا تحفاً فنية سرقت من تدمر في السوق السوداء، ونفذوا عمليات إعدام علنية في مسرح تدمر، وفجروا بعض آثار المدينة، وزرعوا الألغام في المناطق الأثرية، تظهر مرة أخرى أن هؤلاء الإرهابيين ليسوا «معارضين» ولم يخططوا أبداً للعيش في سورية ولا يعتبرونها وطنهم.
وأكدت زاخاروفا أن موسكو مندهشة من رد الفعل الحذر من بعض الدول المهمة على استعادة الجيش السوري لمدينة تدمر. واعتبرت أن موقف الدول الغربية التي حالت دون تبني مجلس الأمن الدولي بياناً أعدته روسيا حول تحرير تدمر، يؤكد أن الغرب في حربه ضد الإرهاب ينطلق من مصالح أنانية بحتة.
وأردفت قائلة: «إنهم غير معنيين بتحرير سورية من أيدي الإرهابيين، بل يهتمون فقط بالمواضيع المتعلقة بتحقيق مصالحهم الأنانية والآنية».
وبشأن المحدثات السورية – السورية في جنيف، جددت زاخاروفا دعوة موسكو إلى تشكيل وفد موحد وواسع التمثيل للمعارضة السورية في جنيف من أجل إجراء مفاوضات مع الحكومة.
من جهة أخرى، علقت وزارة الدفاع الروسية على تقرير تحت مسمى «تجاهل طائش لحياة المدنيين» صدر عن «محللين» بريطانيين من مجموعة مراقبة، حول ما يزعم أنه قتل جماعي لمدنيين سوريين بسبب القصف الروسي.
وتم نشر التقرير الذي أعدته مجموعة بريطانية لمراقبة الحروب الجوية «AMG AirWars Monitoring group» على عدد من مواقع الإنترنت العالمية والمحلية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف معلقاً على التقرير أمس، إن الظهور المفاجئ لـ«مجموعة محللين» ويوجهون اتهامات جديدة حول إجراءات القوات الجوية الروسية في سورية، يشير إلى الفكر العقيم «عند «أصدقائنا» في الاستخبارات البريطانية».
على صعيد آخر، أفاد مركز المصالحة الروسي في قاعدة «حميميم» في ريف اللاذقية بإبرام اتفاقية مصالحة مع بلدتين في ريف حماة، ليبلغ عدد البلدات التي انضمت إلى الهدنة 53.
وذكر المصدر، كما نشرت وزارة الدفاع الروسية على موقعها أمس، أنه تم التوصل كذلك إلى اتفاقيات مبدئية حول انضمام بلدتين في ريف دمشق إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وجرت في ريف دمشق أيضاً محادثات مع زعماء ثلاث مجموعات مسلحة حول انضمامها إلى الاتفاق، وتم التوقيع بالفعل مع أحدهم على الاتفاق، ما رفع عدد المجموعات المسلحة المعلنة عن التزامها وقبولها شروط وقف الأعمال القتالية إلى 44 مجموعة.
وتستمر عملية تقديم المساعدات الإنسانية لسكان المناطق المحتاجة، حيث تم لأول مرة توصيلها إلى بلدتين في ريف حلب تم تحريرهما من المسلحين، وحصل سكانها على أربعة أطنان و400 كلغ من المساعدات الغذائية. كما تم توصيل أربعة أطنان ونصف لسكان 6 بلدات شمال اللاذقية.
ميدانياً، تستمر القوات السورية بمؤازرة سلاح الجو الروسي بإجراء عمليات عسكرية ضد مسلحي تنظيم داعش في المناطق المحاذية لتدمر وفي القريتين.
وسيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على طريق استراتيجية تربط الحسكة بدير الزور والرقة، وذلك من خلال سيطرتها على قرية المالحة ومحطتها النفطية.
وتحاول القوات التقدم باتجاه ريف الرقة الجنوبي لقطع طريق إمداد داعش بين دير الزور والرقة، فيما أفادت المعلومات الميدانية بوجود حشود لقوات سورية الديمقراطية في محيط مدينة منبج بريف حلب الشرقي وتوقعات بقرب اقتحامها.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المستشارين العسكريين الروس أدوا دوراً مباشراً في التخطيط لعملية تحرير تدمر، ونفذت الطائرات الروسية أكثر من 2000 ضربة لدعم عملية تحرير المدينة.
كما أعلنت الوزارة أن أولى وحدات خبراء إزالة الألغام الروس وصلت إلى سورية لإزالة الألغام من الجزء التاريخي من مدينة تدمر الأثرية.
وتسعى موسكو إلى تعزيز حضورها البحري قبالة الساحل السوري، وفي هذا السياق أبحرت سفينة سيربوخوف العسكرية الروسية من ميناء سيفاستوبول باتجاه البحر الأبيض المتوسط.
وستحل هذه السفينة محل سفينة زيليوني دول التي كانت تتولى المناوبة في ميناء طرطوس منذ بداية شباط الماضي.
وزودت السفينة بصواريخ مضادة للسفن والغواصات وبصواريخ كروز ذات المدى البعيد.