لواء قتالي مدرع أميركي في أوروبا الشرقية خوفاً من روسيا

أعلن مندوب روسيا الدائم لدى حلف «الناتو» ألكسندر غروشكو أن رد روسيا سوف يكون غاية في الفعالية على أي تعزيز إضافي للوجود الأميركي والأطلسي على تخوم الحدود الروسية.

و رجح غروشكو أن يواصل حلف شمال الأطلسي، في قمته المرتقبة في العاصمة البولندية وارسو، نهجه السابق الذي تم تحديد خطوطه العريضة خلال قمة الأطلسي السابقة في ويلز. وأضاف: هذا النهج يقتضي «التعزيز الجدي لجناح الناتو الشرقي» مع الحفاظ على قنوات الحوار مع روسيا حول ملفات تعنيه، وتعني روسيا كذلك.

وأضاف المندوب الروسي أن الولايات المتحدة بصدد تدقيق معايير وجودها العسكري في أوروبا، مشيراً إلى أن الخطوات المتخذة في الوقت الراهن من قبل واشنطن والناتو تدل على «تدهور جدي للوضع الأمني» في المنطقة.

وأعلن غروشكو، أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تعزيز الوجود العسكري للولايات المتحدة ودول «الناتو» بالقرب من حدودها، وجدد تأكيد أن رد موسكو سيكون «غير متكافئ على الإطلاق». وأوضح أنه «سيتم بلورة الخطوات الجوابية الروسية بما يتماشى مع تقييمنا لأبعاد التهديد العسكري الصادر عن خطوات واشنطن والناتو، على أن يكون ردنا على أقصى درجة من الفعالية، وبكلفة معقولة».

وفي وقت سابق، أفادت وكالة BNS الإخبارية، نقلاً عن قيادة القوات الأميركية في أوروبا، بأن الولايات المتحدة تخطط لتعزيز وجودها العسكري في الدول الأوروبية ليشكل عديد عسكريوها هناك ثلاثة ألوية مقاتلة متكاملة.

وفي السياق، قال الجيش الأميركي، إنه سينشر في شرق أوروبا فرقاً قتالية متناوبة من لواء مدرعات مقره الولايات المتحدة في إطار مساع أوسع للتصدي لما تراه الولايات المتحدة اعتداء من جانب روسيا على القارة الأوروبية.

وجاء في بيان من القيادة الأميركية في أوروبا، أن الفرق ستتناوب المهام كل تسعة أشهر اعتبارا من شباط 2017 وستجرى تدريبات عسكرية في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وبلغاريا والمجر.

وقال الجيش، إن وجود الفرق في أوروبا سيكون مستمراً وسيرفع وجود الجيش الأميركي بالقارة الأوروبية إلى ثلاثة ألوية كاملة العدد. وستجلب كل وحدة لدى تناوبها مع الوحدة الأخرى معدات أحدث وأكثر تطوراً ستحل في النهاية محل معدات التدريب الحالية في أوروبا. ويضم لواء المدرعات الأميركي عادة حوالى 4500 عسكري.

وقال الجنرال فيليب بريدلاف قائد القيادة الأميركية في أوروبا، إن القرار يعني أن حلفاء الولايات المتحدة سوف «يرون وجوداً أكثر نشاطاً في بلادهم للواء مدرعات مجهز بعتاد أحدث».

وحذر مندوب روسيا لدى «الناتو» من تداعيات انضمام جورجيا وأوكرانيا إلى الحلف، معتبراً أن حدوث ذلك سيقود أوروبا إلى حافة أزمة خطيرة. وأعاد إلى الأذهان، أن قمة «الناتو» في بودابست سنة 2008 أعلنت أن جورجيا وأوكرانيا ستحصلان على عضوية الأطلسي، وأن هذا القرار لا يزال وارداً، «غير أن هذه العبارة تمثل قنبلة موقوتة تم زرعها في أساس الأمن الأوروبي».

وتابع: «لا نتصور استمرار أمل هذين البلدين في الحصول على عضوية الناتو وإعداد الحلف خططا جدية لقبولهما، نظراً الى أن ذلك سيفجر الوضع وسيقود أوروبا إلى حافة أزمة لا يمكن تصور خطورتها وأبعادها في الوقت الحالي».

وأضاف الدبلوماسي أن «الناتو قد فعل في أوكرانيا ما كان في استطاعته فعله»، مشيراً إلى أن «دور هذه المنظمة سلبي جداً، وإذا نظرنا إلى الوضع على الأرض لرأينا أن القوات الأوكرانية المدربة من قبل خبراء الناتو تتناوب على طول خط التماس» بين طرفي النزاع في جنوب شرق أوكرانيا.

واختتم بالقول: «كل ذلك يدل على أن دعاة الحرب في كييف لا يزالون على قيد الحياة، وهو لم يتخلوا عن حلم الانتقام العسكري. ومن هذا المنظور، فمن البديهي أن يلعب الناتو لعبته، إلى جانب من يدعون إلى تطبيق اتفاقات مينسك لتسوية النزاع الأوكراني. لعبة من يراودهم الأمل في حل المسألة عسكرياً، حلم، مستحيل التحقيق».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى