دردشة صباحية

يكتبها الياس عشّي

هل باستطاعة أحد أن يفسّر للمواطن العادي سرّ عجز الحكومات اللبنانية المتعاقبة عن حلّ الأزمات المتراكمة، وعلى رأسها أزمتا الكهرباء ودفع رسوم الميكانيك؟

طيّب… عندما نقرأ بأنّ الياباني قادر على الحصول أو على تجديد جواز سفره في زمن لا يتعدّى الدقائق الثلاث، وأنّ له الحق في مقاضاة حكومته إذا تعدّى الزمن المحدّد بثوانٍ، فبماذا نشعر؟ وإذا شعرنا فماذا نفعل؟ وإذا فعلنا فمن يفتح أذنيه ليصغي إلى أنيننا؟

وعندما نسمع أنّ ما من دولة في العالم يضطر فيها المواطنون للوقوف ساعات طويلة أو أيام في طابور لا ينتهي من السيارات لمعاينة مركباتهم، ودفع رسوم الميكانيك المتوجبة عليهم، والحصول على توقيع من «قبل ملوك المافيا»، ألا يخطر على بالنا سؤال مثل: لماذا لا نستفيد من تجارب الدول الأخرى المجاورة والبعيدة، ونعتمد إحدى الوسائل المعتمدة لديهم في مجال دفع رسوم الميكانيك؟

أخبرني صديق، لا يرقى الشكّ إلى كلامه، أنّ بعض الولايات الأميركية يتمّ فيها دفع رسوم الميكانيك في محطات البنزين، وبكلفة زهيدة.

وعندما نسمع بأنّ مليارات من الدولارات دفعت عبثاً لإعادة الكهرباء إلى بلد كلبنان لا تتجاوز مساحته ربع مساحة محافظة حمص الشامية، وأنّ الحلول كلّها جاءت سلبية ومستحيلة طالما المولّدات شغالة، وتوزيع الحصص قائم على قدم وساق من رأس الهرم إلى قاعدته، والمواطنون «يتهافتون» لشراء الكهرباء ودفع فاتورتين لأنه ما في اليد حيلة.

عندما نسمع بكلّ هذا ولا نرى يافطة ترفع احتجاجاً، ولا تظاهرة تخرج وتهزّ الشارع، ولا حراكاً مدنيا أو سمّه كما تريد يتحرك ويفضح المستور على كلّ… هل بقي مستور في دولة بلغت من الشفافية حدّ التعري؟

عند ذلك… اقرأ الفاتحة على هذا اللبنان!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى