صباحات
ماء البحر كالحبّ زرقة جميلة شديدة الإغراء، ولكنه مالح لا يُشرب، ويُسيل الدمع إن قارب العيون، ويقطع الأنفاس إن اشتدّت أمواجه، وإن فاجأ الحالمين الناعسين أهلكهم. والبقاء في جفاف الرمل وتحت حرّ الشمس أهون من مجازفاته بلا ميناء وصول، ومرساة وقارب نجاة!
أسد العرب عبقرية سياسية وعسكرية لن يعرف قيمتها أحد كما يعرفها العدو. اقرأوا ما يكتبون أنه جمع بين ثلاثة: الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر في طموحاته، وحافظ الأسد في ملاعبة الزمن، والسيد حسن نصر الله في مراكمة الإنتصارات. والثلاثة في التواضع والزهد… حتى بالتصفيق!
من فلسطين البدايات التي لا تعرف إلا الخطّ المستقيم، والذين يرسمون الدوائر والمربّعات والمثلّثات والخطوط المنحنية والمنحرفة بداعي حكمة الهندسة والواقعية، لا ينتبهون أن انسحاباً «إسرائيلياً» من الجليل أهون من الانسحاب من الخليل. والذين يُحيون يوم الأرض في الجليل أشدّ واقعية من الذين يربطون أوهامهم بحلّ المفاوضات الطويل… وحبل الكذب قصير قصير، وأقدام الشباب وقبضاتهم وحدها تكتب معنى تقرير المصير.
طريق النور مع خيوط الفجر واضح. لكنّ بعض العيون لا ترى، وبعض العقول تكذّب العيون. هكذا هو نصر سورية، بائن من تدمر. والاعتراف بالحقائق دائماً يعقب حدوثها بزمن كما الإحساس بالجوع والشبع… وبعض العقول لا تدرك الحقائق إلا من بطونها بدلاً من عيونها.
«جنيف الثاني» بدأ وأنجز فكّ الحصار عن نبّل والزهراء، وتواصل التحرير في أرياف حلب واللاذقية. و«جنيف الثالث» بدأ وأنجز تحرير تدمر وسيتواصل حتى أبواب الرقة ودير الزور. وإلى «جنيف الرابع» و«جنيف الخامس» الموعد مع إدلب وريفها والفوعا وكفريا بسواعد الجيش العربي السوري والمقاومين الأبطال وتضحيات الشهداء الأبرار ودعم الحلفاء في روسيا وإيران… «جنيف السادس» تبدأ حرب الرقة… زيدوا مواعيد جنيف تزداد أعراس النصر… تحية إلى الدبلوماسية السورية معلّمها ومقدادها وجعفريها بمثل تحية الجيش والمقاومة… تحية لأسد سورية والعروبة وسيد المقاومة.
خلعت زنوبيا خوذة الرومان وحجاب الجاهلية، وبانت عيونها خضراء… تدمر حرّة يا أحرار… تحيا سورية ويحيا البشار!