زها حديد.. أحد أعمدة العمارة العراقية ترحل احتجاجاً!

برحيلها الفاجع عن عمر يناهز 65 عاماً إثر نوبة قلبية أمس، في مستشفى بمدينة ميامي الأميركية كأن المهندسة المعمارية زها حديد أعلنت احتجاجها القاتل على تدمير العراق في الذكرى الثالثة عشرة لغزوه.

فالمعمارية العالمية، ابنة بغداد، طالما حلمت بإعمار العاصمة التي خرّبتها قنابل وصواريخ الحروب الأميركية المتواصلة وانتهت في آذار 2003 بغزو العراق واحتلاله في التاسع من نيسان.

لم يكن في حسابات مَن يعرف المعمارية العالمية عن كثب أنها سترحل هكذا فجأة. فقد بنت زها مدناً أشبه بالخيال. مدناً تحلق في الفضاء، فازت بها على أساطين العمارة في العالم مثل بناية «مركز أبحاث الشرق الأوسط» بجامعة أوكسفورد والذي افتتح قبل أسابيع من رحيلها.

لم يحتمل قلبها الضعيف رؤية مدينة بغداد تموت مثل الفقمة على شاطئ نهر ملوّث يحمل كل يوم جثث المغدورين والمنتحرين جوعاً وقهراً.

لم يفارق زها التي كانت تلفظ اسمها مزهوة برنته البغدادية، حلم إعمار البلد الخرب.

ماتت زها حديد معلنة احتجاجها الأخير على تدمير وطن كان عامراً بمبدعيه فتشرّدوا في بقاع الأرض وظلوا لامعين حتى الرمق الأخير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى