أرقام وأسماء وثرثرة حول مباراة مثيرة

ابراهيم وزنه

اللقاء الكروي ما بين النادي الملكي ريال مدريد وغريمه التقليدي الكتالوني برشلونة ضمن منافسات الدوري الاسباني أصبح مع الوقت عنواناً صريحاً للاثارة حتى باتت كلمة «كلاسيكو» تدّل عليه، والعالم بأسره يتفاعل مع ذلك الحدث الكروي بشكل ملحوظ ومتزايد، ووصل الأمر إلى توجّه العديد من عشّاق ومشجعي المستديرة لمواكبته في الملعب. وهنا لا بدّ من الاشارة الى عمليات تنظيم رحلات سفر جماعية من لبنان لحضور الحدث الكروي الأبرز عالمياً. وقد اكتسب هذا اللقاء شعبيته مما تضمّنته تشكيلتا الفريقين الكبيرين من نجوم كرويين لا نبالغ إن صنّفناهم بأنّهم الأبرز والأغلى عالمياً. اسماء ووجوه بارزة ومحفوظة عن ظهر قلب في جميع القارات، علماً بأن اللاعبَين ليونيل ميسي أرجنتيني مع برشلونة وكريستيانو رونالدو برتغالي مع ريال مدريد قد أصبحا في الواجهة ولا مجال لزحزحتهما عن كرسي النجومية لسنتين مقبلتين على أقل تقدير. والمفارقة أن النجمين لا تربطهما أي صداقة ولا يوجد بينهما زيارات متبادلة، فهما يلتقيان بمواجهة بعضهما البعض على أرض الملعب وتسود بينهما مشاعر الغيرة وتبادل الانتقادات المبطّنة بشكل دائم، خصوصاً خلال الاحتفالات الخاصة بجوائز كرة القدم الاوروبية.

اليوم السبت 2 نيسان، سينطلق الكلاسيكو عند التاسعة والنصف مساء بتوقيت بيروت على ملعب كامب نو، وذلك ضمن الجولة الـ31 من الدوري الاسباني، برشلونة المضيف متصدّراً الترتيب بـ 76 نقطة وضيفه الملكي ثالثاً بـ 66 نقطة. الأوّل يتطلّع الى الفوز للامساك بالصدارة بشكل نهائي وللقضاء على أحلام وطموحات خصمه اللدود مستغلاً عاملي الأرض والجمهور وقوته الهجومية الضاربة المتمثّلة بالـ أم أس أن ميسي ونيمار وسواريز وفي رصيدهم 69 هدفاً خلال الموسم الجاري، فيما معنويات لاعبي ريال مدريد مرتفعة أكثر نتيجة جرعات الثقة التي ناولهم اياها مؤخراً مدربهم زين الدين زيدان في تجربته الأولى مع الكلاسيكو بحضور اللاعب السابق راوول غونزاليس، في حين صرّح حارسهم الكوستاريكي نافال: «لا معنى لكلمة استسلام في أروقة نادي ريال مدريد». كما أظهرت استطلاعات الرأي أن 73 بالمئة من جماهير الريال قد حسموا أن الفوز سيكون لمصلحتهم، فيما رأت الصحافة الاسبانية أن الكلاسيكو لا يرتبط ولا يعترف بأي معطيات سابقة إن لجهة فارق النقاط أو مركزي الفريقين في الترتيب، وربما رغبة رد الاعتبار من خسارة الذهاب 0 ـ 4 وحدها ماثلة في عقول وقلوب «الملكيين»، ولا شكّ بأن فارق النقاط العشر بينهما سيدفع لا بل سيشجّع رجال الريال على تقديم أفضل العروض خصوصاً من جانب مثلثهم المرعب والهدّاف بي بي سي بايل ـ بن زيما وكريستيانو وفي رصيدهم 63، هدفاً علماً بأن الأخير يحتفظ بلقب الهدّاف بـ 28 هدفاً، فالنقد الذي تلقّاه فريق ريال مدريد في الفترة التي تلت الخسارة الموجعة في ملعبه برنابيو سيكون كفيلا برص الصفوف والسعي الى استرجاع الثقة والزخم في ميادين الليغا الاسبانية والمسابقات الاوروبية. وعلى الجبهة البرشلونية سيسعى القائد ميسي 28 عاماً إلى تسجيل هدفه الرقم 500 في الدوري الاسباني الذي التحق به منذ 12 سنة. ومن باب الوفاء للعلامة الفارقة في فريق برشلونة الراحل يوهان كرويف الذي فارق الحياة منذ أيام عدّة، ستزيّن قمصان الفرييق عبارة شكراً يوهان . وحول اسرار التشكيلتين، فمن المتوقع أن يغيب جوردي البا وبيكيه من جانب برشلونة بداعي الاصابة مع اشراك جيرمي ماتيو كبديل لألبا بالاضافة الى مشاركة زميله التركي اردا توران لأول مرّة في الكلاسيكو.

ختاماً، لا بدّ من الاشارة إلى ان أوّل لقاء جمع بين الفريقين في كأس ملك اسبانيا كان في العام 1902 وانتهى برشلونياً 3 ـ 1 وفي أوّل لقاء بينهما في الدوري الاسباني في العام 1916 انتهى برشلونياً وبالنتيجة نفسها.

التوقّعات تسقط عند التقاء الكبيرين، فالنقاد يرجّحون الكفّة من منطلقات عاطفية، أما على أرض الملعب فسيكون اللقاء عاصفاً والفوز بمتناول الفريقين، لا تنسوا موعدكم مع الكلاسيكو متعة الكرة على الأرض.

سجّل اللقاءات

وصل عدد لقاءات الفريقين التي استهلت في العام 1902 ولغاية اليوم 263 منها 171 في الدوري والبقية في مسابقات عدّة، ككأس السوبر وكأس الملك والبطولات الاوروبية، فاز البرشا في 109 مباريات والريال في 96 فيما ساد التعادل في 58 مباراة، أمّا نتائج مباريات الدوري فقد فاز البرشا في 68 والريال في 71 وحلّ التعادل 32 مرّة، بلغ مجموع أهداف البرشا في الكلاسيكو 458 وسجّل الريال 431 هدفاً، أعلى نتيجة فاز بها البرشا على غريمه التقليدي 7 ـ 2 فيما نجح الريال بتجاوزه 8 ـ 2 ، وفي اطلالة على أبرز هدافي الكلاسيكو، فيتصدّر «البرغوت» ليونيل ميسي بـ 21 هدفاً يليه دي ستيفانو بـ 18 وراوول غونزاليس وكريستيانو رونادو بـ 15 وجميعهم من ريال مدريد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى