لاريجاني لـ«العالم»: أميركا تتعامل بازدواجية مع الإرهاب والعراق ليس بحاجة إلى قوات إيرانية وإنما إلى تخطيط

أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي البرلمان في إيران علي لاريجاني: «أن الأسلوب الأميركي في مكافحة الإرهاب غير صحيح بل هو كاذب. إذ إن الولايات المتحدة وفي وقت تقول إنها تحارب الإرهاب، يسرح المسؤولون الأميركيون ويمرحون مع الإرهابيين خلف الكواليس ويسعفونهم ويمدونهم بالمال والسلاح».

وفند لاريجاني مزاعم وجود قوات إيرانية في العراق وأسر بعضها بيد داعش وقال: «لو كان هؤلاء حقاً أسروا قوات إيرانية لعرضوهم بالتأكيد، وهذه ليست سوى مزاعم». وأكد: «أن العراق ليس بحاجة إلى قوات خارجية بل إنه بصد هذه الهجمة التي تمت على أركانه العسكرية والأمنية، بحاجة إلى التخطيط والإدارة». وأضاف: «كبلد صديق وجار، سوف نمد يد العون للعراق في هذا المجال. ولكن العراق لم يطلب قوات منا، كما أن القضية العراقية لا تُحلّ بالقوات».

وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى أن «الأميركيين يتعاطون بازدواجية مع الإرهاب في كل من العراق وأفغانستان وسورية، لذلك نرى اتساع ظاهرة الإرهاب. هم يعتقدون أن بإمكانهم استغلال هذه الظاهرة تكتيكياً». وأضاف: «إن داعش ليس بمقدوره الدخول في مواجهة مع إيران، فقدراته قليلة جداً، ونحن بحكم خبرتنا نعلم كيف نوقفه عند حده».

ووصف لاريجاني مستقبل داعش بالمظلم جداً، وقال: «إن التنظيم بات في المنحدر وقد بلغ أقصى مداه ولم يعد يتمتع بقوة عملية قوية في المستقبل». وأكد: «أن الجمهورية الإسلامية تواصل تشاورها مع مختلف الأطراف العراقية»، لافتاً إلى أن العراق يعدّ تجربة ديمقراطية ناجحة في المنطقة «فبعد المصائب التي جرّها صدام والحروب المتعاقبة على العراق، بدأ الشعب العراقي بالعثور على ذاته وعلى حكومة ديمقراطية». وأضاف: «ما نريده للعراق هو حكومة وحدة وطنية تجمع كل الأطراف حول محور الدستور العراقي».

وبشأن رئيس الوزراء العراقي المقبل، شدد لاريجاني على أن «ليست لدينا رؤية حول شخص خاص، بل كل من يختاره الشعب العراقي وفقاً لدستوره تدعمه إيران». وأشار إلى أن «القضية السورية لم تكن قضية يتم حلها من خلال الانتخابات فحسب»، معتبراً: «أن التيار التخريبي في سورية لا شأن له لا بالانتخابات ولا بمستقبل سورية الاقتصادي، وتصرفه في مختلف المناطق السورية يثبت أن منطقه هو اللا منطق».

وأكد رئيس البرلمان في الوقت ذاته: «ولكن الانتخابات هي طريق ومنطلق للحركة، ومن أجل أي حل في سورية يجب أن يجرى الالتفات بشكل جاد إلى أصول الديمقراطية». وقال: «لا نرى حراكاً دولياً قوياً تجاه القضية السورية وأحد الأسباب هو ما حدث في العراق، كما أن أوضاع غزة حتمت أولويات جديدة ولكن في الحال الحاضر لا نرى حلولاً على الطاولة».

ولفت لاريجاني إلى أن: «النقطة المهمة هي أن ما حدث في العراق قد أثبت أن التصرف الغربي السابق تجاه سورية بإمكانه خلق تبعات من هذا القبيل لسائر البلدان».

وبشأن العلاقات الإيرانية ـ السعودية أكد لاريجاني: «أن العلاقات تراوح مكانها» وقال: «لا أتصور أن تغييراً مهماً قد حدث في هذا الجانب، الوضع هو على الوتيرة المستقرة السابقة نفسها». وتطرق إلى المفاوضات النووية وقال: «استنتاجنا هو أن هناك مطالب مبالغ فيها ما تريده إيران هو أن تمتلك التقنية النووية السلمية وأن تتمكن من إنتاج الوقود لمحطاتها النووية ونحن نعترف بالإشراف على نشاطاتنا النووية والوكالة الدولية تتمكن من مراقبتها، ونحن جاهزون لتوفير سائر متطلبات ضمانات الأمان. نحن سوف لن نخطو نحو السلاح كما يمكن إيجاد الضمانات التي يطالبون بها». وأوضح: «لا يوجد خلاف في شأن التخصيب لكن الاختلاف هو في الكمية وإن حجم الاختلال هنا كبير».

وحول مستقبل العلاقات الإيرانية ـ الأميركية قال لاريجاني: «هناك اختلاف كبير في رؤانا حول التصرف الأميركي في المنطقة، فعلى سبيل المثال في القضية الفلسطينية نحن نقول يجب أن نساند الشعب الفلسطيني المظلوم وأن نمده بأنواع المساعدات، لكنهم يقولون يجب إسناد الصهاينة بأحدث القنابل كي يمطروها على الفلسطينيين. لذلك هذا ليس اختلافاً صغيراً».

وأشار لاريجاني إلى أن «المشكلة أن الأميركيين لا يعرفون المنطقة، فهم يشعلون فتنة أساساً على تفكير خاص. وبسبب أنهم لا يعرفون حلها فيتركونها ويرحلون.. وأكد أن: «التصرف الأميركي في المنطقة كان هكذا دوماً. فمنذ 2011 وحتى الآن شهدنا توسع رقعة الإرهاب في المنطقة. لذلك إن اختلافنا مع أميركا يعود إلى عدم واقعية الأميركيين في المنطقة».

وخلص لاريجاني إلى القول: «إن خبرتنا تقول إن الأمة الإسلامية كلما تقطعت إلى شرائح متعددة أكثر فهذا سيضر بقوتها كأمة لذلك نحن ندعو دوماً مختلف الطوائف لكي يتوجهوا نحو الوحدة خلافاً لما تريده التيارات المتشددة. فالمتشددون يقومون الآن بتكفير الآخرين ويعملون على تفرقة العالم الإسلامي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى