حرب: لا رئيس قريباً… والحوار يحفظ الاستقرار
أحمد موسى
عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري التطورات مع زواره، في عين التينة، حيث التقى وزير الاتصالات بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: «كانت مناسبة لتداول وضع البلد على الصعيدين السياسي والدستوري وحالة الفراغ المستمرة في رئاسة الجمهورية وتأثيرها على عمل مجلسي النواب والوزراء. وكانت مناسبة لكي أشرح لدولته الإنجاز الذي قامت به وزارة الاتصالات بكشف شبكة مخابرات الإنترنت الدولية، والتي تطرح تساؤلات عديدة حول المسؤولين عنها، والخطوات التي قمنا بها ومتابعة القضاء في كشف المرتكبين والملابسات والنتائج التي تهدد أمن لبنان ومداخيل الخزينة اللبنانية. وأبلغت دولته أنه منذ أن كشفت هذه الشبكة حتى اليوم زادت مداخيلنا خمسة عشرة بالمئة من الإنترنت، وهذا يؤكد أنّ هناك أضراراً كانت تطال الخزينة من جراء شبكة الإنترنت غير الشرعية».
أضاف: «كانت مناسبة أيضاً للبحث مع دولته في اقتراح قانون التعديل الدستوري عن اعتبار أنّ كلّ نائب يتغيب عن ثلاث جلسات متتالية من دون عذر شرعي يعتبر مستقيلاً، بالإضافة إلى الشقّ الثاني من الاقتراح وهو اعتبار النصاب القانوني لجلستي انتخاب رئيس الجمهورية الأولى والثانية هو الثلثين، أما نصاب الجلسة الثالثة في حال لم يتم انتخاب الرئيس في الجلستين الأولتين فيكون النصف زائداً واحداً، ويصار إلى انتخاب رئيس الجمهورية بالأكثرية المطلقة التي هي النصف زائداً واحداً، وبحثنا أيضاً في التطورات في المنطقة وما يمكن أن تؤدي هذه التطورات منها الإيجابي ومنها السلبي إلى توفير الظروف الملائمة لانتخاب الرئيس. وبحثنا الجهود المبذولة على صعيد متابعة الحوار في لبنان وعدم انقطاع الحوار بين اللبنانيين بغية المحافظة على جو الحدّ الأدنى الذي يحفظ الاستقرار في البلد ويجعلنا نراهن على متابعة أعمالنا لنعود ونبني الدولة بكل مؤسساتها بعد الفراغ القاتل على صعيد رئاسة الجمهورية».
وعن أجواء الجلسة التشريعية التي سيدعو إليها الرئيس بري، أجاب حرب: «هذا الموضوع مطروح في جلسة الحوار في 20 نيسان الحالي، وسيناقش من المتحاورين. يهمنا طبعاً أنه إذا كنا بحاجة الى ضرورة انعقاد مجلس النواب لتسيير أمور البلاد وتفادي الضرر الذي يمكن أن يلحق بلبنان فهذا الموضوع يجب أن نبحثه كمسؤولين. نتمنى أن يجرى بحثه خارج إطار التشنجات والمواقف الثابتة التي تضر. علينا أن نتعامل مع هذا الموضوع من خلال رؤية مصلحة لبنان واللبنانيين، لأنه اذا استمررنا بالتشنجات والمواجهات عتقد أننا نكون نساهم أكثر وأكثر في تخريب لبنان وإسقاط النظام السياسي في لبنان».
من جهة أخرى، جال حرب في البقاع لتدشين المراكز المشتركة المستحدثة بين «أوجيرو» وشركتي «تاتش» و«ألفا»، يرافقه المدير العام للصيانة والاستثمار رئيس مجلس إدراة هيئة «أوجيرو» عبدالمنعم يوسف، وكبار موظفي الوزارة والشركتين.
انطلقت الجولة من أمام مبنى الوزارة في زحلة، حيث كان في استقبال حرب كلّ من النواب: إيلي ماروني، عاصم عراجي، شانت جنجنيان، أمين سرّ محافظة البقاع قيصر الديراني، وعضو مجلس بلدية زحلة يوسف سكاف ممثلاً رئيس البلدية، نائب رئيس غرفة التجارة في زحلة والبقاع أنطوان خاطر، ورئيس منطقة وزارة الاتصالات في البقاع عمار سليمان. وقصّ حرب الشريط الافتتاحي في صالة «أوجيرو» في المبنى، ثم توجه إلى شتورا حيث دشّن مركز «أوجيرو» و«تاتش» و«ألفا»، واطلع من الموظفين على آليات العمل، ودشّن أيضاً مكتب رئيس المركز الذي أعطى حرب ملاحظاته.
ورداً على سؤال عن إقفال الصندوق المالي في المركز، أكد حرب أنّ «الصندوق أغلق بسبب الاختلاسات التي حصلت من أحد الموظفين الذي يخضع لمحاكمة». وقال: «سننتظر نتائج التحقيق، وإذا طال الأمر سنعمل على فتحه بالتنسيق مع القضاء».
ثم انتقل الجميع إلى صغبين في البقاع الغربي، حيث كان في استقبال حرب والوفد المرافق النائب روبير غانم وقائمقام البقاع الغربي وسيم نسبين، رئيس مكتب أمن الدولة في البقاع الغربي النقيب مروان منصور، ورئيس اتحاد بلديات البحيرة طوني أبو عزة على رأس وفد من بلديات ومخاتير المنطقة وفعالياتها.
بعد قَص الشريط، ألقى حرب كلمة أكد فيها على التغطية الشاملة لكافة المناطق اللبنانية وقال: «إنّ الوزارة لن تتوقف في وجه أية مشاكل تواجهها في ظلّ التدمير الحاصل من قبل البعض لذلك نحن مصممون على التقدم والنجاح ولا شيء يوقف مسيرة تقدم لبنان».
أضاف: «إذا كانت القوى السياسية تتصارع على المناصب وتخرب لبنان بصراعها وتفرغ لبنان من رئيس للجمهورية وتعطل السلطات فـإننا مؤمنون بأنه لا يصحّ إلا الصحيح ولبنان سوف يعاد إعماره وإعمار الدولة والمواطن له الحق بالعيش بأمن واستقرار».
وعلى هامش جولته البقاعية، قال الوزير حرب لـ«البناء»: «لن نتراجع عن ملاحقة شبكات الإنترنت غير الشرعية، فهو واجب وطني وواجبنا أن نحمي المال العام ونحافظ على خزينة الدولة».
وفي سياق متصل، أكد حرب «أننا بدأنا العمل على مشروع استبدال الهاتف الهوائي بالسلكي الأرضي قريباً جداً وقد وضع المشروع على سكّة التنفيذ».
وعن صلة الموساد «الإسرائيلي» بتلك الشبكات داخل الأراضي اللبنانية، فضل حرب «ترك الأمر لـلقضاء حفاظاً على سرّية التحقيق وكشف المتورطين وحجمهم».
وفيما أمل الوزير حرب أن يُنتخب رئيس للجمهورية في أقرب وقت، جزم بأنه «لا يبدو أنّ هناك رئيساً في المدى القريب».