بيلاي: لا براهين على تزويد روسيا قوات الدفاع الشعبي بالسلاح

رفض البرلمان الأوكراني «الرادا» أمس الموافقة على طلب استقالة رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك، حيث صوّت 109 برلمانيين ضد الاستقالة مقابل موافقة 16.

وكان ياتسينيوك ينوي ترك منصبه الأسبوع الماضي، وذلك عقب إعلان نواب «الرادا» عن حلّ التحالف الحاكم، مشيراً الى أن «أوكرانيا لم تعلن الإفلاس ولن تعلنه».

إلى ذلك، أعلنت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن الأمم المتحدة لا تمتلك براهين دامغة على أن روسيا تزود قوات الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا بالسلاح.

وأشارت في معرض إجابتها على سؤال حول إمكان قيام المحكمة الدولية بالتحقيق في الأحداث في شرق أوكرانيا، بالقول: «اعتبر ذلك أمراً واقعيا».

وأضافت بيلاي: «أن طرفي النزاع يستخدمان أسلحة ثقيلة ضد المدنيين» معتبرة أن «إسقاط الطائرة الماليزية فوق مقاطعة دونيتسك يصنف كاستهداف للمدنيين.

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن كييف تخالف بشكل صارخ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2166 بعدم وقفها القتال في منطقة سقوط الطائرة الماليزية، ما يعرقل بدء عمل الخبراء الدوليين.

وقال لافروف: «إن هناك حاجة إلى نهج قانوني بحت من أجل تأمين إجراء تحقيق موضوعي ومستقل في أسباب كارثة «بوينغ» الماليزية في سماء أوكرانيا». مشيراً إلى «أن قرار مجلس الأمن ينص على ذلك وأن موسكو تطالب بتنفيذه بشكل كامل.

وأكد الوزير الروسي: «أن بعض الشركاء الغربيين يقومون عمليا بحثّ السلطات الأوكرانية على أعمال العنف ضد شعبها»، مشيراً إلى التصريحات الغربية التي «أكدت حق كييف في استخدام كامل الوسائل المتاحة بما في ذلك القوات المسلحة». و أضاف: «أن حقوق وحريات ملايين سكان جنوب شرق أوكرانيا راحت ضحية خطة جيوسياسية ترمي إلى فرض سيطرة الغرب على أوكرانيا».

وأكد لافروف: «أن روسيا ستواصل رفضها لمثل هذه السياسة الخطرة للغاية، والتي تؤدي إلى وقوع انقلابات غير دستورية وتدخلات في الشؤون الداخلية لدول مستقلة، وكذلك للترهيب والتهديد في العلاقات الدولية». مشيراً الى «وجوب حل القضايا الإقليمية والدولية من خلال حوار متساوي الحقوق على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».

وأوضح الوزير الروسي: «أن أوكرانيا ترفض بشدة التعاون مع بلاده لإيصال المساعدات إلى مدينتي لوغانسك ودونيتسك اللتين تعانيان من كارثة إنسانية. وأوضح أن «روسيا تضع منذ فترة طويلة أمام المنظمات الدولية مسألة ضرورة إيصال المساعدات الطبية والغذائية إلى دونيتسك ولوغانسك بأسرع ما يمكن.. لقد توجهنا مراراً إلى الجانب الأوكراني بشكل رسمي عبر مذكرات وزارتنا للسماح بإيصال المساعدات عبر قوافل وزارة الطوارئ الروسية… رفض طلبنا كليا».

و دعا لافروف الى تشكيل بعثة إنسانية الى جنوب شرق أوكرانيا، قائلا: «في أقرب وقت سنصيّغ اقتراحات محددة للأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وللصليب الأحمر الدولي ندعوها الى تشكيل بعثة إنسانية الى جنوب شرق أوكرانيا».

وشدد على ضرورة توجيه مفاوضات الأطراف الأوكرانية في مينسك لجهة تنفيذ اتفاق جنيف، مشدداً على أن روسيا «تؤيد المفاوضات وترحّب بأية إمكانية في هذا المسار.. ونحن نقوّم اقتراح بيلاروس».

وأكد وزير الخارجية الروسي: «أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لخلق الظروف المواتية لتنفيذ اتفاق جنيف والقرار 2166 حول الطائرة الماليزية المنكوبة. قائلاً: إن روسيا تفعل كل ما بوسعها لخلق الظروف الضرورية لتنفيذ اتفاق جنيف والقرار 2166 «الذي يُعرقل حالياً بصعوبات مصطنعة».

وأعربت الخارجية الروسية عن استغرابها من تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي قال: «إن موسكو لا تتعاون مع التحقيق الدولي في تحطم طائرة «بوينغ-777» الماليزية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش: «إن روسيا قدمت خلال مؤتمر عقدته وزارة الدفاع ما لديها مع معطيات بشأن الكارثة»، مشيراً إلى أن «واشنطن من جانبها لم تقدم حتى الآن أية أدلة، باستثناء اتهامات لا أساس لها ومعلومات من شبكات التواصل الاجتماعي.

وأوضح الدبلوماسي الروسي: «أن بلاده ليست طرفاً في كارثة الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا ولم يكن بمقدورها أن تشارك في التحقيق من دون دعوة الجهة المعنية به». مشيراً إلى أن موسكو عيّنت ممثلين عنها للمشاركة في التحقيق فور تلقيها دعوة رسمية منذ بضعة أيام.

وفي السياق، أعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن «قلق بلاده من سعي كييف إلى إخفاء ضلوعها في تحطم «البوينغ» الماليزية جنوب شرق البلاد».

وأشار إلى أن «العمليات العسكرية التي تخوضها كييف في منطقة الكارثة، على رغم تعهّد الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو بوقف القتال في هذه المنطقة، ُتعد انتهاكاً مباشراً لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن التحقيق في الحادثة، وتهدد بنتائج كارثية بالنسبة لإجراء تحقيق دولي نزيه وموضوعيً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى