المقداد: لن نفرّط بذرّة واحدة من استقلاليّتنا أو سيادتنا… والمفتي حسُّون: فلسطين ستبقى محورنا
أكّد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أنّ سورية لا يمكن مهما كانت المغريات والضغوط وحجم العدوان أن تتخلّى أو تفرّط بذرة واحدة من استقلاليتها أو سيادتها، مشدّداً على أنّه ينبغي على الجميع احترام إرادة الشعب السوري.
وقال المقداد في مقابلة مع قناة «الميادين» أمس: «إنّ الدولة السورية التزمت باتفاق وقف الأعمال القتالية في حين خرقته التنظيمات الإرهابية منذ البداية»، مبيناً أنّ هناك تصعيداً واضحاً من قِبَل هذه التنظيمات تزامناً مع الاستعدادات الجارية لعقد الجولة القادمة من الحوار السوري السوري في جنيف من أجل إفشال اتّفاق وقف الأعمال القتالية خدمة لأهداف الدول الغربية.
وبيّن المقداد أنّ وفد الجمهورية العربية السورية إلى الحوار السوري السوري في جنيف سيشارك في الجولة المقبلة من الحوار بعد الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب، لافتاً إلى أنّ الوفد سيكون برئاسة الدكتور بشار الجعفري.
ورأى المقداد، أنّ التنسيق الروسي الأميركي في مجال مكافحة الإرهاب أمر جيد، والجهود الروسية المبذولة في هذا المجال تلقى الترحيب والتأييد، وقال: «نثق بالمطلق بما تقوم به القيادة الروسيّة من جهد من أجل وقف الحرب الإرهابية التي تُشنّ على سورية».
وبيّن المقداد أنّ الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إلى الجزائر مؤخراً «ناجحة جداً»، مؤكّداً أنّ سورية والجزائر تقفان في خندق واحد ضدّ الإرهاب، وستنسّقان في هذا المجال اقتصاديّاً وأمنيّاً وفكريّاً وثقافيّاً.
ولفتَ المقداد إلى أنّ هناك مواقف مشتركة مع مصر ضدّ الإرهاب، وأنّ معالجة ملف العلاقات السورية المصرية تخدم شعبي البلدين، وقال: «هناك دور كبير لمصر في معالجة الأوضاع القائمة في المنطقة العربية».
وأشار المقداد إلى أنّ هناك كثيراً من البلدان العربية تقدّر مواقف سورية وتتفهّم طبيعة التحدّيات التي تواجهها، وخاصة التحدّي المشترك في مكافحة الإرهاب.
ودعا المقداد الاتحاد الأوروبي إلى تبنّي سياسة لمكافحة الإرهاب والانضمام إلى جهود حكومة الجمهورية العربية السورية في هذا المجال، لافتاً إلى أنّ هناك الكثير من دول الاتحاد انخرط في دعم التنظيمات الإرهابية، وهذا ما قاد إلى الاعتداءات التي وقعت في بروكسل وقبلها في باريس، والتي يمكن أن تتمّ في أي بلد أوروبي آخر.
وأشار المقداد إلى وجود تغيّر واسع في المزاج السياسي الأوروبي اتجاه سورية، وخاصة بعد التفجيرات الإرهابية التي طالت عواصم أوروبية عدّة، موضحاً أنّ الإعلام الأوروبي بدأ يوجّه النقد لسياسات بعض الحكومات المتطرّفة، وخاصة بريطانيا وفرنسا الدّاعمتين للإرهاب.
وفي السياق، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، عن أمله في أن تصبح زيارة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى موسكو مرحلة هامة في الاستعداد لمفاوضات جديدة في جنيف.
وقال لافروف، خلال لقائه دي ميستورا في العاصمة موسكو: «مخرجات الجولة الأخيرة من المفاوضات السورية في جنيف لم يرفضها أي طرف».
وأضاف وزير الخارجية: «روسيا والولايات المتحدة ملتزمتان بدعم المفاوضات».
حسون
وكان مُفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون أكّد أنّ ما حُكي عن لجوئه إلى سلطنة عمان هو مجرّد شائعات. وكشف أنّ ثمّة من عرض على القيادة السورية إنهاء إطلاق النار في سورية مقابل الصلح مع الكيان الصهيوني، مؤكداً أنّ «فلسطين ستبقى محورنا» مضيفاً «كنّا من أجل فلسطين نحتضن من طعنونا في الظهر».
كلام حسون جاء في مقابلة مع الزميلة قناة «الميادين»، بُثّت مباشرة من العاصمة السورية دمشق، حيث قال «عندما خافوا أن تكون الشام منطلقاً للعودة إلى القدس قرّروا أن يضربوها». وأيّد حسون المصالحة مع الجميع وخصوصاً من ليس في رقبتهم دماء، «بشرط ألّا يأتوا بأحزاب دينية»، متحدّياً أن يكون هناك صراع مذهبي في سورية. أو أن يكون هناك أي توظيف على أساس مذهبي أو طائفي أو عرقي، وسأل: «ماذا بقيَ للذين يجلسون في القصور ويشتمون بلدهم منها، فيما ننقل شهداءنا إلى القبور؟». وشدّد على أنّ الجالسين في الفنادق والذين يتلقّون التعليمات من دول خارجية ليسوا أحراراً.
وكشف حسون أنّه نبّه أوروبا من التطرّف الذي تحتضنه باسم الديمقراطية، وأضاف: «قلتُ إذا قصفتم سورية ولبنان ستتفجر نيران عندكم، وكنت أنصح الأوروبيين ولم أهدّدهم». وأعلن أنّ سورية لن تُقسّم، مؤكّداً على أنّ دمشق فتحت الأبواب للمعارضين، وأنّ الرئيس بشار الأسد لم يُغلقِ الباب يوماً أمام المعارضين. وقال إنّ بعض المعارضين يتمنّى العودة إلى سورية.
ميدانياً، أكّدت قيادة غرفة العمليات المشتركة في حلب وريفها أنّ نيران جهنّم ستُفتح في القريب العاجل على الجماعات الإرهابية في جبهات حلب كافّة، مُحمّلةً مسؤولية خرق الهدنة للمسلحين الذين انساقوا وراء «جبهة النصرة» رغم توقيعهم على اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي بيان صادر عنها، ذكرت غرفة العمليات المشتركة أنّه طوال فترة سريان الهدنة ووقف إطلاق النار قام الجيش وحلفاؤه بالردّ فقط على الخروقات التي تُرتكب من قِبَل بعض المسلّحين، وكان الردّ على الاعتداءات المتكرّرة لأجل ردع هذه الجماعات من الاستمرار بخروقاتها، مضيفاً أنّه «تبيّن أنّ جبهة النصرة خدعتِ الفصائل المسلحة وأدخلتها معها في خرق كبير للهدنة».
وبحسب البيان، فإنّه «تمّ في الساعات الثمانية والأربعين الماضية تشكيل غرفة قيادة عمليات تحرير حلب والريف الغربي والجنوبي، ووصلتِ القوات المقاتلة والوحدات الخاصة إلى حلب حيث ستبدأ العمل قريباً جداً في مواجهة شاملة لإنجاز أهدافها»، مؤكّداً أنّ «المعارك ستكون عبرة لجبهة النصرة ومن معها، وما القصف والنيران في الـ48 ساعة الأخيرة سوى البداية ودليل على جديّة وقدرة الجيش وحلفائه».
ودعا البيان المدنيين في مناطق تواجد المسلحين والأرياف إلى الابتعاد عن عن الأماكن المرشّحة لتكون جبهات معارك، لأنّ الساعات والأيام المقبلة ستحمل في طياتها معارك مدمّرة لكل من بنى آماله وتواطأ مع الخارج وخرق الهدنة، متوعّداً بأنّ «هؤلاء سيشهدون معارك ستكون مدمّرة لهم بقيادة الجيش السوري ومن خلفه الأصدقاء».
وكانت وكالة «سانا» للأنباء أكّدت أنّ مقاتلة سورية تعرّضت لصاروخ أرض/ جو أثناء قيامها بمهمة استطلاعية في ريف حلب، فيما تبنّت «جبهة النصرة» الإرهابية العمليّة وأعلنت عن أسر الطيار.
وبحسب «روسيا اليوم»، نقلت وسائل إعلام عن متحدّث باسم قيادة الجيش السوري أنّ قائد المقاتلة، وهي من طراز «سو-22»، تمكّن من القفز من الطائرة قبل تحطّمها، مؤكّداً إجراء عملية بحث وإنقاذ في المنطقة. وكانت الطائرة ترابط في مطار الشعيرات الواقع في ريف حمص الجنوبي الشرقي.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ الطائرات الحربية الروسية في سورية لم تنفّذ أيّة طلعات قتالية في أجواء ريف حلب، وذلك بعد أن تحدّثت أنباء عن إسقاط طائرة حربية في هذه المنطقة.
وفي السياق، استشهد عشرة أشخاص وأُصيب 31 بجروح معظمها حرجة في قصف منذ صباح أمس على حي الشيخ مقصود بحلب بعشرات القذائف الصاروخية والهاون.
ونقلت «سانا» عن مصادر أهلية، أنّ «عشرات القذائف الصاروخية والهاون أطلقتها تنظيمات إرهابية متحصّنة في أحياء مجاورة على حي الشيخ مقصود»، وتحدّثت المصادر عن «أضرار ماديّة كبيرة خلفتها القذائف في منازل الأهالي وأملاكهم».
وأسفر استهداف المجموعات الإرهابية أول أمس الاثنين حي الشيخ مقصود عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة أكثر من 20.
وحسب وكالة «هاوار»، قصف «مرتزقة ما يُسمّى بالائتلاف حي الشيخ مقصود من ثلاثة محاور»، وأشارت إلى أنّ بعض الجرحى والمفقودين لا يزالون تحت الأنقاض.
من جهتها، نفّذت وحدة من الجيش والقوات المسلحة عمليّة مركّزة على تجمّعات إرهابيي تنظيم «داعش» المدرج على لائحة الارهاب الدولية بريف السويداء الشمالي الشرقي، ودمّرت لهم آلية ومربض هاون.
وأفاد مصدر عسكري في تصريح لـ»سانا» بأنّ وحدة من الجيش «دمّرت عربة مزوّدة بمدفع ومربض هاون في رمايات نارية مركّزة على تجمّعات إرهابيي «داعش» في تلّي أشيهب الشمالي وظلفع».
وبيّن المصدر أنّ الرّمايات أسفرت أيضاً عن «إيقاع عدد من الإرهابيين التكفيريين قتلى ومصابين، وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم».
ودمّرت وحدة من الجيش أمس الأول آليّات وأعطبت أخرى في رمايات نارية مركزة على تجمّع لإرهابيي تنظيم «داعش» في تل أشيهب الجنوبي.
وتنفّذ وحدات من الجيش، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، عمليّات على تجمّعات ومناطق تحصّن مجموعات من تنظيم «داعش» الإرهابي وغيره من التنظيمات التكفيرية، وتمنعهم من استغلال بادية السويداء الشاسعة لتسلّل الإرهابيين وتهريب الأسلحة والذخيرة من وإلى ريف درعا المتاخم لها.