إحياء ذكرى استشهاد البوطي: انتصار سورية وحلفائها قادم والسعودية إلى الهاوية
تحت عنوان «شهيد المحراب… شهادة أمة»، أقامت «جبهة العمل الإسلامي في لبنان» أمس مؤتمراً لإحياء الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد العلّامة محمد سعيد رمضان البوطي، بمشاركة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمّود، ونجل الشهيد البوطي رئيس «اتحاد علماء بلاد الشام» الدكتور محمد توفيق البوطي والمنسّق العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ زهير الجعيد. كما حضر السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي والسفير السوري علي عبد الكريم علي، إضافةً إلى حشد من السفراء والسياسيين ولفيف من علماء الدين.
البوطي
وأشار الدكتور البوطي في كلمته إلى «أنّ هذا المؤتمر جاء إحياءً لمواقف الشهيد العلّامة محمد سعيد رمضان البوطي والتزاماً بنهجه»، لافتاً إلى أنّ «نهج الشهيد البوطي كان يتّجه لحقن الدماء ووأد الفتنة ووحدة الوطن وسلامته، والسير نحو تحرير الأرض من مغتصبيها».
وأكّد أنّ الأحداث التي تمر بها الأمة والمنطقة تقتضي من الجميع الوقوف صفّاً واحداً في وجه الأعداء، ونبذ التفرقة والخلافات، مشيراً إلى «أنّ التضحيات التي يبذلها المقاومون في مواجهة العدو تعكس مظاهر القوة والإصرار على الصمود في مواجهة الطغيان ومخططاته».
وحذّر من «موالاة أعداء الأمة بغية تحقيق مصالح موهومة على أيدي هؤلاء الأعداء، وكذلك ضعف الوعي وعدم إدراك مكائد العدو ومؤامراته، منبّهاً إلى أنّ تفريق الأمة وتمزيقها من أبرز الأهداف التي يسعى العدو إلى تحقيقها».
وأكّد أنّ «صمود المقاومين في مواجهة العدو وانتصاراتهم عليه وتضامنهم مع سورية في ما تتعرّض له من حرب إرهابية، تبعث على مزيد من الأمل بالنصر»، معرباً عن ثقته بأنّه «رغم كل المصاعب التي تعاني منها الأمة فإنّ اليأس لن يتسلل إلى القلوب، وأنّ النصر قادم لا محال».
قاسم
من جانبه، أشار الشيخ قاسم إلى أنّ الشهيد البوطي «استطاع تأسيس ثقافة إسلامية واعية هدفت إلى إنقاذ هذا الجيل من الانحرافات التي بدأت تضرب أنحاء العالم الإسلامي»، لافتاً إلى أنّه «استشعر خطر المؤامرة على سورية منذ بدايتها، وما كانت تسعى إليه من إثارة للفوضى والفتن عبر الفكر الظلامي التكفيري».
وأكّد قاسم أنّ سورية هي دعامة ارتكاز المقاومة في المنطقة، معتبراً أنّ ما جرى في سورية كان محاولة ثانية للدخول إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد فشله خلال حرب تموز عام 2006.
وشدّد على «أنّ إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينتي تدمر والقريتين علامة فارقة في الحرب على التكفير، وتأكيد على أنّ الجيش السوري وحلفاءه هم الجهة الجدّية في محاربة الإرهاب التكفيري، ودليل على أنّ تنظيم «داعش» الإرهابي وهم ولا يمكن أن يستمر، بينما الباقون يكذبون ويرعون الإرهاب التكفيري لمواجهة المشروع المقاوم».
وأعلن أنّ حزب الله باقٍ في سورية ما دامت الحاجة تستدعي ذلك، مشدّداً على «أنّ المقاومة لن تتعب، وستواصل حربها على التكفيريين حتى الرمق الأخير لتحقيق النصر المؤزَّر»، موضحاً أنّه «لولا مشاركة حزب الله في الحرب إلى جانب الحكومة السورية في سورية لكان تنظيم «داعش» في الضاحية الجنوبية وبيروت وجونية والشمال»، وأشار إلى أنّ لا مطالب للحزب في سورية سوى أن يبقى علم مقاومة الصهيونية والتكفير مرتفعاً ولو كره الكارهون».
وأوضح أنّ «السعودية تتّجه نحو هاوية ومهوارٍ كبيرين، وسترى نفسها فجأةً في المستنقع بعد أن باتت علاقتها وبعض الدول العربية بالعدو «الإسرائيلي» علاقة علنيّة يجاهر بها بعض المسؤولين».
وعن التوقّعات من مؤتمر جنيف للحل السياسي السوري، رأى قاسم أنّ «جنيف يسير ببطء، ويبدو أنّه لن يُنجز خطواتٍ سريعة نحو الأمام»، موضحاً أنّ «الجيش السوري وحلفاءه يسطّرون الانتصارات على الأرض ضدّ الإرهابيين، ومن يربح في الميدان هو الرابح الأكبر».
حمّود
من جهته، حذّر الشيخ حمّود «من أنّ الفكر التكفيري لا يمكن أن يقود سوى إلى الخراب والدمار» مشيراً إلى أنّ «الدورين الأميركي و»الإسرائيلي» في المؤامرة والحرب الإرهابية على سورية باتا أكثر وضوحاً اليوم».
واعتبر أنّ «سورية هي الضمانة الوحيدة للأمة العربية جمعاء بعد أن صمدت في وجه المؤامرات العالمية والعربية، التي أُنفق عليها مليارات الدولارات».
وأكّد أنّ سورية لن تُقسَّم، وقال: «أعتقد جازماً أنّ الأميركيين و»الإسرائيليين» باتوا يعرفون أنّ تقسيم سورية ليس لمصلحتهم، لأنّ هذا سيدعم الإرهابيين الذين أفلتوا من يد هذا الغرب نفسه، أمّا الحديث عن إزالة الرئيس السوري بشّار الأسد فهو جنون وكذب على الناس، لأنّه هو من صنع هذا النصر لسورية على الإرهاب».
بدوره، أكّد الجعيد أنّ «المقاومة تقف اليوم لإحياء ذكرى شهيد المحراب الذي عاش للإسلام الحقيقي ومثّل الإسلام الصحيح» معرباً عن ثقته بأنّ «المقاومة تستطيع بقوتها أن تقف في وجه العدوان الصهيوني الذي يشكّل الخطر الأكبر على كل المسلمين والعرب، والأحرار في العالم».
ورأى أنّ «الفكر التكفيري لو استطاع لأسرف في قتل وذبح الشيعة والسنّة والمسيحيين من دون تفرقة»، لافتاً إلى أنّ «حزب الله أثبت أنّه حمى لبنان، وما حدث في بروكسل وفرنسا هو نتيجة الدعم الأميركي والتغافل الأوروبي للفكر التكفيري بعد أن ظنّوا أنّه سيعمل على إسقاط الدولة السورية، ولكنّه تحوّل إلى عمق الغرب».