عباس: نعيش مرحلة مصيرية حاسمة تتطلّب المزيد من البذل والتضحيات حتى يكتمل النصر المطران رحّال: نعمل معاً يداً واحدة للدفاع عن هذه الأرض

أقامت منفذية البقاع الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفلاً تكريمياً للرفيق المناضل توفيق منصور، في صالون كنيسة مار اليان ـ رأس بعلبك.

حضر إلى جانب عائلة الراحل عميد التربية والشباب في الحزب عبد الباسط عباس، عضو الكتلة القومية النائب د. مروان فارس، منفذ عام البقاع الشمالي حسن نزها وأعضاء هيئة المنفذية، عدد من أعضاء المجلس القومي، ومسؤولون.

كما حضر منسّق التيار الوطني الحرّ في البقاع عمار أنطون، مسؤول سرايا المقاومة في رأس بعلبك رفعت نصر الله، وفد من حزب البعث العربي الاشتراكي، وفد من الحزب الشيوعي اللبناني، راعي أبرشية بعلبك الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحّال، راعي أبرشية رأس بعلبك الأب ابراهيم نعمو، الأب اليان نصر الله، الشيخ فادي سكرية، رئيس بلدية رأس بعلبك هشام العرجا، العميد المتقاعد دريد رحّال، العميد المتقاعد جان العرجا، الشاعر نزار فرنسيس، مخاتير رأس بعلبك: مطانيوس مهنا، سهيل نعوم وكرم الدروبي، عدد من مدراء الثانويات والمدارس الرسمية والخاصة، جمع من المدرّسين وفاعليات تربوية، وجمع كبير من القوميين والمواطنين.

وهبي

عرّف الحفل محمد وهبي واستهلّ كلمته مرحّباً بالحضور، وقال: نجتمع اليوم لتكريم المربّي توفيق منصور، السوري القومي الاجتماعي الذي انصرف إلى التربية والتدريس، وقد حمل رسالة النهضة ألى النشئ الجديد.

وقال: عرفناه معلّماً الحقائق والفضائل القومية الاجتماعية، قدوة حية في مجتمعه… وستظلّ ذكراه حية، وعزاؤنا أنّ الأجيال التي سهر من أجلها أصبحت على قدر المسؤولية.

كلمة المنفذية

ثم ألقى عضو المجلس القومي الياس التوم كلمة منفذية البقاع الشمالي، فتحدّث عن الرفيق توفيق منصور الحزبي والمربّي، الذي لذلك انخرط في مسيرة العمل من أجل بناء الإنسان الجديد المتعافى من كلّ الأمراض الفردية والطائفية ومن أجل انتصار قضية الحزب.

وأضاف: إنّ القضية التي آمن الرفيق الراحل بحتمية انتصارها، تنتصر بدماء الشهداء من مالك وهبي وسناء محيدلي إلى خالد الأزرق وابتسام حرب ورعد المسلماني وأدونيس نصر، وكلّ مواكب الشهداء.

وختم التوم كلمته بالتأكيد أنّ الراحل حمل، إلى جانب نضاله الحزبي، لواء تحقيق مطالب، وعمل على تربية الأجيال وتنشئتها وكان حتى الرمق الأخير، متابعاً كلّ نشاط وكلّ إنجاز يصبّ في مصلحة انتصار قضيتنا القومية.

كلمة الهيئات التربوية

وألقى الياس نصر الله كلمة الهيئات التربوية متحدّثاً عن صفات الرفيق الراحل ومعتبراً أنه رجل كبير النفس، فهو كدّ وتعب وتفانى في عمله، وقد عرف بالتزامه، فلم يتأفّف يوماً، كان كلّ الثانوية، وكان المحبّ والمخلص.

وأضاف نصر الله: لقد قدّم الكثير من المساعدة أثناء الحرب الأهلية، وأخلص لمبادئ حزبه، وقد رحل «أبو واجب» وسورية التي عشقها تواجه تحدّيات مصيرية، ففلسطين ما زالت ترزح تحت الاحتلال، والشام والعراق يتعرّضان لأسوأ هجمة إرهابية.

وختم مشيراً إلى الأثر الطيّب الذي تركه الفقيد «أبو واجب» في نفس كلّ من عرفه.

المطران رحّال

وألقى راعي أبرشية بعلبك الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحّال كلمة استهلها بتوجيه تحية المحبة والسلام لافتاً إلى أنّ عيد القيامة هو العبور من حياة إلى حياة خالدة.

وأشاد المطران رحّال بمناقبية الراحل توفيق منصور وسلوكه الاجتماعي القويم وقال: نحن نفتخر بهؤلاء القوميين الأحرار الذين يدافعون عن أرضهم. وبِاسم أبناء البقاع، فإننا نعمل معاً يداً واحدة للدفاع عن هذه الأرض المقدسة. فنحن هنا، مسيحيين ومسلمين، سياج هذا الوطن وحُماته.

وختم مشيراً إلى أنّ الزعيم أنطون سعاده أسسّ حزبه من أجل شعبه وأمته.

كلمة أهالي رأس بعلبك

وألقى سمير شعبان كلمة أهالي رأس بعلبك جدّد فيها الوفاء والتقدير للفقيد، فهو الصديق العزيز والمناضل الوطني وحامل المبادئ الحيّة وشعاره أنّ الحياة وقفة عزّ فقط. كان شهادة للحق، وصوتاً شريفاً مدوياً للدفاع عن تلاحم أبناء الوطن والمنطقة.

وأضاف: كان مربّياً لا ينسى، وقد اعتصر القلم والكتب والنظارة في المدارس الرسمية. كان مثالاً للصدق في التعامل مع الزملاء، عشق الأرض والزراعة، كما عمل على حماية رأس بعلبك التي تتقاذفها براكين من الحمم حيث يتربّص العدو الإرهابي بأبنائها.

وختم كلمته بأبيات وجدانية رثى فيها الراحل.

كلمة مركز الحزب

وألقى عميد التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي عبد الباسط عباس كلمة مركز الحزب، استهلها بتوجيه التحية إلى أهالي رأس بعلبك، هذه البلدة الوطنية المعطاء التي تحمل في جذورها نخبة من المثقفين والعمال والشهداء، ورجالاً مؤمنين بوحدة الحياة والمجتمع رافضين الإرهاب وإجرامه. كما حيّا بلدات البقاع الشمالي التي حملت لواء الدفاع عن كلّ حبّة تراب، وعن كلّ صخرة في هذه الجرود الأبية.

وتحدّث عباس عن مناقبية الراحل وعن نضاله وتحمّله المسؤوليات الحزبية، منفذاً عاماً وناموساً للمنفذية وناظراً لأكثر من نظارة، وكان يتحمّل مسؤولياته بكلّ عزيمة صادقة، يسهر على مصلحة الحزب مؤمناً بوحدة مجتمعه، متحدّياً كلّ الحواجز متمرّداً على المذهبية والطائفية.

وأشار عباس إلى أهمية الانتصارات الميدانية ضدّ الإرهاب وداعميه، مؤكداً أنّ هذه الانتصارات هي نتاج إرادة الصمود والمقاومة والتضحيات التي يبذلها الجيش السوري ونسور الزوبعة والمقاومون الشرفاء. وبإرادة المقاومة نواجه الإرهاب في العراق، ونواجه منبع الإرهاب المتمثل بالعدو اليهودي، من خلال انتفاضة شعبنا المتجدّدة في فلسطين التي تواجه آلة الحرب الصهيونية باللحم الحيّ.

وقال: من منبر الرفيق المقاوم توفيق منصور نوجّه التحية إلى كلّ شهداء الأمة وجرحاها الذين واجهوا الإرهاب على أرضها، والتحية إلى كلّ عائلة واجهت وصمدت، ونحن أمام مرحلة مصيرية حاسمة تتطلب مزيداً من البذل والجهد والصبر لتحقيق النصر كاملاً، ونحن مؤمنون بحتمية هذا النصر وقد بشّرنا به سعاده حين قال: «إنكم ملاقون أعظم نصر لأعظم صبر في التاريخ».

وتطرّق عباس إلى الاستحقاقات الداخلية فأكد ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية يتمتع بالمواصفات الوطنية المطلوبة، ويلتزم بخيارات لبنان وثوابته، وانتمائه إلى بيئته القومية.

وإذ دعا عباس إلى تفعيل عمل مؤسسات الدولة، شدّد على أهمية أن تشكل الانتخابات البلدية والاختيارية، منصّة لممارسة الحق الديمقراطي الذي هو أيضاً مظهر من مظاهر الرقيّ والتقدّم، وترجمة هذا الحق بانتخاب الكفاءات القادرة على تحمّل مسؤوليات الإنماء في المناطق.

وأضاف: إنّ منطقة البقاع الشمالي التي تعاني الحرمان، تحتاج إلى المزيد من المشاريع الإنمائية والتربوية والاقتصادية، وتحتاج اليوم إلى خطة لمواجهة الإرهابيين الذين يشكلون خطراً على أمنها واستقرارها، واستقرار كلّ البلد.

وحيّا عباس الجيش اللبناني والمقاومة ونسور الزوبعة وكلّ من يقاوم خطر إرهاب «داعش» و«النصرة» وأخواتهما من تنظيمات الإرهاب والظلام، ونوّه بصمود الأهالي وتمسّكهم بأرضهم وكرامتهم.

وأكد عهد الحزب السوري القومي الاجتماعي على البقاء في المواقع الأمامية وفي كلّ ميادين الصراع والمواجهة ضدّ الاحتلال والارهاب، دفاعاً عن أرضنا وشعبنا.

وختم موجّهاً التحية إلى الرفيق المناضل توفيق منصور الذي ساهم في نشر التعاليم والعلم والمعرفة.

كلمة العائلة

وختاماً، كانت كلمة العائلة التي ألقتها راغدة توفيق منصور وقالت فيها: في الخريف الماضي رحلت يا والدي بعد نصف قرن من النضال في صفوف الحزب وفي ميدان التربية… نفتخر بك تلميذاً انضبط في مدرسة أنطون سعاده طوال خمسين سنة، لم تكن من طلاب المكاسب والمناصب والوجاهات الفارغة، حملت هموم أمتك بصدق وإخلاص كما علّمك سعاده، أنفقت العمر حاملاً صليب أمتك ومشروع حزبك بلا تذمّر أو تأفّف، بل بابتسامة لم تفارقك يوماً. وها هم رفقاؤك وأصدقاؤك يجتمعون اليوم لتكريمك ووداعك.

وختمت كلمتها بتوجيه الشكر إلى المنفذية وأهالي البلدة والمنطقة، كما وجّهت التحية إلى الشهداء في سورية ولبنان وشهداء الجيش اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي.

وفي نهاية الحفل، تسلّمت زوجة الرفيق الراحل، «وسام الواجب» من عميد التربية والشباب ومنفذ عام البقاع الشمالي حسن نزها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى