دردشة صباحية

يكتبها الياس عشي

ماذا تبقّى من أدبيات العصر الجاهلي الذي كان فرسانه يقاتلون بشرف، ويموتون بكبرياء، وإنْ أسروا عوملوا كفرسان؟

بلى.. بلى.. بقي الثأر والهجاء والوأد، ونشط تآمر العربي على العربي، وهدروا دم بعضهم البعض، واحتفوا بصناع الموت وملوكهم أو أمّروهم.

باعوا الوفاء.. كأنهم لم يسمعوا بالسموأل يضحي بابنه كي لا يسلّم وديعة امرئ القيس لأعدائه؟ ولا بعمروٍ بنِ كلثومَ الذي انتفض لكرامة أمّه، فاستلّ سيفه وقتل الملك عمْراً بن هندٍ؟

هل أنّ ملوكنا وأمراءنا ورؤساءنا لا يقرأون؟

لا.. إنهم يقرأون، لكنهم باعوا خيولهم، وكسروا رماحهم، واستبدلوا رياح الصحراء بالمكيّفات، والخيمة بالقصور، والوفاء بالغدر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى